الأمير نايف: أتشرف باختيار خادم الحرمين وهيئة البيعة لي والمهمة صعبة وأرجو أن أكون عند حسن ظن الشعب السعودي

كرمه الأمير خالد الفيصل بحضور كبار مسؤولي الدولة وأهالي مكة

ولي العهد السعودي خلال الحفل التكريمي الذي أقامه له أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس في جدة (واس)
TT

أكد الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، أنه ليس من السهل أن يحل أي إنسان في مكان الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - وقال «أنا لست بحاجة أن أعرف به فكلكم تعرفونه، نعم أنا أتيت لخير سلف ولكن المهمة كما قلت صعبة أن يأتي من يخلف سلطان وأن يملأ مكان سلطان، ولكنني إن أصبت بأي أمر فهذا من فضل الله عز وجل، ولكن لسلطان لمسات واضحة يما يرضي الله، كان مدرسة لي في زمان طويل من الحياة فمن الصعب على من يخلف سلطان أن يكون مثله ولكنني سأسير على نهجه».

جاء ذلك في كلمة مرتجلة لولي العهد السعودي خلال الحفل التكريمي الذي أقامه له الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس في قصره بجدة، وفيما يلي نص الكلمة:

«بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.. صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، أصحاب السمو، أيها الإخوة الأعزاء: أشكر لسمو الأمير خالد الفيصل أن أتاح لنا هذه الفرصة لنلتقي في هذا المساء المبارك. أولا أقدم الشكر، أنتم وأنا لله عز وجل ثم لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بعيد الأضحى المبارك وبنجاح حج هذا العام بكل مقاييس النجاح؛ فهذا فضل من الله على هذه البلاد وهذه الدولة وهذه القيادة التي ائتمنها رب العزة والجلال على أطهر بقعتين على وجه الأرض وهنيئاً لشعب المملكة العربية السعودية بهذا الافتخار من أجل أن من الله علينا منذ أن أسس الملك عبد العزيز رحمه الله هذه الدولة ومن بعده من خلفه من أبنائه الملوك حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فلولا رضا الله عز وجل على هذه الدولة قيادة وشعبا لما ائتمنها على بيته وعلى مسجد رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام.

