هزان إبراهيم لـ «الشرق الأوسط»: للأكراد مصلحة في تبني الثورة لأنهم لن يعانوا أسوأ مما عانوه من الأسد

أكراد سوريا يفعلون تحركاتهم ويطالبون بالاعتراف بحقوقهم

TT

شكلت الشعارات التي حملها المتظاهرون السوريون الأكراد في المظاهرة التي شاركوا فيها بمنطقة عامودا في القامشلي يوم أمس تأكيدا على دعمهم المجلس الوطني السوري بعد حملة الاحتجاجات التي أطلقتها الكتلة الكردية في المجلس الأسبوع الماضي وما رافقها من حملة على موقع «فيس بوك»، تمثل في إطلاقهم صفحة خاصة بهم حملت عنوان «المجلس الوطني لم يعد يمثلني - أكراد سورية». وكانت هذه الحملة قد جاءت ردا على تصريحات رئيس المجلس برهان غليون الذي اعتبر فيها أن المكونات في سوريا هي جماعات أو تجمعات قومية، مشبها وجودها بوجود المسلمين والمهاجرين في فرنسا، قبل أن يعود ويصدر توضيحا يعتذر فيه من أكراد سوريا ويعيد أمور الثورة الكردية وتحركاتها إلى ما كانت عليه. هذه التحركات تظهر جليا من خلال الناشطين السوريين الأكراد على صفحة الثورة السورية إضافة إلى الصفحات الخاصة بهم والتي يديرها أكراد سوريون من سوريا وخارجها، لا سيما في ألمانيا، اهتماما ملحوظا بمجريات الثورة ويحثون من خلالها مواطنيهم الأكراد في المناطق السورية على المشاركة، من دون إغفال أهمية المطالبة الدائمة بحقوقهم كأقلية موجودة في سوريا ومطالبة المجلس الوطني بتقديم التطمينات التي تضمن عدم إقصائهم في «سوريا المستقبل» والاعتراف بحقوقهم. هذا الواقع يعتبره هزان إبراهيم عضو الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري، مبررا وطبيعيا بعد كل ما عاناه الأكراد من نظام الأسد، من دون أن ينفي تأثيره على حجم المشاركة الكردية في المظاهرات، مما يجعل الأحزاب الكردية والكتلة الكردية في المجلس في حراك دائم وتواصل وتنسيق مستمر مع المجلس الوطني بهدف التخفيف قدر الإمكان من هذه المخاوف وتحفيز الأكراد على زيادة مشاركتهم في المظاهرات. ويقول لـ «الشرق الأوسط»: «الكتلة الكردية في المجلس بالتعاون مع التنسيقيات الكردية في سوريا تعمل على احتواء هذه المخاوف من خلال العمل الدائم مع المجلس الوطني وليس تمثيلنا في الأمانة العامة والاعتراف بالقومية الكردية إلا خير دليل على هذا الأمر». ويعتبر إبراهيم أن «رد فعل الأكراد الأسبوع الماضي لم يكن فقط نتيجة التصريح الذي أدلى به غليون، بل سبقته تصريحات عدة أساءت إلى أكراد سوريا إضافة إلى اعتبار حزب العمال الكردستاني حزبا إرهابيا، وبالتالي كان لا بد لنا من اتخاذ موقف في هذا الإطار واستنكار ما يحصل، وما قمنا به كان له وقعه الإيجابي وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي». مضيفا أن «للأكراد مصلحة كاملة في تبني الثورة لأنهم لن يواجهوا أو يعانوا أسوأ من كل ما عانوه في عهد نظام الأسد، وهم كانوا من أوائل المشاركين في مظاهرة الجامع الأموي في مارس (آذار) مارس الماضي في أول أيام الثورة». ويشير إلى المؤتمر السري الذي عقدته الأحزاب الكردية في القامشلي الأسبوع الماضي وكان إحدى المحاولات التي يقوم بها الأكراد لتوحيد قواهم وتنظيم مشاركتهم في مظاهرات إسقاط النظام. وكانت أبرز عناوين الاجتماع قد ارتكزت على الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي كمكون رئيسي في البلاد ورفض التمييز القومي والطائفي والديني للوصول إلى دولة وطنية علمانية وديمقراطية لكل السوريين. كما كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية، كون التوحيد هذا يشكل عاملا مهمّا في ترجيح موازين القوى لصالح الثورة السلمية للشعب السوري وتحقيق مطالبه المشروعة. وفي ما يتعلق بالوضع الكردي السوري، فقد رأى المؤتمرون أن الشعب الكردي في سوريا هو شعب أصيل، يعيش على أرضه التاريخية ويشكل جزءا أساسيا من النسيج المجتمعي والوطني والتاريخي لسوريا، وهذا الواقع يتطلب الإقرار الدستوري بوجوده كمكون رئيسي من مكونات الشعب السوري، وإيجاد حل ديمقراطي عادل لقضيته القومية بما يضمن حقه في تقرير مصيره بنفسه ضمن وحدة البلاد. كما اعتبروا أن حل القضية الكردية يعتبر مدخلا حقيقيا للديمقراطية وامتحانا لقوى المعارضة السورية التي تسعى لتحقيق غد أفضل لسوريا على قاعدة أن «سوريا لكل السوريين».