للمرة السادسة.. تفجير خط تصدير الغاز الطبيعي للأردن وإسرائيل في سيناء

رغم التشديدات الأمنية.. مجهولون استهدفوه بعبوة محلية الصنع

TT

استهدف مجهولون، أمس، خط تصدير الغاز الطبيعي المصري للأردن وإسرائيل بسيناء مجددا، ليتمكنوا من تفجيره للمرة السادسة على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة حول المحطات الرئيسية. واختار المهاجمون هذه المرة منطقة جبلية غير مأهولة بالسكان لتنفيذ التفجير، الذي تم باستخدام متفجرات محلية الصنع بحسب مصادر أمنية مصرية.

ولم تنجح الإجراءات الأمنية المصرية، التي تمثلت في زيادة عدد أفراد الحراسة وإحاطة المحطات بأسوار عالية ومنع الاقتراب منها، في منع تفجير الخط للمرة السادسة (بينما منيت محاولة واحدة سابقة بالفشل)، أو في وقف الهجمات التي بدأت منذ فبراير (شباط) الماضي واستهدفت تخريب الخط ووقف ضخ الغاز لإسرائيل.

وقال مسؤول أمني مصري إن المهاجمين كانوا يستقلون شاحنتين على الأقل وهاجموا الأنبوب وقاموا بوضع عبوة ناسفة أسفله، ثم قاموا بتفجيره عن بعد باستخدام دائرة كهربائية مصنوعة محليا.

وقال شهود عيان إن ألسنة النيران ارتفعت بشكل كبير، وإنه كان يمكن رؤيتها على بعد نحو 20 كيلومترا، وإن قوات من الجيش والشرطة فرضت طوقا أمنيا ومنع الاقتراب لأكثر من خمسمائة متر، فيما هرعت سيارات الحماية المدنية وأجهزة الأمن خبراء المفرقعات إلى مكان التفجير.

وفشلت قوات الإطفاء في التعامل مع النيران المشتعلة، ولم تتم السيطرة على الحريق إلا بعد أن أوقفت شركة «جاسكو» المشغل الرئيسي لخط الغاز الضخ، بينما رجحت مصادر أمنية بحسب المعاينة الأولية أن يكون التفجير قد تم باستخدام كمية كبيرة نظرا للقوة التدميرية الهائلة التي أحدثتها، ودوي الانفجار الذي سمعه سكان العريش التي تبعد عن موقع التفجير بنحو 30 كيلومترا.

واضطرت الأجهزة الأمنية إلى قطع التيار الكهربائي عن منطقة تصل مساحتها إلى نحو 50 كيلومترا، حيث وقع التفجير أسفل خطوط الضغط العالي، وقالت مصادر أمنية إنها حتى الآن لم تقم بأي ملاحقات أمنية لمشتبه بتورطهم في التفجير، وإن المهاجمين نفذوا الهجوم بنفس الطريقة في المرات الخمس السابقة.

وأكدت مصادر بالمعمل الجنائي أمس، أنه تم رفع جميع الآثار، بالاستعانة بأدلة الأثر من أبناء المنطقة المتخصصين في قص الأثر وتعقب الخطوات، مشيرة إلى أنه سيتم إعداد تقرير مفصل ورفعه إلى الجهات المعنية، تمهيدا لاستكمال أقوال شهود العيان والاستدلال بعدد من أبناء المنطقة.

من جهة أخرى، بدأ خبراء شركة «جاسكو» في اتخاذ الإجراءات اللازمة بإصلاح الخط وإزالة آثار التفجيرات، وتحديد المهمات والمعدات اللازمة للإصلاح، وإحلال وتبديل التلفيات لإعادة تشغيل الخط.

وتقول الأجهزة الأمنية إن عددا من المطلوبين الذين يشاركون في هذه التفجيرات وبينهم عناصر جهادية فلسطينية، قد تم تحديدهم إلا أنهم يستخدمون أماكن متفرقة في الهروب والاختباء مستغلين حالة الانفلات الأمني بسيناء بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وتتنامى في مصر مطالب شعبية لرفع سعر الغاز الذي تصدره لإسرائيل والأردن، على الرغم من مضاعفة الحكومة المصرية سعر الغاز المصدر للأردن الشهر الماضي.

وقالت الحكومة المصرية هذا الشهر إنها ستشدد الإجراءات الأمنية المحيطة بخط الأنابيب من خلال تركيب أجهزة إنذار وتعيين دوريات أمنية من قبائل البدو، بعد أن أدت التفجيرات السابقة إلى إغلاق خط الأنابيب الذي تديره شركة «جاسكو» لأسابيع.