إخواني: كلكم يعلم كيف كان الحج مشقة يواجهها كل مسلم والحمد لله بعد أن قاد هذه الأمة وجمع شملها تحقق للمسلمين الوصول إلى بيت الله وأداء هذة الفريضة آمنين مطمئنين وهذا فضل من الله عز وجل ومنة على هذه البلاد قيادة وشعبا من الصعب على أي دولة، وهذا يشاهد الآن في مناسبة تحدث في دول العالم كيف يستعدون لها وهي مناسبة واحدة ومحدودة بينما مناسبة الحج فريضة سنوية يؤديها المسلمون من كل بقاع الأرض، ونحمد الله عز وجل على نجاح هذا الموسم والتهنئة لكل مواطن سعودي وعلى رأسنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أهنئ منطقة مكة المكرمة بأميرها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي عمل وسيعمل لما فيه مصلحة هذه المنطقة وفي مقدمتها مكة المكرمة شرفها الله، لقد رأيتم القليل وسترون الكثير والكثير جدا في منطقة مكة المكرمة وفي مكة المكرمة بالذات بجهود خالد الفيصل التي أيدت واعتمدت من سيدي خادم الحرمين الشريفين، وخلال سنوات سنراها بشكلها اللائق بها. إنني أتشرف باختيار سيدي خادم الحرمين الشريفين وهيئة البيعة لي كولي عهد في المملكة العربية السعودية خلفا لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يرحمه الله، وما أصعبها من مهمة وليس من السهل أبدا أن يحل أي إنسان في مكان سلطان رحمه الله، أنا لست بحاجة أن أعرف به فكلكم تعرفونه. نعم أنا أتيت لخير سلف ولكن المهمة كما قلت صعبة أن يأتي من يخلف سلطان وأن يملأ مكان سلطان، لكنني إن أصبت بأي أمر فهذا من فضل الله عز وجل ولكن لسلطان لمسات واضحة بما يرضي الله، كان مدرسة لي في زمان طويل من الحياة، فمن الصعب على من يخلف سلطان أن يكون مثله ولكنني سأسير على نهجه، وأرجو من الله التوفيق، وأرجو قبل كل شيء أن أكون عند حسن ظن ولي أمرنا سيدي خادم الحرمين الشريفين، لأني ولي العهد، ثم أرجو أن أكون عند حسن ظن أسرتي بي، وفوق ذلك عن حسن ظن شعب المملكة العربية السعودية الذي من الله علينا أن نخدمه، وكم أوصانا والدنا الملك عبد العزيز بالصلاح أولا وبتقديم كل ما يمكن أن نقدمه لشعبنا العزيز وان كان شعب المملكة العربية السعودية يعتز بقيادته، فقيادة المملكة العربية السعودية الذي هو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يفتخر بكم كشعب وهذا أمر يتحدث عنه الواقع ونحن نرى ما يحيط بنا في العالم أجمع ونحن ولله الحمد في رخاء واستقرار وأمن فما دمنا نرضي رب العزة والجلال في كل أمر علمنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن بخير بأن كتاب الله وسنة نبيه هي دستورنا وهي نهجنا ولذلك من الله علينا بكل خير في هذه البلاد التي هي أصل العروبة ومهبط الوحي وحيث عاش نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون وانبثقت الرسالة الإسلامية من هنا والعروبة من هنا، لذلك الفضل أكبر على قيادتنا منذ أن أسسها الملك عبد العزيز حتى الآن وسيظل دستورها كتاب الله وسنة نبيه، وكل أمة يرتضون دستورا ونحن تمسكنا بكتاب الله وسنة نبيه الكريم وصحابه الكرام. تهنئتي لكم بعيد الأضحى المبارك وبنجاح حج هذا العام وشكري وتقديري واعتزازي بشعب أنا واحد منه، وأكرر الشكر للأمير خالد الفيصل حيث أتاح لنا هذا المساء المبارك.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان أمير منطقة مكة المكرمة في مقدمة مستقبلي ولي العهد لدى وصوله الى مقر الحفل، كما كان في استقباله الأمير سعد الفيصل، والأمير بندر بن خالد الفيصل، والأمير سعود بن خالد الفيصل والدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، فيما كان في معية ولي العهد الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص، والأمير فهد بن نايف بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن علي الربيعان السكرتير الخاص لولي العهد. وفي الحفل الخطابي ألقى الأمير خالد الفيصل الكلمة التالية:

«الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. صاحب السمو الملكي، نايف الاسم، والمكانة، حافظ الأمن، والأمانة، صادق الوعد، ولي العهد، الأمير نايف بن عبد العزيز.. أصحاب السمو أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيدي النايف: اختيار المليك، وإجماع الناس، قبل ثلاث سنوات افتتح هذا المجلس أخوك سلطان المجد، وسيد المكارم سلطان بن عبد العزيز يرحمه الله، وها أنت اليوم تشرف المجلس، وتتصدر القوم مكانه، فإذا غاب صقر، فهنا صقر، وإذا غاب كوكب، أشرق كوكب، وإذا غاب سلطان، حضر نايف.

سيدي النايف: اختيار المليك، وإجماع الناس. الناس بتوليكم مسؤولية العهد مستبشرون، وبتحقيق تطلعاتهم واثقون، لأنهم بحسن إدارتكم وحكمتكم يعلمون، ولقد وهب الله البلاد ملكا، صاحب طموحات ومبادرات ومكنها بأمن واستقرار وثبات، وأنتم أهل الكتاب والسنة بعدلها تحكمون، وبحكمها تلتزمون.

