المزارعون الفلسطينيون يهجرون بساتينهم وكرومهم في مناطق التماس

إسرائيل واصلت عدوانها.. والقصف العشوائي يقتل ثلاثة

أفراد قوة أمنية إسرائيلية يصعدون إلى ظهر أحد زورقي الاحتجاج اللذين اعترضتهما أثناء إبحارهما إلى غزة (أ.ب)
TT

تسود التجمعات السكانية الفلسطينية في مناطق التماس، التي تتاخم الخط الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، حالة من الهلع في أعقاب زيادة عمليات القصف العشوائي التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في هذه المناطق. وقد دفعت عمليات القصف المتكررة المزارعين الفلسطينيين في هذه المناطق، إلى هجر بساتينهم وكرومهم، حيث تأثر بشكل واضح موسم جني ثمار الزيتون بسبب الخوف من التعرض لإطلاق النار العشوائي في هذه المناطق. وكان نتاج هذه السياسة، أن أصيب بعد ظهر أمس، ثلاثة مزارعين فلسطينيين كانوا يقومون بفلاحة أراضيهم في المنطقة الزراعية التي تقع في محيط حي الشجاعية، شرق مدينة غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن دبابات إسرائيلية من طراز «ميركفاه 4»، تتمركز إلى الشرق من الخط الفاصل بين القطاع وإسرائيل، أطلقت قذائف عدة على المنطقة، مما أدى إلى إصابة الثلاثة. وحذرت المصادر من أن النتيجة كان يمكن أن تكون أكثر مأساوية لولا ظروف العيد، وانصراف الكثير من المزارعين للاهتمام بتبادل التهاني مع أقاربهم، حيث إن بعض القذائف سقطت في مناطق من المعتاد أن يوجد فيها المزارعون.

من ناحية ثانية، شددت حركة الجهاد الإسلامي القول إنها سترد على عملية القصف الإسرائيلي الذي استهدف الليلة قبل الماضية منطقة القرارة، جنوب شرقي القطاع، والتي أسفرت عن مقتل ناشط من الحركة وجرح ثلاثة آخرين. وفي بيان صادر عنها، أوضحت «الجهاد» أنها: «سترد على جريمة الاغتيال في اللحظة المناسبة وفي الوقت المناسب»، مؤكدة أن «العدو يهدف من وراء ارتكابه الجريمة، التنغيص على الفلسطينيين وقتل فرحة العيد».

وكانت طائرات إسرائيلية من دون طيار، قد أطلقت صواريخها على مجموعة من الأشخاص كانوا يوجدون في المناطق الزراعية شرق القرارة، مما أدى إلى مقتل عبد الله عيد مهنا (26 عاما). وكان ثلاثة عشر مقاتلا من «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد قد قتلوا الأسبوع الماضي في تصعيد إسرائيلي على القطاع، حيث اتهم الجيش الإسرائيلي «الجهاد» بمسؤوليتها عن إطلاق صواريخ على عدد من المدن الإسرائيلية في محيط القطاع.

من ناحية ثانية، نقلت صحيفة «هآرتس» عن وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي ميتان فلنائي، قوله إن إسرائيل لديها معلومات تشير إلى نشاط عشرات المسلحين في شبه جزيرة سيناء، موضحا أنه ربما يستغل هؤلاء العيد لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، على غرار عملية إيلات التي وقعت قبل شهرين. وزعم فلنائي أنه لا يستبعد قيام مجموعة من المسلحين تنشط في منطقة سيناء، بتنفيذ هجمات مسلحة ضد إسرائيليين خلال عيد الأضحى. وذكرت الصحيفة أن فلنائي أدلى بهذه التصريحات خلال زيارته لمدينة أسدود الجنوبية، مشيرا إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي رفعت من درجة استعدادها. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي رفع من درجة التنسيق الأمني مع الجانب المصري في هذا الشأن، من أجل إحباط أي محاولة لتنفيذ أي عمليات.