عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في مدن سورية.. وقتال بين منشقين والجيش في إدلب

استمرار القصف وإطلاق النار الكثيف باتجاه المنازل في حمص.. وحملات اعتقالات واسعة في ريف دمشق

TT

استمرت العمليات العسكرية ضد المدنيين في سوريا، أمس، رغم مرور أكثر من أسبوع على موافقة سوريا على المبادرة العربية التي تقضي بحماية المدنيين، وحصد أمس عشرات القتلى والجرحى من السوريين المدنيين.

وفي وقت أعلن فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 20 مدنيا سوريا أمس بنيران قوات الأمن السورية في محافظتي حمص وإدلب، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 30 قتيلا سقطوا أمس برصاص الجيش وقوات الأمن، بينهم رضيع وخمسة أطفال، 14 قتيلا منهم في حمص، و9 قتلى في إدلب و5 قتلى في حماه وقتيل في درعا. وذكرت لجان التنسيق أنه تم العثور في حماه على ثلاث جثث لشبان كانوا يستقلون سيارة أجرة اعترضتها سيارة أمنية، وفي حمص عثر على جثتين لشابين مقتولين بعد حاجز جسر الرستن ومرميين في حاوية قمامة. كما أعلن في حمص عن وفاة رضيع في مستشفى البر بسبب نزف في القولون بعد رفض قوات الأمن إدخال الدم للمستشفى المحاصر.

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 20 مدنيا سوريا أمس بنيران قوات الأمن السورية في محافظتي حمص وإدلب. وقال المرصد إن 16 قتيلا من أصل 20 سقطوا أمس، قتلوا في محافظة حمص، خمسة منهم عثر على جثامينهم في مدينتي حمص والرستن. وفي محافظة إدلب قتل أربعة أشخاص واحد منهم في كفرومة، وآخر في بنش، واثنان في خان شيخون.

كما أعلن المرصد عن سقوط العشرات من عناصر الجيش النظامي السوري، بين قتيل وجريح، في إدلب إثر كمين نصبه مسلحون يعتقد أنهم منشقون لقافلة عسكرية عند جسر أمن الدولة على طريق دمشق حلب الدولي الذي يمر في مدينة معرة النعمان.

وكان المرصد تحدث عن مقتل أربعة من جنود الجيش السوري على الأقل في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون فجر (أمس) على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمان. وأشار إلى مقتل ضابط برتبة ملازم أول وجندي من الجيش النظامي السوري وإصابة خمسة جنود بجروح في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون صباح أمس (الخميس) على حاجز في قرية المربعية شرق مدينة دير الزور شرق سوريا. وفي دمشق، قال المرصد إن «قوات الأمن السورية التي اقتحمت حي برزة من طريق مستشفى تشرين العسكري تنفذ حملة اعتقالات عشوائية في شوارع الحي». وقال ناشط سوري مقيم في لبنان لوكالة الأنباء الألمانية، إن قوات الأمن السورية اقتحمت أمس مناطق على مشارف العاصمة دمشق، حيث قامت باعتقالات عشوائية. وقال الناشط عمر إدلبي، إن قوات من الأمن السوري قامت بتفتيش المنازل في دوما وسقبا، وإنها ألقت القبض على عشرات الرجال وسيدتين.

وأضاف أن قوات النظام لا تزال تفرض حصارا على محافظتي حمص وحماه. وذكر أن محصلة قمع النظام للمظاهرات أمس في حمص وحماه وإدلب بلغت 27 قتيلا.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن أهالي برزة في دمشق شيعوا أمس خمسة من قتلى «مجزرة» أول من أمس، بحضور ما يقارب ثلاثة آلاف مشيع، وقد تم إعلان الحداد والإضراب العام ثلاثة أيام إكراما لأرواح الشهداء. وعلم أن قوات الأمن والجيش ما زالت تحاصر المنطقة من جميع مداخلها وتقيم الحواجز والكمائن على الطرقات.

وفي حمص، أكدت اللجان استمرار القصف وإطلاق النار الكثيف باتجاه المنازل في عدة مناطق بحمص منها: باب الدريب، وحي القصور. وفي حماه: القصور، وفي درعا: خربة غزالة، وإدلب: خان شيخون، حيث تم استخدام الطائرات المروحية. كما شهدت كل من حرستا وسقبا في ريف دمشق اشتباكات عنيفة بعد انشقاق عناصر من الجيش. وأفيد عن إطلاق نار كثيف في معرة النعمان بإدلب ترافق بحملة دهم واعتقالات واسعة. وأضافت لجان التنسيق أن عناصر الأمن والجيش نفذت الكثير من حملات الاعتقال شملت كلا من ريف دمشق وحمص وحماه ودرعا والسويداء والكثير من المناطق وعلم أن المعتقلين بالمئات.

وذكر لجان التنسيق أن رقعة الإضرابات اتسعت أمس، حيث أعلن الإضراب العام في مناطق في ريف دمشق وحماه ودرعا وحمص وبانياس وقامشلي وعامودا واللاذقية وريف حلب ودمشق.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل 2880 مدنيا و941 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سوريا منتصف مارس (آذار) الماضي.