يوم دموي في جمعة «تجميد العضوية».. والمتظاهرون يطالبون بسحب الغطاء السياسي عن نظام الأسد

تحذيرات من خدع جديدة للنظام.. وعربات عسكرية باللون الأزرق تطلق النار في حمص

رجال أمن في لباس مدني يقمعون مظاهرة في حي صلاح الدين في حلب أمس
TT

سقطت حصيلة جديدة من المدنيين في سوريا أمس في مظاهرات جمعة «تجميد العضوية»، غالبيتهم سقطوا في حمص وحوران. وفيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 16 مدنيا سقطوا أمس، 10 منهم في حمص، و5 في درعا، وواحد في أريحا بإدلب، قالت لجان التنسيق المحلية إن 26 قتيلا مدنيا على الأقل سقطوا، 13 منهم في حمص، و6 قتلى في درعا، و4 قتلى في حماه، بينما سقط قتيل في كل من قطنا والرحيبة في ريف دمشق وإدلب.

وفي هذه الجمعة التي كرست فيها المظاهرات للمطالبة بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وسحب الغطاء السياسي عن النظام السوري ردا على استمراره في استخدام العنف المفرط في قمع الثورة ضده، صب المتظاهرون غضبهم على النظام السوري والمعارضة السورية المتمثلة في «هيئة التنسيق الوطنية» بزعامة حسن عبد العظيم وبعض المعارضين المستقلين في مقدمتهم هيثم مناع وعبد العزيز الخير. وترفض الهيئة التي التقت بالأمين العام للجامعة العربية يومي الأربعاء والخميس الماضيين، التدخل الخارجي في الأزمة السورية. ووصل الغضب الشعبي إلى حد تخوين هؤلاء المعارضين ونفي تمثيلهم للشارع السوري المناهض للنظام.

وخرجت المظاهرات أمس بزخم كبير في مختلف أنحاء البلاد، من حوران جنوبا إلى ريف حلب وإدلب شمالا، ومن الساحل غربا إلى الحسكة ودير الزور والبوكمال شرقا، مرورا بالمنطقة الوسطى في حمص وحماه. كما سجلت تطورات جديدة في دمشق التي انطلقت فيها يوم أمس مظاهرات طيارة في قلب العاصمة، حيث لوحظ في بعض المناطق انسحاب شكلي لعربات الجيش وارتداء قوات الأمن والشبيحة والجيش لملابس مدنية.

وفي حمص تحدث ناشطون عن عربات عسكرية بلون أزرق، وذلك تمهيدا لاستقبال اللجنة العربية للتأكيد على أن النظام سحب قواته من الشوارع، بحسب ما قاله الناشطون الذين نبهوا من خدع جديدة سيقوم بها النظام. كما لاحظ ناشطون يوم أمس كثافة عالية في أعداد شرطة المرور في الشوارع وسط العاصمة، وكفرسوسة، والأمويين، والروضة، والحمرا، والمزرعة على خلاف أيام الجمع عادة، حيث تكون حركة السير خفيفة كيوم عطلة، وبالتالي تكون أعداد شرطة المرور أقل.

وفي حمص، اشتد القمع بعد ظهر أمس وسمعت أصوات انفجارات متتالية في حي البياضة، وإطلاق رصاص بشكل جنوني لدى اقتحام الحي من قبل قوات الجيش بعد ظهر يوم أمس، بحسب ناشطين. كما قال ناشطون إن إطلاق نار كثيفا جرى في حي الخالدية عند دوار القاهرة وشوهدت مدرعات زرقاء اللون تشارك في إطلاق النار. وسجل إطلاق نار من قبل القناصة. وقال ناشطون إن اشتباكات وقعت بين الجيش وعناصر الجيش الحر (الجنود المنشقين)، وشوهدت أعمدة دخان أسود تتصاعد من جهة شارع الستين. وترافق ذلك مع حملة اعتقالات عشوائية في أحياء عدة. ورغم العملية العسكرية العنيفة على حي باب عمرو منذ أيام، فقد شهد مظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة. وفي حي جنوب الملعب، قامت قوات الأمن والجيش بالهجوم على مظاهرة خرجت من مسجد عمر بن الخطاب. وفي منطقة تيرمعلة خرجت مظاهرة حاشدة بعد الظهر طالبت بتجميد العضوية وإعدام الرئيس.

وقال ناشطون إن أصوات انفجارات قوية سمعت في حي دير بعلبة بعد مظاهرة حاشدة. وفي منطقة الغنطو خرجت مظاهرة بعد الظهر، كما تم إطلاق النار على المتظاهرين في حي القصور وفي حي باب الدريب.

