عشرات القتلى والمصابين والرهائن حصيلة أسبوع العيد

صعيد مصر على صفيح ساخن

TT

اجتاحت موجة من العنف والبلطجة عددا من المحافظات المصرية في شمال وجنوب البلاد، بددت فرحة الأهالي بأيام العيد، وخلفت عشرات القتلى والمصابين، وشهدت قطع طرق واختطاف رهائن في عدد من القرى، مما ينذر بصعوبة سد فجوة الانفلات الأمني الذي ساد البلاد مؤخرا، كما يخشى كثير من الأهالي أن تستمر هذه الأحداث حتى موعد بدء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية يوم 28 من الشهر الحالي.

وكان لصعيد مصر النصيب الأكبر من هذه الأحداث والتوترات، حيث شهدت محافظات الصعيد اشتباكات ومشاكل ثأرية دامية خلال أيام العيد بطريقة تبدو منظمة ومخططة راح ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين. وعاش الأهالي في أجواء من الخوف والرعب من جراء أحداث الخطف وقطع الطرق المتكرر في أغلبية طرق مدن ومحافظات الصعيد.

ففي محافظة الأقصر، أصبح اسم عصابة ياسر الحمبولي والذي حصل على لقب خط الصعيد مؤخرا، كفيلا بإثارة الرعب والخوف في محافظات الصعيد بأكملها بعد فشل الأجهزة الأمنية في القبض عليه، رغم محاضر السرقات المفزعة التي تم قيدها ضده في أقسام الشرطة، وقيامه بقطع الطرق وقتل وسرقة العابرين بسياراتهم في وضح النهار، وراح ضحيته حتى الآن أكثر من 10 قتلى، بالإضافة إلى قيامه بسرقة منطاد شركة سياحية.

وبعيدا عن العصابات والخارجين على القانون، اشتبك أهالي «نجع البركة» مع قرية «أسمنت» التابعة لمحافظة قنا في معارك طاحنة استمر إطلاق النيران فيها لمدة 8 ساعات متواصلة، وتم اختطاف رهائن من الطرفين، ولم تهدأ الأمور إلا بعد تدخل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

وبالانتقال إلى محافظة الأقصر المجاورة لم يختلف الوضع كثيرا فرائحة الدماء وصرخات النساء وبكاء الأطفال على ذويهم كانت مشهدا متكررا، حيث شهد عدد كبير من قرى المحافظة معارك واشتباكات بين القبائل والقرى والعائلات خلفت اختطاف 13 رهينة في الاشتباكات التي دارت بين قريتي السمطا والشويخات، المنتميتين لقبائل العرب والأشراف، والتي لم يقتصر خطرها على أهالي القريتين بل امتد ليشمل القرى المجاورة بعد قطع الطريق الرئيسي وإطلاق النيران بشكل عشوائي على السيارات، مما أدى إلى إصابة سائح كندي بطلق ناري نقل على أثره إلى مستشفى الأقصر الدولي في حالة خطرة، وما زالت الجهود الشعبية والأمنية مستمرة لإطلاق سراح بقية الرهائن واستعادة الأمن المفقود إلى هذه المنطقة التي تقع في منتصف المحافظة وتمثل محورا أساسيا للمسافرين من جنوب المحافظة لشمالها.

كما تشهد محافظة سوهاج صراعا دمويا بين قريتي أولاد خليفة وأولاد يحيى المنتميتين لقبائل العرب والهوارة لقي فيها 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 23 آخرون، وقامت إحدى القرى بمنع القرية الأخرى من دفن موتاها، فيما يعد نهجا غريبا عن عادات وتقاليد صعيد مصر الذي اشتهر بالكرم وإجلال الميت وتقديره حتى لو كان خصمه وهو أسلوب لم تشهده أي منطقة بصعيد مصر من قبل.

وفي محافظة أسيوط لم يختلف الوضع كثيرا، فالفوضى الأمنية ما زالت تسيطر على الموقف الأمني، كما أن المشاكل الفردية وجرائم القتل والحوادث كفيلة بملء سجلات وزارة الداخلية بكل ما لذ وطاب من أنواع الحوادث اليومية.

ورغم المحاولات المستميتة لرجال الدين لنزع فتيل الأزمات بين القرى والعائلات فإنها محاولات مؤقتة، حيث يجتمع الأطراف المتنازعون على مائدة المفاوضات، وبمجرد خروجهم ومع وصول أول شحنة أسلحة لأحد الأطراف تشتعل المشاكل من جديد وتتأجج نارها أكثر من ذي قبل.