مفكر شيعي مصري يسعى لتأسيس حزب جديد يراهن على مدنية الدولة

د. النفيس لـ «الشرق الأوسط» : هدفنا تطبيق الشريعة ونعتبر أمن مصر من أمن إيران

المفكر المصري الشيعي د. أحمد راسم النفيس (أ.ف.ب)
TT

نفى المفكر الشيعي المصري الدكتور أحمد راسم النفيس، أن يكون حزبه الذي يسعى إلى تأسيسه طائفيا أو يهدف إلى نشر التشيع في مصر، مؤكد أن حزب «التحرير» سياسي مدني. وقال: «نحن مسلمون مصريون، نعتز بإسلامنا ومصريتنا، ونعتز بموقعنا في المجتمع». وشدد النفيس الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من «بيروت»، على أنه يسعى لتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية وأحكامها، شرط ألا يكون ذلك على «الطريقة الطالبانية». وتمنى أن ترتقي العلاقات المصرية مع إيران لمستوى العلاقات مع إسرائيل، قائلا إن «أمن مصر من أمن إيران».

وتقدم النفيس منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للجنة شؤون الأحزاب في مصر بأوراق تأسيس حزب «التحرير»، حاملا (5534) توكيلا يضم شيعة وليبراليين وأقباطا وشيوعيين وصوفيين، وقال إن حزبه يضم كافة أطياف المجتمع ومعظمهم سنة، ويستطيع أن يجمع عددا أكبر من التوكيلات لو أراد.. «لكن المسألة ليست مباراة في الأرقام».

وعلى الرغم من عدم موافقة اللجنة على تأسيس الحزب حتى الآن، فإنه أثار جدلا كبيرا بشأن مخالفته للدستور الذي يمنع قيام الأحزاب على أساس ديني، فضلا عن اتهامات تتعلق بنشره التشيع في المجتمع المصري وحصول بعض قياداته على تمويل إيراني.

لكن النفيس، وهو طبيب وأستاذ جامعي، (59 عاما)، أكد أن هذه الاتهامات واهية وباطلة، مشيرا إلى أن «لدى الحزب مجموعة من الأفكار، هي المعيار للحكم عليه. ولا يجب على أحد أن يصنفها على أساس المذهب».

وقال النفيس إن «قصة الأقلية الشيعية والأكثرية السنية لا تشغل بالنا.. نحن مسلمون مصريون نعتز بإسلامنا ومصريتنا، ونعتز بموقعنا في المجتمع الذي لا ينبع من الانتماء المذهبي»، موضحا أن الانتماء المذهبي يثار الآن للتفريق بين المسلمين، وبين المصريين. وأضاف: «أي تيار فكري أو حزب سياسي يتجه إلى الأقلية ويدافع عن عدد معين من الناس ويدخل في خصومة مع المجتمع، عليه أن يمكث في بيته أفضل وألا يشارك في الحياة السياسية».

ويقول الشيعة، الذين يتراوح عددهم في مصر بين 15 و20 ألفا وفقا لبعض المراقبين، إنهم ظلوا يعانون مشكلات وقيودا أمنية شديدة في ظل النظام السابق، وأن الخوف من نشر التشيع في مصر أصبح يلاحقهم.

وشدد النفيس على أن «التحرير» حزب مدني يؤمن بأن الحكم للشعب، ويؤيد الحرية ويواجه الليبرالية المتوحشة.. وقال: «إذا أردت أن تصنفه فيمكن أن نقول عليه حزب ديمقراطي يساري إسلامي» ينحاز لحقوق المستضعفين، ويدعو المصريين إلى أن يتوحدوا وينتهجوا خيار المقاومة، وقطع يد الهيمنة الأميركية والغربية في المنطقة.

وأبدى النفيس تأييده لتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر وأن تكون مرجعية ثابتة للأمة الإسلامية ككل، وأن تبقى المادة الثانية من الدستور محترمة ومصونة، لأنه لا يستطيع أحد في مصر من قبل أو من بعد أن يصدر قانونا يخالف الشريعة الإسلامية بشكل صريح. لكنه أكد أن تطبيق أحكام الشريعة لا يكون على الطريقة «الطالبانية» (نسبة إلى حركة طالبان الأفغانية)، فالشريعة الإسلامية ليست مجرد حدود، بل تطبق في الأخلاق والمعاملات والسياسة وفي غيرها.

وفي ما يتعلق بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، قال النفيس إنه في موقع لا يحسد عليه، ولا ينبغي أن نلقي عليه العبء وحده لأنه ليس اللاعب الوحيد على الساحة. لكنه أيضا أشار إلى وجود قدر معين من الاستفزاز والرغبة في منع أو تقويض القوى التي تبدي معارضة حقيقية، على الرغم من أنها لم تشكل تهديدا للمجلس العسكري أو لغيره، ولذلك يرفض النفيس أي محاكمات عسكرية للمدنيين.

وحول العلاقات مع إيران، قال النفيس إنه يأمل أن ترتقي العلاقات المصرية - الإيرانية إلى مستوى العلاقات مع إسرائيل، «وألا نتهم بالخيانة لسعينا إلى ذلك»، مشيرا إلى أن من يقول إن أمن مصر من أمن الخليج عليه أن يعلم أن إيران جزء من الخليج أيضا، «وهذا يعني أن أمن مصر من أمن إيران».

وشدد النفيس على أن هناك ثلاث دول كبرى في المنطقة؛ هي مصر وإيران وتركيا، وأن أي اختلال في موازين أي دولة يهدد الجميع، مثنيا على دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للتحالف مع مصر سياسيا واقتصاديا وثقافيا، ونافيا في ذات الوقت أي تمويل إيراني لحزبه، بقوله «نحن نعتمد على أنفسنا ولا نتلقى أي تمويل من أحد، ونلتزم بقانون الأحزاب».