وفي ريف حمص خرجت لأول مرة مظاهرة حاشدة في بلدة جندر جنوب شرقي حمص، تطالب بإسقاط النظام وتجميد العضوية. وفي تلبيسة سمع صوت تحليق طيران حربي قادما من الشمال باتجاه الجنوب. وفي القصير، قال ناشطون إن مظاهرة حاشدة خرجت بعد صلاة الجمعة في وقت كانت فيه قوات الجيش تقوم بإخفاء المدرعات في حفر الوادي على طريق تل أحمر، كما قالوا إنه تم العثور على جثث مجندين منشقين على حاجز طريق الطاحونة. وفي مدينة تدمر وسط البادية السورية، جرى إطلاق نار لتفريق المتظاهرين في الساحة العامة.

وفي حماه، خرجت مظاهرة حاشدة في كازو بعد صلاة الجمعة من جامع عمار بن ياسر منددة بهيئة التنسيق وبحزب البعث. وفي حي القصور خرجت مظاهرة أخرى جرى إطلاق النار لتفريقها مما أسفر عن سقوط قتيلين، كما سجلت حالات اختناق داخل المنازل نتيجة قنابل الغاز المسيلة للدموع التي ألقيت لتفريق المتظاهرين. وخرجت المظاهرات في جميع بلدات ومدن ريف حماه التي اعتادت على التظاهر اليومي.

وفي إدلب، خرجت عدة مظاهرات حاشدة في المدينة وريفها، طالبت بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وبالحماية الدولية. وفي مدينة معرة النعمان التي خرجت فيها المظاهرات من عدة مساجد، جرى إطلاق نار عشوائي على المواطنين في شارع الكورنيش وإطلاق قنبلتين صوتيتين وقذيفة على مبنى الدكتور عبد الرحمن عابدين وإصابة سيارة مدنية بطلقات عشوائية. وفي بلدة كفرومة أسفر إطلاق النار على المتظاهرين عن مقتل شخص وجرح الكثير من المتظاهرين.

وفي العاصمة دمشق، قال ناشطون إن مظاهرة حاشدة خرجت بعد الجمعة في حي الشاغور الجواني في حارات دمشق القديمة طالبت بإعدام الرئيس وإسقاط النظام، ولتنتصر لحمص وبرزة والمناطق المحاصرة، وجرى رمي مناشير قبل انفضاضها بسرعة. وكانت قد سبقتها مظاهرة في منطقة تنظيم كفرسوسة في الحارات الخلفية الواقعة وراء «مول شام سيتي سنتر»، وبالقرب من تجمع المقرات الأمنية ومنازل المسؤولين والأثرياء الجدد، وذلك في الساعات الأولى من صباح أمس، أعقبها تدفق عناصر الأمن إلى المنطقة مع الشبيحة. وجرى نشر عناصر الأمن والشبيحة عند الجوامع الكبيرة.

وفي حي برزة المحاصر بعد أحداث دامية شهدها أيام العيد، ومقتل نحو تسعة من أبناء المنطقة جرى تشييعهم يوم أول من أمس وسط حالة غضب عارم، قال ناشطون إن كاميرا تلفزيون قناة «الدنيا» الموالية للنظام السوري كانت تجري لقاءات يوم أمس مع الشبيحة على أنهم من أهالي برزة أمام جامع السلام بعد رفض الأهالي التحدث إليهم. وتمت مداهمة عدة أبنية في منطقة الضيعة، وفي محيط ساحة الخضر نشر القناصة مع نصب رشاشات وجهت إلى الساحة. كما تم نشر قناصة على الأبنية العالية حول ساحة البلدية وجامع السلام بشكل واضح. وفي حي القابون فرض حصار على محيط الجوامع مع نشر كثيف للجيش والأمن عند الجامع الكبير، ومنعت حركة السير أمام الجامع حين كان التلفزيون السوري هناك لتصوير أن الحياة طبيعية.

وفي ريف دمشق، قال سكان إن الجيش والأمن استبدلوا بملابسهم هناك لباسا مدنيا مع خوذ ودروع واقية وأسلحة (روسيات) وأجهزة لا سلكية. وفي مدينة الكسوة جرى تطويق المدينة من الخارج من جهة الكبانية مع انتشار أمني كثيف مع نشر للقناصة على أسطح المنازل. وفي داريا انطلقت مظاهرة بعد صلاة الجمعة نادت بإسقاط النظام وبإعدام الرئيس، وانفضت قبل تدخل الأمن. وفي عربين، خرجت مظاهرة من الجامع الكبير وتوجهت إلى ساحة الحرية رغم الوجود الأمني الكثيف في المدينة منذ الصباح. وكان الشبيحة يرتدون بدلات حفظ النظام «جديدة»، بحسب ما قاله سكان هناك.

