لبنان: تحذيرات غربية من عودة الاغتيالات تدفع بقياديين من المعارضة إلى خارج البلاد

TT

عاد الهاجس الأمني إلى واجهة الاهتمامات في لبنان في ظل تنامي الشائعات عن لائحة بأسماء شخصيات سياسية معارضة مهددة بعمليات اغتيال شبيهة بمسلسل الاغتيالات الذي سجل في عام 2005.

وعلى الرغم من طمأنة وزير الداخلية مروان شربل بأن القوى الأمنية تمسك بالوضع الأمني وأن الاستقرار ثابت في لبنان، فإن ذلك لم يحل دون طرح النائب وليد جنبلاط أسئلة تناولت الوضع الأمني وحوادث الخطف الغامضة والمجهولة وعودة الاغتيالات وسبل معالجة هذه المخاوف من قبل السلطات السياسية والأمنية.

وفي هذا المجال، تحدثت معلومات أمنية عن مشهد أمني دقيق من أبرز مؤشراته عمليات الإنذار الكاذب حول وجود عبوات ناسفة في بعض المراكز التجارية وفي بعض مقرات دبلوماسية غربية في بيروت، وكشفت عن تحذيرات أبلغت من قبل هيئات دبلوماسية غربية وعربية في بيروت إلى قيادات في قوى «14 آذار»، وطلبت منها توخي الحذر في تنقلاتها واتخاذ إجراءات أمنية مشددة وذلك بعد توالي تقارير تشير إلى إمكان تجدد عمليات الاغتيال السياسي، وذلك مع انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأضافت هذه المعلومات أن سلسلة حوادث الخطف التي سجلت في ضواحي العاصمة لمعارضين سوريين وردود الفعل التي صدرت من قبل قوى «14 آذار» عليها، دفعت إلى إشاعة مناخ غير مستقر سياسيا وإلى توجيه تهديدات مجهولة المصدر لنواب في تيار المستقبل خصوصا، وركزت على النواب الشماليين الذين هم على تماس مباشر مع الأزمة السورية ويتعاطون بالقضايا الإنسانية المتعلقة بوضع نازحين سوريين ومعارضين لجأوا إلى لبنان في الأسابيع والأشهر الأخيرة.

بموازاة هذه المعطيات، كشفت مصادر نيابية في «المستقبل»، لـ«الشرق الأوسط» عن عمليات تهريب سلاح تجري في الأسابيع الأخيرة بين أكثر من منطقة لبنانية وعن تحركات لمجموعات مسلحة في قرى الشمال حيث الوجود المكثف للمعارضين السوريين. واعتبرت أن هذه العمليات مشبوهة وتؤشر إلى تحولات سياسية وأمنية جديدة على الساحة الشمالية عنوانها الاضطراب الأمني بعد الاضطراب السياسي نتيجة الانقسام السياسي العمودي في البلاد. ولفتت إلى أن الهدف منها تحويل الأنظار عن المناطق المشتعلة في المنطقة، وخصوصا عن الوضع السوري الذي بات يضغط بقوة على الساحة الشمالية كما على الوضع الأمني العام في لبنان.

وقالت هذه المصادر إن السفارة الأميركية في بيروت أبلغت قيادات في المعارضة عن سيناريو لعودة الاغتيالات لكن التوقيت لتنفيذه ما زال مجهولا. وأضافت أن هؤلاء المسؤولين بدأوا منذ نحو عشرة أيام في اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة للحفاظ على أمنهم الشخصي، وقد عمد بعضهم إلى مغادرة لبنان إلى أوروبا، وفضل البعض الآخر عدم التنقل خارج بيروت.

وأكدت المصادر النيابية في «المستقبل» أن هذه التهديدات جدية وقد استدعت تدخلا مباشرا من قبل رئيس الجمهورية الذي عقد مطلع الأسبوع الجاري سلسلة اجتماعات لافتة مع قادة جميع الأجهزة الأمنية وبشكل منفرد وليس خلال اجتماع واحد، وذلك للتدقيق في صحة ما يتم التداول به حول عودة الاغتيالات ومسلسل الاضطراب الأمني الناتج عن مجموعة من الحوادث الأمنية المتفرقة.

وحول مغزى وأهداف التهديدات الأمنية للمعارضين، اعتبرت المصادر نفسها أنها تأتي كرد مباشر وسريع على ما أعلن عن احتمال عودة الرئيس سعد الحريري قريبا إلى بيروت كما أنها تركز على الحد من اندفاع قيادات قوى «14 آذار» لدعم المعارضة السورية سياسيا واجتماعيا. وكشفت عن أن التهديدات لم تستثن قيادات بارزة خارج قوى «14 آذار» كالنائب وليد جنبلاط الذي بدأ يحد من تنقلاته وتحول إلى إمضاء الكثير من وقته في قصره بالمختارة في الشوف.