كوريا الجنوبية تصف إسرائيل بـ«دولة غير موثوقة» تجارياً

عقب تفضيل طائرات تدريب إيطالية عسكرية على طائراتها

TT

وصفت حكومة كوريا الجنوبية إسرائيل، أمس، بأنها «دولة غير موثوقة» في العلاقات التجارية، وذلك بعد أن اكتشفت أنها استغلت المفاوضات معها لتخفيض أسعار طائرات تدريب إيطالية عسكرية ستشتريها. وهددت بأن تلغي كل الصفقات مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية واستبدال صفقات مع شركات أخرى منافسة في العالم بها.

وقالت مصادر سياسية في إسرائيل: إن هذه التصريحات الكورية تشير إلى تفاقم الأزمة بين الدولتين إلى حدود لم تُعرف من قبل. وكشفت عن أن كوريا الجنوبية تهدد حاليا بإلغاء الصفقات القائمة حاليا مع إسرائيل وبموجبها تشتري كوريا أسلحة إسرائيلية بقيمة 280 مليون دولار، وأن الولايات المتحدة تؤيد كوريا الجنوبية في هذا الخلاف.

ونشبت هذه الأزمة خلال المحادثات بين سيول وتل أبيب حول صفقة بقيمة مليار دولار، تشتري إسرائيل بموجبها 25 - 30 طائرة تدريب عسكري من كوريا من طراز «تي 50». ويقول الكوريون إنهم اكتشفوا أن إسرائيل لا تدير «محادثات نظيفة» معهم؛ فهي قررت أن تشتري طائرات التدريب الإيطالية من طراز «إم 346»، لكنها تستخدمهم لممارسة ضغوط على الشركة الإيطالية حتى تخفض من أسعارها، وأنها في الواقع وقعت على اتفاقية بالأحرف الأولى مع الإيطاليين في الوقت ذاته الذي كانت تدير فيه المفاوضات حول الطائرات الكورية.

وحرصت كوريا على نشر الأنباء عن «غضبها الشديد على إسرائيل»، أمس، في الوقت نفسه الذي يزور فيه وفد كوري تل أبيب للتفاوض حول هذه الأزمة، وهو الوفد الكوري الثاني الذي يزور إسرائيل في الشهر الأخير. ويقول الكوريون إنه «بالإضافة إلى خطورة الأسلوب المخادع الذي اتبعه الإسرائيليون مع كوريا، فإن تفضيل الطائرة الإيطالية لا يستند إلى منطق مهني أو تجاري سليم؛ ولهذا على إسرائيل أن تتراجع وأن تتخذ موقفا نزيها في هذه الصفقة، وإلا، فإنها ستضع نفسها في مصاف الدول التي لا تحترم قواعد التجارة السليمة والتي لا تعتبر موثوقة».

جدير بالذكر أن سلاح الجو الإسرائيلي يتدرب حاليا على طائرات «سكاي هوك» الأميركية القديمة. وقرر تحديث طائراته في السنة المقبلة. وقد بدأ محادثات مع كل من إيطاليا وكوريا الجنوبية لإبرام صفقة منذ نحو سنتين. وأجرى خبراء الجيش دراسة مهنية حول الطائرتين وخرجوا بالنتيجة أن كلتيهما ناجحة. وأحالوا الأمر إلى وزارة الدفاع، لتبت في الأمر على أسس تجارية. وحسب تحقيق أجرته صحيفة «هآرتس»، اتضح أن مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية، أودي شيني، وقع على اتفاق بالأحرف الأولى قبل 6 شهور يقضي بشراء الطائرة الإيطالية مقابل صفقة أخرى تقوم فيها إسرائيل ببيع طائرات بلا طيار وأسلحة إسرائيلية أخرى لإيطاليا أيضا بقيمة مليار دولار.

وتقول المصادر الإسرائيلية إن الولايات المتحدة باشرت في التدخل في الموضوع لصالح كوريا الجنوبية؛ إذ إن الطائرة الكورية تعتمد في صناعتها على طائرة «إف 16» التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتين» الأميركية. وهناك شراكة أميركية - كورية في تطوير وتحديث الطائرة الكورية. ويقول الأميركيون إن الطائرة الكورية مفيدة لإسرائيل أكثر من الطائرة الإيطالية؛ لأن سلاح الجو الإسرائيلي يعتمد اعتمادا أساسيا على طائرة «إف 16» في حروبه. ويشككون في قدرة إيطاليا على تنفيذ الصفقة، بدعوى أن «الوضع الاقتصادي السيئ في إيطاليا يجعل كل صفقة معها غير مضمونة».