وسائل بديلة تنافس لافتات الشوارع في الدعاية للانتخابات المصرية

الإخوان استعانوا بـ«الأراجوز» .. وشباب الثورة بالـ«فيس بوك»

احتفالات المصريين بعيد الأضحى ويظهر في الخلف لافتات الإخوان المسلمين الانتخابية (أ.ف.ب)
TT

لسنوات طويلة كانت لافتات القماش والورق هي الوسيلة الأولى للدعاية للمرشحين البرلمانيين، ولإطلاع الناخب على برامجهم وحشد التأييد لها؛ لكن مع اقتراب الانتخابات البرلمانية نهاية الشهر الحالي دخلت وسائل أخرى على خط الدعاية، سواء من جانب المرشحين أو الأحزاب السياسية بهدف جذب الناخبين.

ففي أيام عيد الأضحى، قام مسؤولو حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية، بابتكار طريقة جديدة للدعاية لأنفسهم كونهم الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تعاقدوا مع أحد فناني مسرح العرائس للقيام بجولات مكوكية بجميع المناطق الشعبية والعشوائية لعمل الدعاية للحزب من خلال جذب الأطفال لمشاهدة العروض المسرحية للعرائس والتي تتضمن العديد من الفقرات الروائية التي تضمن حكمة أو عظة معينة.

ويقول محمد محمود، أحد مؤدي هذه العروض، إن هذه الطريقة تشهد إقبالا كبيرا في أيام العيد خاصة بين أبناء الأحياء الشعبية، الذين لا يملكون رفاهية التوجه لأماكن النزهة المعتادة في الأعياد، وهو ما يدخل السرور والبهجة إلى نفوس الأطفال وأسرهم.

فيما يقول أحد مسؤولي الحزب لـ«الشرق الأوسط» إن عروض العرائس للأطفال تهدف إلى التواصل مع أهالي الإسكندرية وتقديم خدمة لهم ولأطفالهم بشكل يدخل عليهم البهجة في أيام العيد حتى لا نترك الفرصة لفلول النظام السابق بإقناعهم أن الثورة لم تحمل معها إلا المظاهرات والاحتجاجات فقط.

في أيام العيد أيضا وفي بعض المحافظات الريفية؛ حرص كثير من المرشحين على توزيع لحوم الأضاحي على أهل الدوائر، أو قاموا بحضور سرادقات العزاء وجميع حفلات الزفاف لتقديم واجب (النقوط) للعروسين وهو تقليد ريفي يتم بتقديم أموال لصاحب العرس كهدية؛ وهو ما يقوم به المرشحون لاستعطاف الناخبين والحصول على أصواتهم.

على الجانب الآخر وبعد الدور الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي في ثورة 25 يناير، وأبرزها «فيس بوك» و«يوتيوب»، أغرت هذه المواقع مئات المرشحين لاستخدامها في الدعاية لأنفسهم بجانب الوسائل التقليدية كونها وسيلة اقتصادية ومجانية.

فمنذ أيام قليلة قام ائتلاف شباب الثورة وحزب التيار المصري مؤخرا بحملة لدعم مرشحيهما في مجلس الشعب على موقع «فيس بوك»، كما أتاحت صفحة «كلنا خالد سعيد» الفرصة للشباب المرشح للتعريف بأنفسهم ونشر سيرتهم الذاتية بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية والسياسية. إلى جانب عشرات الصفحات الشخصية للمرشحين التي أسست خصيصا لهذه الانتخابات، والتي تروج لأصحابها من خلال عرض سيرتهم الذاتية وبرامجهم، فبمجرد كتابة اسم أي مرشح على «فيس بوك» نجد عددا من الصفحات ما بين الصفحة الشخصية والصفحات المؤيدة له من أنصاره أو من أعضاء حملته الانتخابية.

أما على موقع «يوتيوب» فتنتشر مقاطع الفيديو التي يبثها المرشحون لأنفسهم وهم يتحدثون خلالها عن برامجهم ويحثون الناخبين للتصويت لصالحهم، حتى أصبح عدد المشاهدات لهذه المقاطع معيارا لمدى تقبل الشارع للمرشح في دائرته الانتخابية.

اللافت؛ أن تلك الدعاية لم تقتصر على مرشحين دون غيرهم، ففي صعيد مصر الذي ظل لفترات قريبة لا يعترف كثيرا بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وجد كبار السن من المرشحين أنفسهم مضطرين إلى مواكبة تطورات العصر والدخول إلى عالم الإنترنت والمواقع الإلكترونية لعدم خسارة المعركة أمام الشباب الذين يجيدون استخدام هذه الوسائل.

ويبرر حمدي أبو قريع، أحد المرشحين، سبب اتجاهه في دعايته الانتخابية إلى «فيس بوك»، بأنه نابع من الاهتمام الذي حظي به الموقع بعد ثورة 25 يناير وقدرته الهائلة على التأثير في قطاع عريض من الشباب والذين أصبحوا هدفا أساسيا لأي مرشح في معركته الانتخابية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «فيس بوك يتيح لنا خدمات لا يمكن توافرها في الدعاية التقليدية من القماش أو الورق، فهو يتيح لنا عرض سيرتنا الذاتية مدعومة بالصور، والأدلة المقنعة لأي فرد على مدى صلاحية هذا المرشح لتمثيل أهالي الدائرة تحت قبة البرلمان أو عدم صلاحيته أيضا، كما أن هذا الموقع أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى يتيح لنا أن نتعرف على رد فعل الشارع تجاهنا ومدى تقبله أو رفضه لنا، ويظهر هذا من خلال التعليقات التي يتركها أعضاء هذه المواقع».

تلك الأساليب الدعائية يعلق عليها الدكتور أحمد البحيري استشاري الطب النفسي؛ بقوله إن كثيرا من المرشحين يحاولون تجنب الطرق التقليدية في الدعاية لأنفسهم والتي تم التعود عليها لسنوات طويلة في عهد النظام السابق، ويلجؤون لطرق بديلة يراهنون بها على اجتذاب الناخبين ونيل ثقتهم، مضيفا أن ذلك يعد مقبولا إذا حقق الهدف منه في إطلاع الناخب على برنامج المرشحين، مما يسهم في النهاية في تحقيق أكبر قدر ممكن من المشاركة الإيجابية والصحيحة في التصويت.