اشتباكات بين الجيش ومنشقين في حماه وإدلب.. والأمن يفتح النار على مشيعين في دمشق ويقتل 7 منهم

اعتقال 200 شاب من حي الخالدية بحمص ومقتل طفل تحت التعذيب

TT

سقط عدد جديد من القتلى المدنيين في سوريا أمس، في العمليات العسكرية المستمرة لقمع الاحتجاجات الشعبية، ووصل التوتر أمس إلى قلب العاصمة دمشق حيث قتل 7 أشخاص في منطقة البرزة، بحسب ناشطين.

وفيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 مدنيا سقطوا أمس إضافة إلى 7 جنود على الأقل في اشتباكات مع مسلحين، قال ناشطون إن 25 شخصا على الأقل قتلوا أمس برصاص قوات الأمن والجيش السوري. وبحسب مصادر محلية في دمشق، فقد توترت الأوضاع ليلة أول من أمس في منطقة برزة حيث استمر إطلاق الرصاص لعدة ساعات. ويوم أمس عاد التوتر أثناء تشييع القتيل بسام بارة بعد صلاة العصر عندما تحولت الجنازة إلى مظاهرة تهتف لإسقاط النظام وإعدام الرئيس، فقامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين مما أسفر عن سقوط نحو سبعة قتلى منهم شقيق القتيل بسام بارة، ونحو 30 جريحا.

ونقل ناشطون عن شهود عيان: «أثناء تشييع الشهيد بسام بارة، جرى إطلاق النار على المشيعين.. وقالوا إن التشييع انطلق نحو الطريق المؤدي إلى منطقة التل، وكانت الهتافات تتحدى القناصة وهي ويالله وما منركع إلا لله، والتكبير». وكانت قوات الأمن والجيش بدأت تتمركز في مواجهة المشيعين لتقطع الطريق أمامهم، ثم بدأ إطلاق النار على المتظاهرين الذين فروا عائدين باتجاه جامع السلام. وأضاف الناشطون أنه «مع استمرار إطلاق النار، تدافع الناس ووقعوا فوق بعضهم البعض، وحصلت إصابات نتيجة التدافع وأخرى نتيجة إطلاق النار، ورغم تفرق الناس استمر إطلاق النار مع ملاحقات لمن كان يرفع علم الاستقلال، انتشرت بعدها قوات الأمن والشبيجة في منطقة برزة بكثافة لا سيما في منطقة مسبق الصنع، وفي أكثر من حي آخر في برزة، وثمة خشية من عمليات مداهمة ليلية للبحث عن الجرحى والشهداء».

وفي محافظة حماه استمر تأزم الوضع مع تعرض عدة قرى في محافظة حماه للقصف المدفعي. وقال ناشطون إن دبابات ومصفحات مع أكثر من ألفي عسكري تمركزوا عند مقر أمن الدولة بعد اقتحامهم للمدينة ليلة أول من أمس، كما تم نشر قناصة على المباني المحيطة بساحة العاصي لمنع وصول المتظاهرين إليها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «سبعة على الأقل من جنود الجيش النظامي السوري قتلوا خلال الاشتباكات التي تدور مع منشقين في عدة قرى قرب مدينة محردة». وأضاف أنه في ادلب «تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد أنهم منشقون في قرية خان السبل قرب سراقب».

وفي مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور، شيع أمس قتيلان سقطا برصاص الأمن والشبيحة. وفي حمص جرى اعتقال نحو 200 شاب من حي الخالدية، وتم تجميعهم في الشارع وضربهم وإهانتهم أمام أهل الحي، قبل سوقهم إلى دوار القاهرة. وكان كل شخص يسأل عن ابنه أو قريبه يعتقل، بحسب ما قالت مصادر محلية. وأضافت المصادر أن إطلاق الرصاص توقف بعد ظهر أمس في بعض أحياء حمص وسجل انسحاب للدبابات وفك للحصار عن بعض المناطق، في وقت أعلن فيها عن مقتل الطفل إبراهيم محمد عدنان حصرية (14 عاما) بالمعتقل تحت التعذيب، وسلمت جثته إلى ذويه بعد عشرة أيام من اعتقاله.

وشهدت عدة أحياء في حمص أمس مظاهرات مثل دير بعلبه والقصور والإنشاءات والبياضة وغيرها. وفي دمشق خرجت مظاهرة طيارة على أتوستراد المزة أمام مطعم الصنوبر، وهي منطقة تعتبر من المناطق الحديثة وذات انتشار أمني كثيف لتركز السفارات والمكاتب التجارية الراقية، ومنازل أبناء المسؤولين. وفي دوما بريف دمشق شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في ساعات الصباح الأولى وشوهدت الدوريات وهي تنزل المعتقلين في مقر أمن الدولة، بعد ثلاثة أيام من التظاهر اليومي الحاشد خلال أيام العيد، حيث لم تكن السلطات تطلق عليها النار.

وفي قرى حوران نمر والحارة وأنخل خرجت مظاهرات لنصرة أنخل وحمص والمناطق المحاصرة. وردا على حملة الاعتقالات التي طالت عددا من الناشطين فجر أمس في قرية نمر وغيرها.

وفي منطقة الصاخور في مدينة حلب خرجت مظاهرة حاشدة دارت شوارع الحي ونادت بإسقاط النظام وهتفت لحمص وبابا عمرو. وفي مدينة الكسوة في ريف دمشق قامت قوات الأمن والجيش منذ الساعات الأولى من صباح أمس بإعادة انتشار للمدرعات في المدينة بعد 50 يوما من اقتحامها وترافق خروج المدرعات مع إطلاق نار كثيف جدا. وقالت مصادر محلية إن المدرعات خرجت ولكن الجنود والشبيحة وقوات الأمن والحواجز لا تزال موجودة في المدينة.