الممثلان السوريان محمد وأحمد ملص فرا من بيروت باتجاه القاهرة خوفا على حياتهما

صديق لهما قال إنهما كانا خائفين من أن يعتقلهما الأمن اللبناني في المطار

TT

الخوف من الملاحقة الأمنية دفع بالممثلين والمخرجين السوريين الشقيقين، محمد وأحمد ملص لمغادرة لبنان صباح أمس متوجهين إلى مصر. وعند الساعة السادسة والنصف صباح الخميس كان الفنانان المعارضان للنظام السوري في الطائرة التي أقلتهما من مطار بيروت إلى القاهرة، وقد تنفسا الصعداء بعد أن أسدلا الستار على أكثر من ثلاثة أشهر من الرعب عاشاها بين سوريا ولبنان، في ما كان شقيقهما المقيم في روسيا يحاول تتبع أخبارهما حتى غادرا الأراضي اللبنانية.

والفنانان المعروفان بأعمالهما المسرحية المناهضة للنظام كانا قد شاركا في بيروت يوم 16 من سبتمبر (أيلول) الماضي بمظاهرة فنية ضد النظام السوري، عادا بعدها إلى دمشق، لكن أحد المشاركين في المظاهرة اعتقل، ثم جاء رجال الأمن لاعتقال أحمد ملص تحديدا، لكن الفنان كان قد هرب إلى لبنان وتبعه شقيقه محمد. وخلال وجودهما في لبنان، لم يتوقف الأمن عن زيارة منزل العائلة للقبض عليهما، مما أرعبهما أثناء وجودهما في لبنان. وعاش الشقيقان 29 يوما، بحسب أحد أصدقائهما المقربين، لم يغادرا خلالها منزلهما إلا للعمل وللعودة بسرعة إلى مأمنهما.

وحين سؤالنا إن كان المخرجان قد تعرضا بالفعل لملاحقة أي جهة أمنية لبنانية، يقول الصديق الذي كان يلازمهما: «لم تحدث أي تهديدات مباشرة. لكن أخبار توقيف سوريين في المطار، وكذلك تعرض آخرين لاعتداءات وضرب، كما تلقى البعض الآخر لتهديدات تليفونية، كانت تجعلهما في خوف دائم. كما أن المخرجين كانا يعلمان أن الأمن السوري كان يسأل عنهما باستمرار في سوريا أصدقاءهما الذين يتم اعتقالهم، لمعرفة المكان الذي فرا إليه».

ويقول صديق المخرجين، الذي يفضل عدم ذكر اسمه: «إنهما كانا معزولين عن العالم، وعلاقتهما محدودة مع عدد معين من الناس، ولا يعرف إلا القلة القليلة من المقربين مكان سكنهما، كما أنهما انشغلا أثناء وجودهما المستمر في المنزل بتحضير مسرحية جديدة مناهضة للنظام السوري، لعلهما قدماها في القاهرة بعد وصولهما إلى هناك. وأمر الإعلان عنها يخصهما وحدهما».

وكان أحمد ملص قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية قبل مغادرته بيروت بيوم واحد: «سننتقل إلى مصر لننفذ أعمالا فنية لدعم ثورة شعبنا». وأرجع أحمد ملص سبب مغادرة بيروت إلى أن «الخوف في بيروت تماما مثل الخوف في دمشق، لا سيما بعد الأنباء التي تصل إلينا عن اعتقالات وخطف لمعارضين سوريين هنا»، متوقعا أن تكون «الأوضاع في مصر أفضل منها في سوريا وفي لبنان» في الوقت الحاضر.

ويقول صديق المخرجين في بيروت إنهما «كانا تحت ضغط كبير، سواء من عائلتهما الخائفة عليهما، أو من الأنباء التي تردهما عن اعتقال أصدقاء لهما في سوريا، أو بسبب تردد رجال الأمن على منزلهما في سوريا. ولذلك كانا يلجآن إلى التمويه، بحيث كانا يضعان على (فيس بوك) مرة أنهما في عمان، وأخرى في المغرب وهكذا، كي لا يخطر لمن يريد الانتقام منهما، البحث عنهما في بيروت. وبقي الخوف مستمرا حتى غادرا المطار، لأنهما كانا خائفين أيضا من توقيفهما من قبل الأمن العام اللبناني، لكنهما وصلا إلى القاهرة واتصلا هاتفيا بي».