انهيار مواقع إسرائيلية أمنية بعد انهيار الإنترنت في الضفة وغزة

المواجهة الفلسطينية ـ الإسرائيلية تنتقل إلى المواقع الإلكترونية

TT

بعد يوم واحد من حصول فلسطين على عضوية «اليونيسكو»، بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، انهارت شبكة الإنترنت في الضفة الغربية وقطاع غزة، بشكل مفاجئ وشلت «الحياة الإلكترونية» هناك لأكثر من 15 ساعة. وبعد يوم من سيطرة إسرائيل على سفن مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة، انهارت أمس مواقع إلكترونية تابعة لعدد من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فيما بدا حربا إلكترونية جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، أمس: إن قراصنة دوليين مجهولين تمكنوا من اختراق عدد من المواقع الإلكترونية التابعة لعدد من أهم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، على شبكة الإنترنت، وعطلوها لساعات طويلة. من بين هذه المواقع: موقع الجيش الإسرائيلي، والموقعان الإلكترونيان التابعان لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وجهاز الاستخبارات الخارجي (الموساد).

اللافت أن هذا الهجوم جاء بعد تهديد علني قبل يومين أطلقه قراصنة دوليون من خلال شريط على «يوتيوب»، بالهجوم على مواقع إسرائيلية مهمة إلكترونيا، إذا استمر حصار غزة.

وقال شخص ينتمي لمجموعة تطلق على نفسها «أنونيموس» في مقطع الفيديو: «بينما شهد العالم جنود بحريتكم وهم يعتلون ظهر السفن التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الأمني البحري غير المشروع الذي وضعتموه لإيذاء شعب غزة باسم مكافحة الإرهاب، فإننا لن نتسامح عن هذا الشكل من السلوك العدواني المتكرر ضد المدنيين العزل». وأضاف: «إذا واصلتم حصار السفن الخاصة بالمساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة أو كررتم الأفعال الفظيعة التي جرت في 31 مايو (أيار) عام 2010 ضد أي سفينة تابعة لأسطول الحرية المتجه إلى غزة، فأنتم إذن لن تتركوا لنا أي خيار سوى الضربة الانتقامية، مرة تلو الأخرى حتى تتوقفوا».

وتابع: «إننا، ومعنا 127 دولة تعترف بفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني، نعتبر أن أعمالا كهذه من قبل الجيش الإسرائيلي ممارسات حرب ضد دولة ذات سيادة».

في البداية، قالت مصادر إسرائيلية: إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان لهذا التهديد علاقة بعدم وجود مواقع الجيش والموساد والشاباك، والموقع الرسمي للوزارات على الشبكة. ولاحقا نشرت الإذاعة الإسرائيلية ووسائل إعلام أخرى اتهاما واضحا للقراصنة باستهداف المواقع الأمنية، قائلة: «إن القراصنة تمكنوا من اختراق هذه المواقع ردا على اعتراض الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي لاثنتين من السفن كانتا تحملان مساعدات إنسانية في طريقهما إلى غزة».

وبعد ذلك، نشرت وكالة الأنباء الألمانية عن ناطقة باسم وزارة المالية أنه «ليس هجوما إلكترونيا.. إنه خلل فني». وبين الفينة والأخرى، تسقط مواقع فلسطينية وإسرائيلية نتيجة هجوم من «هاكرز» يهودي أو فلسطيني وعربي، غير أن الهجمات لم ترقَ إلى مستوى مدمر مثلما حدث في الأسبوع الأخير.

ففي الثاني من هذا الشهر، اخترق مجهولون شبكة الإنترنت الفلسطينية وعطلوها بالكامل في أوسع هجوم ينفذ ضد الشبكة الفلسطينية منذ تأسيسها. وجاء الهجوم بعد يوم من حصول فلسطين على عضوية كاملة في منظمة «اليونيسكو» العالمية، مما خلف اعتقادات راسخة بأن الهجوم جاء من هاكرز يهودي أو مناصر لإسرائيل.

وقام القراصنة باستهداف الـ«IP Address» الفلسطينية بملايين الفيروسات، حسبما أوضح المهندس محمد العايدي، مستشار وزير الاتصالات، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» آنذاك: إن هجوما منظما وممنهجا بملايين الفيروسات من أكثر من 20 دولة هو الذي أدى إلى تعطيل وإسقاط الشبكة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولم تصل السلطة الفلسطينية إلى نتيجة واضحة بعدُ، غير أن مصادر فيها رجحت قيام جماعات يهودية بهذا العمل بعد نجاح فلسطين في الحصول على عضوية كاملة في «اليونيسكو»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه سيتم كشف ذلك بعد التأكد من مصادر الفيروسات.

كانت شبكة الإنترنت الفلسطينية تتلقى آنذاك أكثر من 5 ملايين رسالة في الدقيقة الواحدة من أكثر من مصدر.

ولاحقا أعلن وزير الاتصالات الفلسطيني، مشهور أبو دقة، أنه سيتوجه إلى الاتحاد الدولي لتكنولوجيا المعلومات، لتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول تعرض شبكة الإنترنت الفلسطينية لاختراق من قبل قراصنة الثلاثاء.

وقال أبو دقة في مؤتمر صحافي: «سنبدأ مراسلاتنا إلى الاتحاد للمطالبة بلجنة دولية لتقصي الحقائق». وأعاد أبو دقة التأكيد أن شكل الهجوم الذي تعرضت له الشبكة الفلسطينية «لا يشير إلى هواة أو قراصنة، بقدر ما يشير إلى عمل دول». ولم يتهم أبو دقة إسرائيل بشكل مباشر، غير أنه لمح قائلا: «إذا كانت هذه العقوبات بدأت بعد فوزنا في العضوية في (اليونيسكو)، لا ندري ماذا سيكون عليه الحال إذا فزنا بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة». وأضاف: «كان واضحا أن الهدف من هذا الهجوم هو شطب اسم فلسطين عن الشبكة الإلكترونية ردا على حصول فلسطين على العضوية في منظمة (اليونيسكو)».