رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي يدين التمرد ضد دولة السودان الجنوبي

لام أكول يدعو إلى حوار بين الحكومة والمعارضة.. ومقتل جندي من قوات حفظ السلام

TT

أدان رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي، الدكتور لام أكول، بشدة حركات التمرد ضد الدولة التي استقلت حديثا، مشجعا على العمل الديمقراطي والتعددية الحزبية، منتقدا الفساد الذي استشرى في البلاد. إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل أحد جنودها لحفظ السلام في إقليم دارفور المضطرب وإصابة اثنين آخرين إثر هجوم استهدف دوريتهم في ولاية جنوب دارفور. وقال أكول في ندوة حول «قضايا الحوار الوطني في البلدان الأفريقية التي استقلت بعد الاستعمار»، أول من أمس، إنه يجب على الحكومة والمعارضة أن يوقفا النظر إلى بعضهما البعض كأعداء، وأضاف أن على الطرفين المشاركة في حوار لتعزيز الوحدة الوطنية، وقال «يجب على الحكومة ألا تنظر لأحزاب المعارضة كأعداء، ولا ينبغي أن تنظر إلى الحكومة بوصفها نظاما لا يمكن التعامل معه»، وتابع «بدلا من ذلك، أن تتعايش الحكومة والمعارضة عبر الحوار الوطني وفق الديمقراطية والتعددية الحزبية»، منتقدا الفساد الذي استشرى في السودان الجنوبي، حاثا رئيس الدولة سلفاكير ميارديت بوضع تدابير صارمة وضمان محاكمة المتورطين وفق القانون، مشيدا بقرار كير بإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد، لكنه قال إنه لا يمكن أن تكون هناك ولاية لمكافحة الفساد، وإن التفويض الممنوح للمفوضية وحدها يكفي، وألا تترك إلى ديوان المراجع العام ومفوضية مكافحة الفساد، وأضاف «لا بد أن تشمل وزارة العدل». وقال أكول إن الدولة المستقلة حديثا يمكنها أن تنجز حوارا ناجحا حول قضايا عبر الحوار الوطني الهادف على أن تشمل الحكم الرشيد، الوحدة الوطنية، التنوع، الاقتصاد والأمن الغذائي، ويمكن معالجتها بشكل صحيح عبر النظام السياسي، مشيرا إلى أن 80% من الجنوبيين يعتمدون على الزراعة، باعتبار أنها العمود الفقري للاقتصاد الريفي، وقال إن 4% من أراضي الجنوب تم استغلالها في الزراعة في وقت يعاني أكثر من مليون شخص انعدام الغذاء، وأضاف «لا يمكن لأي دولة أن تحقق تنمية ذات معنى ما لم يتم وضع تدابير اقتصادية ومالية»، داعيا إلى وضع خطة استراتيجية مناسبة تستهدف القطاع الزراعي لإعطاء ميزة تنافسية مع دول الجوار في الأسواق الإقليمية. وكان أكول، الذي كان قياديا في الحركة الشعبية الحاكمة في السودان الجنوبي، قد انشق عنها وأسس في عام 2009 حزبه الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي الذي أصبح يقود المعارضة في الدولة الجديدة، وقد ترشح في انتخابات أبريل (نيسان) العام الماضي ضد سلفا كير، لكنه اعتبر أن الانتخابات لم تكن حرة ونزيهة، في وقت كانت تتهمه قيادات في الحركة الشعبية بأنه موال لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم وينفذ أجندته، وظلت العلاقة متوترة بين أكول وحكومة الجنوب لفترة طويلة، إلى أن اجتمع به رئيس الدولة سلفا كير في نيروبي قبل أسبوعين، عاد بعدها الزعيم المعارض إلى جوبا ليواصل نشاطه السياسي المعتاد. إلى ذلك، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مقتل جندي تابع لقوات حفظ السلام المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في إقليم دارفور وإصابة آخرين في ولاية جنوب دارفور خلال هجوم مسلح استهدف دورية لقوات حفظ السلام، والجنود جميعهم من دولة سيراليون، مطالبا السلطات السودانية بتقديم المتورطين عن هذا العمل وتقديمهم إلى المحاكمة في وقت سريع.

وقالت الأمم المتحدة في بيان لها إن الدورية قد تعرضت لهجوم في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وقد أسفر الهجوم الذي لم يحدد هوية من قاموا به عن مقتل أحد عناصرها وإصابة اثنين آخرين بجروح.

وقد قتل أكثر من (33) من جنود قوات حفظ السلام في دارفور منذ أن تم نشر قوات (اليوناميد) في عام 2007 التي تعمل على حماية المدنيين.