الموسيقى.. هل لها دور صحي؟

البطيئة والشاعرية تثير الشعور بالاسترخاء.. والسريعة تولد مشاعر محتدمة

TT

الموسيقى هي إحدى الخصائص المتميزة للجنس البشري. وفي الواقع فإن كل المجتمعات، ابتداء من أكثرها بدائية إلى أكثرها تقدما، تمارس تأليف الموسيقى. ويصدق هذا عبر كل التاريخ كما يصدق على مدى حياة الفرد. وسواء كنا نتناغم مع الموسيقى، أو لا نتناغم معها، فإن كل واحد منا كبشر، يغني ويدندن، ويصفق ويتمايل، وقد يرقص ويقفز مع الموسيقى.

ويتسم الدماغ البشري والجهاز العصبي للإنسان بأنهما متصلان بشبكة من الأعصاب تميز الموسيقى عن أصوات الضجيج الأخرى، وتستجيب للإيقاع والتكرار، وللأنغام والألحان.

هل هذه صدفة بيولوجية أم أنها موجهة لغرض ما؟ لا يمكن الإجابة على هذا التساؤل، ومع هذا فإن عددا متنوعا من الدراسات يفترض أن الموسيقى قد تعزز صحة الإنسان وتعزز أداءه.

وتتحمل الشبكات العصبية في مختلف أجزاء الدماغ مسؤولية رئيسية في فك رموز مختلف خصائص الموسيقى، وتفسيرها. وتعتبر منطقة الفص الصدغي الأيمن حيوية للإحساس بدرجة النغم التي تشكل أساس اللحن، وتناغم الألحان. كما أن مركزا آخر يكون مسؤولا عن فك رموز جرس الغناء، وهي الخاصية التي تسمح للدماغ بالتمييز بين الأدوات الموسيقية المتنوعة التي تؤدي نفس النوتة الغنائية. ويعالج المخيخ الإيقاع، بينما تفسر الفصوص الصدغية المحتوى العاطفي للموسيقى.

وللموسيقى تأثيرات جوهرية على الكثير من الجوانب الصحية التي تتراوح بين الذاكرة وتحسين المزاج إلى تحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية وتعزيز الأداء الرياضي.

ولا يزال الباحثون يتكهنون بأن الاستماع إلى الموسيقى يساعد في تنظيم عمل ونشاط الخلايا العصبية في الجانب الأيمن من قشرة المخ، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن الوظائف العليا. ووفقا لهذه التكهنات فإن الموسيقى تؤدي عمل «التمارين» التي تسخن خلايا عصبية منتقاة في الدماغ، وتسمح لها بمعالجة المعلومات بكفاءة أكبر.

وقد أظهرت مراجعة أجريت عام 2010 الماضي أن تعلم العزف على أداة موسيقية يعزز من قدرة الدماغ على تنفيذ مهمات تشمل المهارات اللغوية، والذاكرة، والانتباه. وتولد الموسيقى البطيئة والموسيقى الشاعرية الشعور بالاسترخاء، بينما تولد الموسيقى ذات الإيقاع السريع حالة من المشاعر المثيرة، التي يعقبها الاسترخاء حال توقف تلك الموسيقى.