الكنيسة تدخل بقوة على خط الانتخابات البرلمانية وترفض دعوات المقاطعة

البابا شنودة الثالث لمسيحيي مصر: اذهبوا إلى الصناديق وكونوا وحدة واحدة

TT

دخلت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر بقوة على خط الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ مرحلتها الأولى يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ودعا البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس أتباع الكنيسة إلى التصويت في الانتخابات المقبلة، وقال لهم: «اذهبوا إلى صناديق الانتخابات وكونوا وحدة واحدة»، مضيفا «انتخبوا المسلم الذي يحبكم ويهتم بكم ويدافع عنكم»، فيما رفض شنودة الدعوات لمقاطعة الانتخابات بسبب أحداث منطقة «ماسبيرو» (نطاق التلفزيون المصري) التي راح ضحيتها نحو 400 قتيل ومصاب أغلبهم من المسيحيين. وقال البابا شنودة في عظته الأسبوعية الليلة قبل الماضية بمقر الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) بالعباسية (شرق القاهرة): «مقاطعة الانتخابات حزنا على أحداث ماسبيرو عيب»، مضيفا «أن التصويت في الانتخابات واجب وطني، والمقصر فيه مقصر في حق الوطن».

وحث البابا شنودة المسيحيين على المشاركة حتى يشعر الناس بوجودهم الوطني، وقال موجها حديثه لأتباع الكنيسة «يجب أن يكون لكم وجود فعال، أي له تأثير في حياة البلد، وهذا يجعل الناس يحترمونكم، ولو لم تنتخبوا ستصبحون مثل جثة مهملة، لا يشعر أحد بوجودها»، مضيفا «أشعروا الناس أن لكم وجودا فعالا، وأرجو أن تخلطوا العواطف بشيء من المكاسب، لأن وجودكم بالانتخابات يحفظ التوازن بين الاعتدال والتطرف، وكلكم معتدلون ووجودكم يجعل هناك توازنا جيدا، وأريد منكم أن تختاروا من يهتم بكم ومن قلبه معكم، لا أقصد المرشحين المسيحيين (..) ويهمني أن تنتخبوا المسلم الذي يحبكم ويهتم بكم ويدافع عنكم». وقال البابا شنودة «في ذهني كثير من الإخوة المسلمين المحبين الذين يهتمون بكم أكثر منكم، وأتذكر عبارة جميلة من بعضهم يقول فيها (لا ندافع عن مطالب المسيحيين، نحن ندافع عن حقوق المسيحيين)»، موضحا أن الفارق هو أن كلمة مطالب تحتمل القبول وعدم القبول، أو كونها قانونية أو غير قانونية، لكن كلمة حقوق لا تحتاج إلى المناقشة. وقال «اذهبوا إلى الانتخابات وكونوا وحدة واحدة، وبعقل منتظم.. انتخبوا الجيدين، وبهذا الشكل تنفعون البلد». وفيما طالب البابا شنودة كهنة الكنيسة والقساوسة بتنظيم عملية المشاركة في الانتخابات، ومساعدة الناس على الإدلاء بأصواتهم، دعا المسيحيين إلى اللجوء إلى القضاء إذا واجهتهم مشاكل تخص ممارسة حقهم الانتخابي.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الكنيسة أتباعها إلى المشاركة في الانتخابات بهذا الوضوح.. إذ دأب البابا شنودة، الذي تحتفل الكنيسة، الاثنين المقبل، بالذكرى الأربعين لاعتلائه كرسي البطريركية، خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك على تجنب الخوض في غمار السياسة. إلى ذلك، شهدت منطقة الدخيلة بمحافظة الإسكندرية (شمال غربي القاهرة) مشاجرة طائفية بين مسلمين ومسيحيين. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنه أثناء قيام شابين مسلمين وشابين مسيحيين بشراء وجبة «كشري» من أحد المحلات بالمنطقة وقعت بينهم مشاجرة، وتطورت مع استدعاء كل طرف لأقاربه لتتحول إلى اشتباكات طائفية، أسفرت عن إصابة نحو 20 شخصا بالإضافة إلى تحطيم 4 محلات تجارية مملوكة لمسلمين ومسيحيين وسرقة محتوياتها.

وأضاف شهود العيان أن مجموعة من البلطجية استغلوا تلك الأحداث ورشقوا المحلات بالحجارة، وأشعلوا النيران في إطارات السيارات وألقوا بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) على المحلات لتسهيل سرقتها. وأشاروا إلى أن قوات الأمن حضرت إلى المنطقة وفصلت بين طرفي المشاجرة وفرضت طوقا أمنيا حول منطقة الحادث، لافتين إلى أن ذات المنطقة شهدت من قبل عدة أحداث طائفية بين مسلمين ومسيحيين منذ عام 2007.