تشابك الأوضاع الإقليمية يلقي بظلاله على جولة خارجية لمرشحين بارزين للرئاسة في مصر

البرادعي توجه لمهد «الربيع العربي».. وموسى في نيويورك

TT

بدأ اثنان من أبرز مرشحي الرئاسة المحتملين في مصر جولة خارجية، حيث غادر القاهرة، أمس، الدكتور محمد البرادعي متوجها إلى تونس، في أول زيارة لمرشح محتمل إلى الدولة التي شهدت مولد ما بات يعرف بـ«الربيع العربي»، بينما يواصل عمرو موسى محادثات بدأها في نيويورك، بلقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وتأتي زيارتا موسى والبرادعي في لحظة دقيقة، على الرغم من عدم الإعلان رسميا عن موعد الانتخابات الرئاسية في البلاد، إلا أن تشابك الأوضاع الإقليمية والعالمية ألقى بظلال كثيفة على الجولتين.

ويرى مراقبون أن تزامن الهجوم الذي شنته إسرائيل وأميركا ضد البرادعي خلال اليومين الماضيين، بعد اتهامهما له بالتستر على حقيقة الملف النووي الإيراني، مع زيارة يقوم بها لدولة عربية كانت مهد ثورات المنطقة، وشهدت صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم، قد يرفع من رصيده لدى الشارع المصري.

ويشير الدكتور سامي عبد العزيز، وهو خبير بارز في مجال الدعاية الانتخابية، إلى أنه على الرغم من فقدان المصريين الثقة بالولايات المتحدة الأميركية بشكل عام، وهو ما قد يخرجها من دائرة التأثير، لا يزال بإمكان البرادعي بهذه الزيارة إلى تونس في هذا التوقيت، أن يؤسس لصورة ذهنية جديدة عن نفسه لدى رجل الشارع العادي.

يقول عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «علينا ألا نتجاهل أن أبرز نقاط ضعف البرادعي تتعلق بعلاقته بأميركا ودوره في الملف العراقي (حيث تم اتهامه بتسهيل ضربة عسكرية أميركية للعراق عام 2003 أثناء رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية).. الآن، يمكن له (البرادعي) أن يرسم عن نفسه صورة مختلفة».

وخلال الزيارة التي تستغرق عدة أيام، من المقرر أن يلتقي البرادعي خلال زيارته لتونس، العديد من الشخصيات التونسية البارزة وأعضاء الجالية المصرية هناك، كما يلقي محاضرة خلال ندوة خاصة بالزراعة في أفريقيا والتي تتناول كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي في القارة الأفريقية، كما يشارك في الاحتفالية الخاصة بمنح الرئيس السابق لدولة الرأس الأخضر بيدرو بيريز، جائزة محمد إبراهيم للحكم الرشيد، التي تبلغ 5 ملايين دولار، باعتباره عضوا في لجنة الجائزة، إلى جانب 6 أعضاء آخرين من رؤساء الدول السابقين والشخصيات الدولية البارزة.

وبدأت الحكومة المصرية، أول من أمس، إجراءات تسجيل المصريين في الخارج، لتنظيم عملية اقتراعهم في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وهو ما يعني، بحسب المراقبين، دخول نحو 8 ملايين صوت إضافي للكتلة التصويتية التي تقدر بـ50 مليون مواطن لهم حق الاقتراع.

ويربط عبد العزيز زيارة عمرو موسى للولايات المتحدة ببدء تسجيل المصريين في الخارج لبياناتهم، ويقول عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «عمرو موسى سياسي محنك، وهو يدرك أنه يستهدف أصوات المصريين في الخارج، دون أن يؤثر هذا على صورته في الداخل، نظرا لأن علاقته بأميركا شابها التوتر خلال فترة عمله كوزير للخارجية المصرية».

ويتابع: «موسى في تقديري يحاول الاستفادة بتحركه على أفضل نحو، فهو يرغب في ما يمكن أن نسميه جس نبض الإدارة الأميركية بشأن وصوله للرئاسة.. لكن على أي حال، ثبت أن أميركا عمدت في الفترة الأخيرة للعمل بشكل سافر وفج واعتمدت سبلا أخرى للتأثير المباشر عبر دعم مؤسسات في مصر».

والتقى موسى، بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار الزيارة التي تستغرق عدة أيام. عقب اللقاء، قال موسى إنه تشاور مع كي مون حول العديد من القضايا الرئيسية التي تهم دول وشعوب المنطقة، وعلى رأسها تطورات المرحلة الانتقالية في مصر وتونس وليبيا.

وعرض المرشح الرئاسي المحتمل على الأمين العام للأمم المتحدة وكبار مساعديه تقييمه للأوضاع في مصر، وأجاب عن تساؤلاتهم حول العديد من القضايا الداخلية.