بري: لبنان في قلب العاصفة ولا أمانع متابعة الحوار السابق بجميع بنوده

مواقف الحريري على «تويتر» تثير سجالا سياسيا.. وتساؤلات عن توقيت معارضته التجديد له

TT

أثار نشاط رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على موقع «تويتر» والمواقف السياسية الأخيرة التي أطلقها عبره، لا سيما لناحية إعلانه أنه لن يصوت للرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب بعد الانتخابات النيابية المقبلة، سلسلة ردود متبادلة تخطت ردي بري والحريري إلى ردود صدرت على لسان نواب الطرفين، محركة حالة الجمود السياسي على الساحة اللبنانية.

وتزامن السجال بين الرجلين مع إعادة التداول بالتئام طاولة الحوار الوطني بين الفرقاء اللبنانيين، وبينما جدد بري أمس تأييده «متابعة الحوار السابق بجميع بنوده»، اكتفت مصادر قيادية رفيعة في «تيار المستقبل» بالتعليق لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «نريد أجندة محددة مسبقا للحوار، وأن نعرف أين أصبحت المقررات السابقة».

وفي سياق متصل، أشار الرئيس بري، بعد لقائه أمس الرئيس اللبناني ميشال سليمان، إلى أن «الحوار الذي توجه رئيس الجمهورية يبقى على أهميته حوارا عن الماضي، أما الحوار الذي نسعى إليه برئاسته فهو حول المستقبل من دون التنكر للماضي». وقال: «أذكر من نسي أنني أنا من بدأه (الحوار)، وطبعا لست ضد بحث عدم تنفيذه وفقا للأصول». ورأى أن «ما يجري حولنا ليس غريبا عن أورشليم، ونحن كلبنان في قلب العاصفة وليس على شطآنها، لذا علينا رسم المستقبل قبل أن يرسم لنا». وكان نواب كتلة الرئيس بري شنوا هجوما عنيفا على الرئيس الحريري على خلفية موقفه من تسمية بري، فسأل النائب علي خريس: «من همس في أذن الحريري، وقال له أن يتحدث منذ الآن، وقبل سنة ونصف السنة عن انتخابات رئاسة مجلس النواب»، معتبرا أنه «إما أن هناك غباء في السياسة من قبل الحريري، أو أنه من الممكن أن تكون أميركا هي من تهمس في أذنه».

وفي هذا الإطار، سأل النائب في كتلة بري عبد المجيد صالح، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «أليس من المبكر الحديث عن رئاسة المجلس النيابي وهل الموضوع مطروح للبحث اليوم؟»، وقال: «في العادة (من ساواك بنفسه ما ظلمك)، لكن الأحجام والتحالفات هي من تحدد تسمية رئيس الحكومة أو المجلس النيابي». ورأى أنه «غالبا ما تكون الأعياد محطة لتقديم التهاني بالعيد والتأكيد على أهمية الوحدة بين اللبنانيين، لكن يبدو أن الحريري أراد أن يوجه رسائل جازمة في ما يتعلق بمعاودة الحوار الوطني»، مشددا على أن «بري يعمل جاهدا لإعادة وصل ما انقطع تحت سقف رئيس الجمهورية».

وأعرب صالح عن اعتقاده أن «مواقف الحريري هي محاولة لتوتير الأجواء لبنانيا، وتأتي في إطار الرغبة في عدم التجاوب مع حراك الرئيس بري»، وقال: «ربما أزعجه الاجتماع الثلاثي بين الرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وبري بسبب وجوده في غربة نأمل ألا تطول». وأكد أن «لكل طرف الحرية في التعبير عن وجهة نظره، لكن عندما يكون البلد بخير، والوضع الأمني ممسوك، وبعد أن يصدر قانون الانتخابات وتتضح معالم المعركة النيابية المقبلة».

في موازاة هذه المواقف، أشار نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري إلى أن «التشنج الحاصل بين الطرفين يتبع ما صدر خلال السنة الماضية من مواقف عن الرئيس بري ومجموعة (8 آذار) تجاه الرئيس الحريري»، لافتا إلى أن «الرئيس الحريري مر بتجربة سياسية كثيفة الأحداث في فترة قصيرة. وفي النهاية، الإنسان يتعلم من أخطائه ويريد تصحيحها».

أما النائب في كتلة المستقبل عمار حوري، فشدد على «أننا في بلد ديمقراطي، ولكل فريق سياسي الحق في اتخاذ الخطوات التي يراها مناسبة، ومن حق أي فريق سياسي أن ينتخب أو لا ينتخب مرشحا لرئاسة الجمهورية أو لرئاسة المجلس النيابي أو يسمي أو لا يسمي مرشحا لرئاسة الحكومة، وهذا لا يعني القطيعة أو عدم التعامل». وقال: «كنت أتوقع من الرئيس بري أن يقول هذه هي الديمقراطية ولا مشكلة في الاسم الذي يسميه هذا الفريق أو ذاك، ولكن النقاش أخذ الأمور إلى مكان ما كان يجب أن يذهب إليه». وفي ما يتعلق بالحوار، أوضح حوري أنه «يبقى عنوان وحيد هو سلاح حزب الله على جدول أعمال الحوار»، ملاحظا «أن كلام الرئيس بري في هذا الاتجاه هو عودة إلى ما اتفقنا عليه في مؤتمر الحوار لجهة حصر مصير جدول الأعمال ببند السلاح، مع التأكيد على ضرورة أن يخبرنا الآخرون كيف سينفذون ما اتفقنا عليه لنقتنع بهذا الكلام».