مرسيليا.. مدينة السفن نشرت أشرعتها في العالم

باب فرنسا على البحر المتوسط

TT

تمثل مدينة مرسيليا اليوم عصب التجارة وأهم ميناء فرنسي واختيرت لتكون في عام 2013 عاصمة أوروبا الثقافية، مما يعطيها أو يعيد إليها الزخم الثقافي والحضاري الذي كانت عليه المدينة في عصور مضت. وهي تستعد هذه الأيام لوضع البرنامج الثقافي الذي سيستمر لمدة عام كامل، حيث ستحكي المدينة من خلاله تاريخها وثقافتها.. حاضرها وماضيها.. مركزها التجاري والمالي وموقعها على خارطة التجارة الأوروبية والفرنسية، وأهميتها بالنسبة لفرنسا وموقعها في قلب الثقافة الفرنسية، وإلى جانب كل هذا، فإن مرسيليا، المدينة التي تعد اليوم ثالث مدينة فرنسية في عدد السكان، والثانية من حيث المساحة بعد باريس، والميناء الأهم، ستخرج وخلال العام الثقافي غالبية كنوز متاحفها وتاريخها كله، ليكون مفتوحا أمام زوارها كافة.

تبدأ زيارة المدينة من محطة سان شارل، التي تصل المدينة بالداخل الفرنسي. القطارات تقف هناك، ومن على درج المحطة التي بنيت في عام 1848 على تلة تطل على بعض الأبنية القديمة والبحر.. الدرج الذي اعتبرته منظمة اليونيسكو من الإرث الثقافي العالمي، تنزل درجاته الزائر إلى ما يشبه الكنز.. هواء البحر الذي يلفح الوجوه.. الفوضى التي تمثلها حركة المسافرين من كل الألوان والأجناس.. الطرقات الفرعية المتسخة كأنما هي علامة مميزة للمدن القديمة.. الباعة المتجولون ببضاعتهم وأولئك الذين يبيعون، لليوم، البضائع وهم يدورون بها على ظهورهم.. البضائع المزورة أو المهربة، تلك التي يأتي بها البحر والقوارب.. كل هذا يمنح المدينة جوا من المهابة والإثارة.. إلى المقاهي التي تنتشر كما لو أنها فطر أسفل المباني المبنية بحسب الطراز العثماني منذ منتصف القرن التاسع عشر.

الميناء القديم وشارع رصيف الميناء، هما المنطقة الأكثر جذبا للسياح في المدينة.. الميناء القديم في مرسيليا، الذي أصبح منذ منتصف القرن التاسع عشر، خاصا فقط بالقوارب الصغيرة وبعض اليخوت الصغيرة أيضا، هو ما يعطي المدينة الكثير من الجاذبية.. مشهد الصواري المرتفعة فيه، يعد من أجمل المناظر في مرسيليا.