سيدي النايف: اختيار المليك، وإجماع الناس، إن منطقتنا العربية، تعج بها الأحداث، وتتسارع المتغيرات، وتحتاج إلى ساعد قوي مثلك، لقائد الإصلاح والتطوير، قد وهبك الله مزايا عديدة، ومواهب كثيرة، فأنت صاحب الثبات والشجاعة والإقدام، فلن تتوانى في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وأنت صاحب الفراسة، والكياسة، ومعرفة الرجال، فلن تختار من الرجال سوى القوي الأمين، وأنت صاحب الخبرة، والحكمة، والسياسة، فلن تراوغك الأيام بأحداث زمانها.

سيدي النايف: اختيار المليك، وإجماع الناس، إنكم لتسابقون الزمن، وضع بلادكم في مكانها المستحق بين البلاد المتقدمة، والمحبون يأملون، والأعداء يتربصون، والمحايدون يترقبون، وفقكم الله وسيروا على بركة الله، وعين الله ترعاكم، ونحن على العهد والوفاء معكم سائرون، والله يحفظكم سيدي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وألقى الدكتور أحمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية كلمة أهالي مكة المكرمة قال فيها «يسرني باسم أهالي مكة المكرمة أن أعبر لسموكم الكريم عن أصدق التهاني والتبريكات بنجاح حج هذا العام الذي يعد من أفضل مواسم الحج بفضل من الله ثم بفضل جهودكم وتوجيهاتكم».

وعبر الدكتور أحمد علي باسمه واسم أهالي المنطقة عن أصدق تهانيهم للأمير نايف بن عبد العزيز على الثقة باختياره ولياً للعهد، وقال «فزتم بهذه الثقة نتيجة لجهودكم وأعمالكم خدمة لدينكم ثم مليككم ووطنكم منذ نعومة أظفاركم وقد أكدتم قدراتكم ومواهبكم في حسن إدارة الدولة والمقام لا يسمح ولو بجزء بسيط بالحديث عن جهودكم وخصالكم التي يعرفها الجميع».

وأضاف «كنتم خير خلف لخير سلف ـ سلطان الخير يرحمه الله ـ لقد بكته القلوب قبل الجفون رحمه الله وتغمده بواسع رحمته»، مستشهداً ببعض المشاريع الخيرية للأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله.

وأشاد الدكتور أحمد علي بتوافد الأهالي على قصر أمير منطقة مكة المكرمة يوم الأحد الثالث من ذي الحجة والذين جاءوا يبايعون الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد. وقال «نحن اليوم أتينا لنجدد ونوثق البيعة لكم وأن تكون سنداً لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله».

وأكد رئيس البنك الإسلامي أن أهالي منطقة مكة المكرمة يتطلعون إلى أعمال ولي العهد الجليلة، وأنهم سيعملون من أجل مواصلة هذه المسيرة، وقال «إن مسيرة الملك عبد العزيز مسيرة البناء والإصلاح والتطوير هي السيرة التاريخية التي سار على سنتها أبناؤه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد - يرحمهم الله - جميعا، هذه المسيرة تسير الآن بكل قوة بقيادة أخيكم الملك الصالح المصلح الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أطال الله بعمره».

وتحدث عن النجاحات والإنجازات التي حققتها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ حتى عهد خادم الحرمين الشريفين، وقال «المملكة بحكم مكانتها في العالم الإسلامي لا بد أن تحتل مكانتها المرموقة في العالم الأول»، مشيدا بقوة ومتانة اقتصاد المملكة العربية السعودية «الذي ظل ثابتاً في وجه الأزمات الاقتصادية العالمية، ورغم ذلك احتلت بكل جدارة مكانتها في مجموعة العشرين».

وقد تناول ولي العهد والحضور طعام العشاء على مائدة أمير منطقة مكة المكرمة.

حضر الحفل الأمير فيصل بن تركي بن عبد الله، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، والأمير بندر بن فهد بن خالد، والأمير سعود العبد الله الفيصل، والأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء والعلماء والمشايخ، والشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، والوزراء وكبار المسؤولين.