دينيس روس يستقيل من منصبه بالبيت الأبيض ويلتحق بمعهد واشنطن

قال إنه وعد زوجته بالعمل مع الحكومة لمدة عامين فقط

TT

تقدم دينيس روس، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، باستقالته إلى البيت الأبيض أمس الخميس، بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على توليه منصبه بإدارة الرئيس أوباما. وأشار صديق مقرب من روس إلى أن الأسباب وراء استقالته ترجع إلى ظروف عائلية، موضحا أنه سيعمل كمفكر استراتيجي في معهد واشنطن خلال الفترة القادمة.

وقد أصدر دينيس روس بيانا قال فيه «بعد ما يقرب من ثلاث سنوات في خدمة الإدارة الأميركية، فإنني سأغادر للعودة إلى الحياة الخاصة، وأنا افعل ذلك بمشاعر مختلطة فقد كان لي شرف العمل في إدارة الرئيس أوباما خاصة في هذه الفترة التي تشهد تغييرات لم يسبق لها مثيل في الشرق الأوسط الكبير، وبالطبع لا يزال هناك عمل ينبغي عليّ القيام به، لكني وعدت زوجتي بأن أعمل فقط لمدة عامين في الحكومة، واتفقنا معا أن الوقت قد حان لأفي بهذا الوعد، وأنا ممتن للرئيس أوباما على منحي فرصة العمل مرة أخرى على مجموعة واسعة من قضايا الشرق الأوسط ومعالجة التحديات ودعم جهوده لتعزيز السلام في المنطقة».

وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جاي كارني «عندما انضم دينيس روس للإدارة أوضح أن لديه التزامات أمام أسرته، وقال إنه سيبقى لمدة عامين فقط، وفي ضوء التطورات في الشرق الأوسط أمد روس في عمله لعام آخر، مما قوبل بالتقدير من الرئيس أوباما».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد عين دينيس روس في منصب مستشار لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب غربي آسيا في فبراير (شباط) 2009، لتكون مهمته تقديم استشارات استراتيجية للبيت الأبيض والخارجية الأميركية. ثم غادر روس وزارة الخارجية لينضم إلى مجلس الأمن القومي كمساعد خاص للرئيس أوباما. وقد عمل السياسي المخضرم كقناة رئيسية خلف الكواليس بين البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية من جانب، والبيت الأبيض والسلطة الفلسطينية من جانب آخر، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة لمواصلة التفاوض في عملية السلام للوصول إلى اتفاق يقضي بحل إقامة الدولتين. وقد قام روس مع زميله ديفيد هيل برحلات متوالية بين واشنطن ورام الله وتل أبيب.

وقد شغل روس (63 عاما) منصب مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الأب، ومنصب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط في عهد الرئيس بيل كلينتون. وعمل نائب مساعد لوزير الدفاع بول وولفويتز في البنتاغون في عهد الرئيس جيمي كارتر. وخلال إدارة الرئيس رونالد ريغان شغل روس منصب مدير قسم الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي. وخلال فترة الثمانينات تولى منصب المدير التنفيذي لبرنامج بيركلي في جامعة ستانفورد لتدريس السياسة السوفياتية في الفترة من 1984 وحتى 1986.

وينظر العاملون في الدوائر السياسية الأميركية إلى الدور الذي قام به روس باعتباره أحد اللاعبين القلائل الذين يملكون خبرة واسعة في عملية السلام ويقومون بعمل كبير خلف الكواليس على نحو متكتم وهادئ وينجحون في أهدافهم بمهارة. وقد واجه روس اتهامات كثيرة بانحيازه للجانب الإسرائيلي في مفاوضات السلام، لكن عددا كبيرا من الأكاديميين والمسؤولين بالبيت الأبيض نفوا عنه هذا الاتهام وأشادوا بموضوعيته ودقته البالغة في التقييم بموضوعية. وقد أصدر دينيس روس كتابا في عام 2007 بعنوان السلام المفقود، تناول فيه المفاوضات الشاقة التي جرت خلال إدارة الرئيس بيل كلينتون وشارك فيها روس كمفاوض رئيسي في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وروى روس خلال الكتاب تجاربه الخاصة في خضم النضال من أجل السلام في الشرق الأوسط، وأوجز الدروس الرئيسية التي يمكن استخلاصها. وذكر روس في كتابه ارتباطه بصداقات عميقة مع كل من إسحق مولخو وإيهود باراك، ووصف صديقه مولخو باعتباره الشخص الوحيد الذي يمكن أن يقول لنتنياهو (الذي تولى رئاسة الوزراء في التسعينات) ما لا يريد سماعه بشجاعة.

وهو ابن لأم يهودية وزوج أم كاثوليكي، وتلقى تعليمه في سان فرانسيسكو، وتخرج في جامعة كاليفورنيا عام 1970، ونال درجة الدكتوراه عن أسلوب صنع القرار في الاتحاد السوفياتي، وعمل أستاذا بجامعة برانديز وجامعة جورج تاون وكلية كنيدي للدراسات الحكومية بجامعة هارفارد.

وباستقالة روس وتركه العمل في إدارة أوباما، يكون ثاني مسؤول دبلوماسي ذا خبرة كبيرة في ملف منطقة الشرق الأوسط يترك إدارة الرئيس أوباما بعد استقالة جورج ميتشل المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.