مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: مبعوث أوباما الجديد سيعيد فتح ملف تجميد المستوطنات

قال إن استقالة دينيس روس ستفتح صفحة جديدة في الوساطة الأميركية بين الإسرائيليين والفلسطينيين

TT

مع توقع صدور تقرير من مجلس الأمن أمس الجمعة حول طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن ديفيد هيل، المبعوث الأميركي الجديد لحل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، والذي اختاره الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد استقالة السيناتور السابق جورج ميتشل، سيعيد فتح ملف تجميد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو وظيفته، إن استقالة دينيس روس، أول من أمس، كمسؤول عن المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، بعد أكثر من عشرين سنة قضاها روس مستشارا لعدد من الرؤساء الأميركيين وفي وزارة الخارجية الأميركية «يمكن أن تفتح صفحة جديدة في الوساطة الأميركية بين إسرائيل والفلسطينيين».

ورغم أن المصدر رفض الحديث عن ميول روس نحو إسرائيل، قال مراقبون في واشنطن إن سمعة روس، خلال كل هذه السنوات، ارتبطت بانحيازه نحو الدولة العبرية، وإنه، بعد استقالته أول من أمس، يمكن القول إن الرئيس باراك أوباما فضل اختيار «دبلوماسيا محايدا» في شخصية ديفيد هيل. وقال المراقبون إن هيل دبلوماسي عريق قضى أكثر من عشرين سنة في الخارجية الأميركية، وعمل دبلوماسيا في دول عربية كثيرة، خاصة أكثر من مرة في الأردن. وكان مساعدا للسيناتور ميتشل، وبعد استقالة ميتشل تولى منصبه.

ونقلت وكالة «رويتر» على لسان مسؤول أميركي، طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو وظيفته، أن روس كان عارض خطة أوباما بالتركيز على تجميد المستوطنات اليهودية. وهو التركيز الذي برز في خطاب أوباما في القاهرة سنة 2009. غير أن أوباما، بعد ذلك بقليل وتحت ضغوط اللوبي اليهودي وأنصار إسرائيل في الكونغرس، جمد جهود التجميد.

وأمس، رفض مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، التعليق على أن هيل سيفتح مرة أخرى ملف المستوطنات اليهودية في إسرائيل. وقال، إجابة عن أسئلة متكررة «بالتأكيد، لن أنكر ذلك، ولن أؤكده، ولا أريد مناقشة هذه المسألة». وعن توقع صدور بيان من مجلس الأمن حول طلب عضوية فلسطين، قال تونر «موقفنا واضح. وواضح أيضا أن التحركات الفلسطينية وغيرها خارجة عن إرادتنا. إنها جزء من عمليات تجري في نطاق الأمم المتحدة. والفلسطينيون أحرار في أن يقرروا ما يريدون. لكن موقفنا واضح، وكررناه مرات كثيرة.. نحن لم نتزحزح.. نحن نرى التماس القبول في مجلس الأمن، وكذلك في مختلف منظمات الأمم المتحدة، ليس بناء. إنه مشهد جانبي لشيء أكثر أهمية. والشيء الأكثر أهمية هو العودة إلى المفاوضات المباشرة».

وعن اجتماع هيل غدا الأحد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال تونر إن هيل سيركز على هذا الموقف الأميركي.

وعن اجتماع اللجنة الرباعية، المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة، المتوقع بعد غد الاثنين، قال تونر «نحن لا نتفاوض في أجهزة الإعلام. إنها سياستنا منذ فترة طويلة، ولا نريد خرقها. القضية واضحة جدا، وهي أن الأطراف لا بد أن تعود إلى طاولة المفاوضات، ولا بد أن تتحرك وفقا لبيان اللجنة الرباعية»، وأضاف «بيان اللجنة الرباعية، في الواقع، يحدد جدولا زمنيا لتحريك هذه العملية تدريجيا، ووفقا لإطار زمني نأمل أن يؤدي إلى المفاوضات المباشرة، ثم إلى صورة منهجية لمعالجة القضايا».