المتظاهرون السوريون يرفعون سقف مطالبهم إلى إعدام الأسد

ناشط لـ «الشرق الأوسط»: نحن لا نفرض على الناس شعاراتهم

TT

تصاعدت الشعارات بسرعة قياسية بين حشود المتظاهرين السوريين. فبعد أن كانت هذه الشعارات تنحصر في مطالب الحرية والديمقراطية والعدالة، صار المتظاهرون أكثر تحديدا في هتافاتهم، مطالبين بإسقاط النظام وبرحيل بشار الأسد.

ويقول ناشطون سوريون إن المطالبة بمحاكمة الرئيس السوري وإعدامه أتت في وقت لاحق من الثورة «نتيجة القمع الوحشي الممنهج الذي مارسته أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري بحق المتظاهرين». وقد عمد المتظاهرون في أكثر من كرنفال شعبي إلى تنفيذ حكم الإعدام برأس النظام السوري عبر تعليق دمية تمثل الأسد على مشنقة خشبية وسط الساحات العامة.

ويقول أحد مسؤولي تنسيقيات ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التصاعد في نبرة الشعارات «لا يعني تبدلا في الرأي العام السوري وتغيرا في مواقفه، بقدر ما يعني أن حاجز الخوف قد انكسر وأصبح باستطاعة الناس التعبير عن رغباتها». ويؤكد الشاب المعارض أن «الشعب يريد إسقاط النظام الذي طالما انتهك كرامته وحرمه من أبسط حقوقه، منذ بداية الثورة السورية، لكن الناس كانت تخشى التعبير بسبب جدار الخوف الذي بناه النظام عبر أربعين عاما بالحديد والنار»، ويضيف «حين استطاع الشعب السوري كسر هذا الجدار رفع شعارات تعبر عنه وطالب بحقوقه المشروعة».

وعن شعار «محاكمة الرئيس والمطالبة بإعدامه»، يلفت الناشط المعارض إلى أن «هذا الشعار لم يكن مطروحا في بداية المظاهرات». ويقول: «المتظاهرون كانوا يريدون إسقاط النظام بمعزل عن مصير بشار الأسد، ألا أن هذا الأخير خرج بخطاب استفزازي راح يضحك فيه طوال الوقت، بينما كانت دماء ضحايا درعا لم تبرد بعد، إضافة إلى الكثير من فيديوهات التعذيب التي انتشرت على موقع الـ(فيس بوك) وتم تسريبها من أقبية الأمن، والمجازر والمقابر الجماعية واغتصاب النساء وبتر أعضاء الأطفال. كل ذلك استفز الناس ودفعها إلى تحميل الأسد مسؤولية شخصية عما يحدث من جرائم».

ويؤكد عضو تنسيقيات ريف دمشق أنهم كناشطين معنيين بتنظيم المظاهرات «لا يفرضون على الناس أي شعار أو كتابة أي لافتة، ثمة مزاج عام عند المتظاهرين نحاول أن نساعدهم على التعبير عنه وفقا لأطر تنظيمية معينة». ويضيف الناشط: «في الفترة الأخيرة، صارت الشعارات والهتافات واللافتات تأخذ أبعادا سياسية بما يخدم مسار الثورة ويحقق أهدافها بإسقاط النظام المجرم».

وكان ناشطون سوريون معارضون قد أنشأوا على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) صفحة بعنوان «حملة محاكمة بشار الأسد» ضمت عددا كبيرا من المشتركين، وقد وضع منظمو الصفحة صورة الأسد وهو وراء القضبان كتب تحتها (إجاك (أتاك) الدور»)، في إشارة إلى اقتراب موعد محاكمته أو الوصول إلى مصير مشابه لمصير الرئيس الليبي معمر القذافي. وقد كتب أحد المشتركين في الصفحة «الأمر انتهى والنتيجة حسمت، ولحظة محاكمة هذا المجرم وكل العصابة خصوصا الماكينة الإعلامية والدينية والحقوقية والقضائية التي بررت قتل العصابة للشعب الأعزل، هذه اللحظة اقتربت، والمسألة مسألة وقت لا أكثر». وأشار مشترك آخر على الصفحة التي تم اختراقها عل يد «شبيحة» النظام الإلكترونيين «وصمة عار على الإنسانية إذا لم يحاكم بشار الأسد وعصابته».