مصادر في غزة تشكك في إمكانية لقاء عباس ومشعل.. والأحمد يؤكد انعقاده نهاية نوفمبر

قالت إنه يتوقف على التوافق على جدول الأعمال

TT

في الوقت الذي أكدت فيه مصادر فلسطينية مطلعة أن تنظيم لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في المستقبل القريب ليس أمرا مفروغا منه، أكد عزام الأحمد مفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية في فتح ومسؤول ملف المصالحة الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاء سيتم قبل نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وقال الأحمد إن الاجتماع يبحث جدول أعمال يتضمن مناقشة آفاق المستقبل الفلسطيني بما فيه منظمة التحرير الفلسطينية والأوضاع السياسية إضافة إلى الحركة الدبلوماسية الفلسطينية. وذكرت المصادر التي تلعب جهودا في التوسط بين الحركتين، لـ«الشرق الأوسط» أن عقد اللقاء المفترض أن يتم في القاهرة، يتوقف على التوافق على جدول أعمال اللقاء، الذي يتوجب الإعداد له بعناية. وأشارت إلى أن حماس لا يمكنها أن توافق على عقد اللقاء في حال أصر أبو مازن على طرح قضية إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتجاهل البنود الأخرى التي تضمنها اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس؛ في حين أن حركة فتح لا يمكنها أن توافق على عقد اللقاء في حال أصرت حماس على هجر خيار المفاوضات بشكل نهائي والتحلل من الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل. وأوضحت المصادر أن مستويات قيادية في حماس باتت تشكك في إمكانية عقد اللقاء بين الجانبين في أعقاب تشديد أبو مازن مؤخرا على ضرورة تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية؛ حيث إن الحركة تعتبر أن الإصرار على طرح قضية الانتخابات وتجاهل استحقاقات المصالحة الوطنية الأخرى يعني فقط السعي لإخراج حركة حماس من المشهد السياسي. وحسب هذه المصادر فإن الاعتقاد السائد لدى بعض القيادات في حماس أنه على الرغم من نبرة الانتقاد الشديدة التي يتسم بها خطاب أبو مازن ضد إسرائيل، سيما في أعقاب خطوة التوجه نحو الأمم المتحدة للحصول على عضوية لفلسطين في الجمعية العامة؛ ورغم تراجع فرص استئناف المفاوضات إثر إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة الاستيطان والتهويد، فإن الرئيس الفلسطيني لا يزال يراهن على العلاقة مع الولايات المتحدة ودورها، وهذا ما يجعله يتردد في حسم خياراته تجاه إسرائيل.

وحسب هذه المصادر فإن حركة حماس ترى أن التصعيد الإعلامي الذي يعكف عليه أبو مازن تجاه إسرائيل يتناقض مع سلوك السلطة على الأرض؛ سيما الإصرار على مواصلة التعاون الأمني مع الجيش الإسرائيلي ومواصلة اعتقال نشطاء الحركة السياسيين، بالإضافة إلى مواصلة رفض منح جوازات سفر للكثيرين من المواطنين الفلسطينيين في غزة بحجة علاقتهم بحماس أو بسبب عملهم في مؤسسات حكومة إسماعيل هنية المقالة وأجهزتها الأمنية.

في المقابل، أوضحت المصادر أن المقربين من الرئيس عباس يرون أن أصداء صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل جعلت الحركة تضفي تشددا على مواقفها من استحقاقات المصالحة، اعتقادا من قادتها بأن تنفيذ الصفقة قد عزز من شعبيتها بشكل كبير. وحذرت المصادر من أنه حتى لو تم عقد اللقاء بين مشعل وعباس، فإنه سيكون عرضة للفشل في حال لم يتم التوافق ليس فقط على طبيعة القضايا التي ستطرح، بل أيضا على سقوف التوافقات التي يتوجب أن يسفر عنها اللقاء، مما يستدعي إعدادا جيدا للقاء. واستدركت المصادر بالقول إن نقطة الضوء الوحيدة التي قد تسهم في دفع الطرفين لتطبيق اتفاق المصالحة هو حقيقة أن الربيع العربي قلص رهان الطرفين على القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة؛ مشيرة إلى أنه بخلاف الانطباع الأولي فقد أدركت حماس أن هامش المرونة قد تقلص أمامها إثر تفجر الثورة السورية وانحياز إيران وحزب الله للنظام السوري، في الوقت الذي تؤيد فيه قواعد حماس وجماعة الإخوان المسلمين بشكل عام هذه الثورة. وأشارت المصادر إلى أن قيادة السلطة باتت تحس أثر زوال بعض الأنظمة، سيما نظام الرئيس المصري حسني مبارك، الذي كان يحرص على دعمها في مواجهة حماس.