زار رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مكتب الجامعة العربية في العاصمة البلجيكية بروكسل وبحث مع السفراء العرب الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية، والوضعين السياسي والأمني في كردستان العراق. وقال مصدر مرافق لبارزاني إنه «دعا الجامعة العربية إلى التواجد في إقليم كردستان عبر ممثل لها، مؤكدا على أهمية تمتين العلاقات الإقليمية بما يخدم مصالح شعوبها».
وحول الوضع العراقي تحدث بارزاني عن تداعيات الانسحاب الأميركي من العراق بحلول نهاية العام الجاري، داعيا الحكومة العراقية إلى ملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب، والتوجه نحو حل المشاكل والأزمات التي تواجه العراق من خلال الالتزام الكامل بمضامين الدستور الذي هو الفيصل والحكم والآلية القانونية لحل جميع مشكلات العراق.
وكان بارزاني قد وصل إلى العاصمة البلجيكية في إطار جولة ستشمل أيضا إيطاليا، وكان مراقبون سياسيون قد أشاروا إلى أن بارزاني قد يبحث مع قادة حزب العمال الكردستاني في الخارج مبادرته لوقف القتال الدائر بين مقاتلي الحزب والجيش التركي. وهي المبادرة التي كشفت وسائل الإعلام التركية عن مضمونها ضمن خارطة طريق أعدها بارزاني لهذا الغرض وتتضمن 4 نقاط أساسية وهي «الخطوة الأولى: لقاء بارزاني بمجموعة من قادة الحزب ويطرح عليهم اقتراحا يقضي بإعلان هدنة طويلة الأمد وانسحاب القوات المسلحة للتنظيم من داخل تركيا. والخطوة الثانية: تكثيف الضغوطات النفسية على التنظيم من أجل تفريغ المعسكرات في الجبال من بينهم 18 معسكرا هاما، وتوزيع قوى أمنية لحفظ المنطقة. والخطوة الثالثة: سيعرض رئيس إقليم كردستان على قادة العمال الكردستاني ترك سلاحهم، والتموقع داخل المناطق الكردية في إقليم كردستان على شاكلة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. ومنح الفرصة لكوادر الحزب للعيش في أربيل والسليمانية، وتأمين فرص العمل لهم.والخطوة الرابعة: في الوقت الذي تستمر فيه القوات التركية في عملياتها العسكرية ضد قواعد PKK، سيعمل رئيس إقليم كردستان على اتخاذ التدابير الأمنية المشددة على الحدود بهدف إعاقة تحركات حزب العمال الكردستاني والاستمرار في خطة عودة اللاجئين في معسكر مخمور إلى مناطقهم الأساسية في تركيا».
وتوقعت صحيفة «صباح» التركية التي نشرت خارطة الطريق لرئيس إقليم كردستان أن يبدأ العمل بهذه الخارطة عقب عطلة عيد الأضحى. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قال في تصريح له إثر لقائه برئيس إقليم كردستان إنه في حال ترك العمال الكردستاني السلاح سوف تسير الأمور في استقامة إيجابية، وجميع الحقوق يمكن تحقيقها داخل البرلمان. ومن جانبه صرح مسعود بارزاني في حديث له خلال تواجده في تركيا بأنه مستعد للوساطة من أجل إيجاد حلول سلمية للصراع الدائر في تركيا.