العربي يقدم تقريرا حول مطالب المعارضة إلى اللجنة المعنية بمتابعة الأزمة السورية

230 فنانا ومثقفا وصحافيا سوريا يطالبون بتجميد العضوية

TT

عشية انعقاد الاجتماع الوزاري العربي الطارئ بخصوص الأزمة السورية، اجتمعت أمس اللجنة العربية الوزارية المعنية بسوريا في أحد فنادق القاهرة برئاسة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، وبحضور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية. وناقشت اللجنة تقريرا تفصيليا في هذا الإطار لعرضه على اجتماع مجلس الجامعة الطارئ المقرر انعقاده اليوم على المستوى الوزاري.

وقدم العربي تقريرا إلى اللجنة حول مطالب المعارضة السورية ونتائج الاتصالات مع الحكومة السورية وتقييم الالتزام ببنود المبادرة العربية والعقبات التي تحول دون تنفيذها.

ومن المقرر أن ترفع اللجنة تقريرها إلى الاجتماع الوزاري العربي اليوم حول الوضع السوري بشكل عام، والأوضاع في المناطق الملتهبة بشكل خاص ونتائج الاتصالات التي جرت بين الجامعة العربية ورئاسة اللجنة الوزارية مع مختلف الأطراف السورية والتقارير المرفوعة من قبل الحكومة والمعارضة من داخل وخارج سوريا.

وشارك في الاجتماع وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في اللجنة، وهي قطر، والسودان، والجزائر، وسلطنة عمان. كما حضر الاجتماع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل رغم أن بلاده ليست عضوا في اللجنة، إلا أن قرار تأسيس اللجنة يسمح لأي دولة بالانضمام إليها.

وكان العربي قد التقى أمس وفدا يمثل الهيئة العامة للثورة السورية المعارض برئاسة خليل الحاج صالح. وقال خليل صالح، في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء، إن الوفد تقدم بمذكرة للجامعة العربية تشرح الأوضاع في سوريا وتوضح أن النظام السوري استغل تعقيدات الأوضاع العربية والإقليمية والدولية وماطل في الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري، وفرغ كل ما طرح عليه من مبادرات سياسية من مضامينها الفعلية الملموسة. وأضاف أن المذكرة «أشارت إلى تزايد أعداد الشهداء في الوقت الذي استمرت فيه آلة النظام العسكرية والأمنية وشبيحته في إلحاق الدمار والخراب بالبنية المادية والاجتماعية للشعب السوري»، موضحا أن المذكرة تطالب الأشقاء العرب بضرورة العمل على تخفيف آلام وعذابات الشعب السوري وحماية أرواح شبابه الثائر.

كما طالبت المذكرة الجامعة العربية بسرعة الاستجابة لمطالب الشعب السوري، والتي تتمثل في ما يرفعه المتظاهرون في لافتاتهم ونداءاتهم اليومية، وخاصة تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية وكافة منظماتها وطرد سفرائه من العواصم العربية، والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري.

وفي السياق نفسه، استقبل العربي أيضا وفدا يمثل المجلس الوطني برئاسة بسمة القدماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس، وأطلع الوفد الأمين العام على رؤية المجلس لكيفية الخروج من الأزمة الراهنة. وأفاد مصدر مسؤول شارك في الاجتماع بأن الوفد طلب من الأمين العام للجامعة العربية تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية باعتبار ذلك أحد مطالب الثوار السوريين.

من جهة أخرى، ينظم تجمع «قوى الربيع العربي» برئاسة المعارض السوداني الدكتور إبراهيم الأمين ومنسقه العام المعارض اليمني الدكتور محمد كمالي، وقفة احتجاجية أمام جامعة الدول العربية للتضامن مع المواطنين السوريين واليمنيين المعتصمين أمام الجامعة منذ ما يقرب من شهر، وذلك بالتزامن مع انعقاد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب اليوم.

وطالب منسق الجالية السورية بمصر محمد مأمون الحمصي، عضو الأمانة العامة لتجمع «قوى الربيع العربي» الجامعة العربية بأن تتخذ قرارا إيجابيا في الدقيقة الأخيرة وفي الوقت الحرج، وذلك بالإسراع في تجميد عضوية نظام الأسد.

وشدد الحمصي على ضرورة إرسال الجامعة العربية ملف القضية السورية إلى مجلس الأمن من أجل اتخاذ قرارات سريعة لحماية الأبرياء والحظر الجوي الذي يطالب به 99% من الشعب السوري، معتبرا أنه لم يبق وقت للكلام الدبلوماسي بعدما تأكد العالم أجمع من دموية النظام السوري.

وناشد الكاتب السوري مؤمن كويفاتيه، عضو الأمانة العامة للتجمع الجامعة العربية، تأييد مطالب الشعب السوري برفع الغطاء العربي عن النظام السوري وتجميد عضويته ودعم مطالب الشعب السوري بحماية دولية والعمل على إجراءات نقل السلطة إلى يد الشعب ممثلا في المجلس الوطني السوري.

إلى ذلك، أعلن ناشطون في المعارضة السورية إقامة ما يشبه مراسم تشييع وعزاء رمزية لجامعة الدول العربية، ردا على عدم اتخاذها إجراءات حاسمة بشأن الأزمة السورية، مطالبين الجامعة بإعلان إلغاء المبادرة العربية نهائيا في حين وقع عشرات المثقفين والأكاديميين السوريين على بيان يطالب بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية.

وقال بيان، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، إن عشرات النشطاء السوريين شاركوا صباح أمس في مراسم «عزاء» إسلامي ومسيحي يضم صلاة جنازة وقداسا «على روح جامعة الدول العربية» مع توزيع نعي مطبوع لها في الشوارع المحيطة بمقرها في وسط القاهرة.

وكتب في نص النعي الرمزي وفق البيان: «آل فقيدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وأبناء الفقيدة مندوبو الأنظمة العربية، ينعون إليكم بمزيد من الحسرة والألم فقيدتهم الغالية التي وافاها الأجل عام 2011 إثر أحداث الربيع العربي».