مفتي سوريا يتهم «شبيغل» باجتزاء كلامه وإعطاء فكرة عكس التي أراد إيصالها

بعد أن نقلت عنه قوله إن الأسد يستعد للتنحي

TT

تراجع مفتي الجمهورية السورية أحمد بدر الدين حسون عما قاله لمجلة «دير‎ ‎شبيغل» الألمانية واعتبر أن ما جاء في المقابلة «هو اجتزاء من كلامه»، واتهم المجلة بأنها «نشرت ما يخدم غايات معينة ويعطي عكس ما يود إيصاله عن الأوضاع في سوريا». وحول ما نقل عنه عن الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة، قال حسون في تصريحات لموقع «سيريانيوز» وتناقلتها مواقع إلكترونية سورية شبه رسمية: «قلت لو أن المعارضة قدمت برامجها لتقنع الشارع السوري أن ما لديها خير مما هو موجود في سوريا الآن ولم تستعمل القتل والسلاح والاغتيال لكان السيد الرئيس أول من يرفع قبعته لهم ويشكرهم ويعود إلى ما درسه وما أحبه في مقتبل شبابه الذي ابتدأه فهو طبيب في جراحة العيون. ما نشرته المجلة الألمانية في ما يخص ذلك لا يتجاوز العشر كلمات، والتي جاء فيها باعتقادي أن الرئيس ليس متعلقا جدا بالرئاسة، وكما ذكرته بعض القنوات الإعلامية أن الرئيس الأسد سيتنحى عن السلطة بعد الإصلاحات».

وكانت «شبيغل» قد نقلت عن حسون قوله إن الأسد مستعد للاستقالة والعودة لممارسة طب العيون بعد أن يطبق الإصلاحات. وفي الترجمة الحرفية لما نشرته «شبيغل» على موقعها الإلكتروني أمس، للمقابلة التي جاءت في صيغة سؤال وجواب، سأل اريك فولاث حسون ما إذا كان برأيه هل يمكن للأسد أن يستقيل، فرد المفتي قائلا: «أنا مقتنع أنه سيدخل الإصلاحات تدريجيا، ويسمح بانتخابات حرة وعادلة مع أحزاب مستقلة، وبعد ذلك، بعد انتقال سلمي (للسلطة)، يمكن أن يكون مستعدا للتنحي. ليس رئيسا لمدى الحياة. بشار الأسد طبيب عيون سابق، يريد العودة إلى مهنته القديمة. يمكنني بسهولة تخيل ذلك. في الواقع، قال لي مرات عديدة عن حلمه لإدارة عيادة لطب العيون».

وأوضح حسون أن الحديث الذي أجراه إيريك فولاث، «والذي استمر لساعتين، كنا نهدف منه إيصال الكلمة الواضحة لما يحدث في سوريا، وردا على كل المواقف والكلمات التي حورت وزورت وأجتزئ منها ليخدم غايات معينة ويعطي عكس ما نود إيصاله عن الأوضاع في سوريا وعن موقفنا الديني من هذه الأحداث على مستوى العالم العربي والعالمي». وعبر المفتي حسون عن أسفه لقيام مجلة «دير شبيغل» باجتزاء الحديث المسجل لمدة ساعتين و«اختصرته بمدة خمس عشرة دقيقة فقط» واتهمها بتحوير «بعض الأجوبة من شكل إيجابي إلى جواب سلبي».

وكانت مجلة «شبيغل»، ذكرت أن حسون قال في حفل تأبين ابنه الذي قتل على أيدي معارضين للنظام، إنه «في اللحظة التي يضرب فيها الناتو سوريا، كل أبناء وبنات لبنان وسوريا سيتحولون إلى ساعين للشهادة في أوروبا والأراضي الفلسطينية. أقول لكل أوروبا والولايات المتحدة: سنحضر ساعين للشهادة في ما بينكم أصلا، إذا قصفتم سوريا أو لبنان. ابتداء من الآن، العين بالعين والسن بالسن».