وخرجت المظاهرات في مدينة درعا وعموم قرى وبلدات حوران. وفي مدينة جاسم أسفر إطلاق النار من قبل قوات الأمن عن إصابة أكثر من 16 شخصا، بينهم حالات خطيرة. وفي قرية المسيفرة، قتل حسين حمدان الشرع نتيجة انفجار قنبلة مسمارية، وأصيب نحو ستة أشخاص آخرين.

وفي حلب، خرجت مظاهرة في منطقة صلاح الدين وقرى ريف حلب، مارع وتل رفعت وحريتان. وفي حي صلاح الدين، أطلقت قوات الأمن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين ترافق مع هجوم للشبيحة بالسيوف والسواطير على متظاهرين خرجوا بعد انتهاء الصلاة في جامع الناصر وتوجهت إلى جامع أويس القرني.

وفي الساحل السوري، خرجت مظاهرة في مدينة بانياس نصرة لحمص، طالب فيها المتظاهرون بإعدام الرئيس. وقامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين وجرى اعتقال عدد من المتظاهرين، منهم الطفل ياسر أحمد شيخة (10 سنوات). وفي جبلة قال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين مما أسفر عن عدة إصابات، وإن هناك عملية انسحاب شكلي لقوات الجيش مع تكثيف لنشر القناصة.

وفي اللاذقية، خرجت مظاهرة مسائية بعد منتصف ليل أول من أمس خلف فرع الشبيبة في حي الصليبة رفع فيها المتظاهرون لافتات «هيئة التنسيق لا تمثلنا»، و«الشعب يريد إعدام الرئيس». وتزامن ذلك مع إطلاق قنبلة صوتية من قبل الأمن لتفريق المتظاهرين. ويوم أمس بعد أذان الظهر أخذت سيارات الأمن والسيارات المدنية للشبيحة تجوب الأحياء المنتفضة والعناصر يشهرون أسلحتهم وتمت محاصرة العديد من الجوامع من قبل الشبيحة المدججين بالأسلحة قبل خروج المصلين. وقال ناشطون إن نحو 400 عنصر مدججين بالأسلحة، مع 30 سيارة أمن، ومعهم مصور قناة «الدنيا»، انتشروا بين جامعي الرحمن وأبو الدرداء في حي الطابيات.

وبعد الظهر، قام عناصر من الجيش والشبيحة في حي الرمل الجنوبي بإزالة حاجزين أمنيين من أمام مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين، بحسب ما قال ناشطون. وأكدوا أن الأمن يقوم بكنس الشارع استعدادا لزيارة اللجنة العربية. وفي مدينة الحفة التابعة لمحافظة اللاذقية، انتشر الأمن والشبيحة عند جميع المفارز الأمنية في المدينة، حيث يوجد عشرات عناصر الأمن والشبيحة يرتدون اللباس الميداني الكامل.

وفي مدينة طرطوس، سجل انتشار أمني كثيف يوم أمس أمام مساجد طرطوس مع وجود العمداء رؤساء أقسام الشرطة والأمن، وسيارات الأمن والشبيحة تجوب شوارع المدينة.

وفي دير الزور شرق البلاد، خرجت مظاهرات في المدينة وعدة قرى وبلدات تابعة لها وجرى إغلاق شارع التكايا في مدينة دير الزور بالكامل من قبل مجموعات كبيرة من الأمن والشبيحة. وخرجت مظاهرة حاشدة في قرية القورية وأخرى في مدينة البوكمال انطلقت من جامع الرحمن بالمدينة، قامت قوات الأمن بإطلاق نار كثيف لتفريقها.

وفي القامشلي شمال شرقي البلاد، حيث يتركز الأكراد، انطلقت مظاهرة حاشدة من أمام جامع قاسمو تطالب بتجميد العضوية ورحيل النظام، وأخرى في عامودا من أمام الجامع الكبير. وفي مدينة الحسكة، خرجت مظاهرة في حي غويران بعد صلاة الجمعة تم تفريقها من قبل قوات الأمن وجرت اعتقالات في صفوف المتظاهرين. وفي منطقة الشدادي في الحسكة تظاهر عدد من المناهضين للنظام أمام جامع أبو بكر في مظاهرة طيارة هتفت لإسقاط النظام، وكذلك كانت المظاهرة في قرية رأس العين. كما خرجت، وللمرة الأولى، مظاهرة في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة من مسجد الحمزة بعد صلاة الجمعة وتم الهجوم عليها من قبل قوات الأمن وجرى تفريقها بسرعة.

إصابة لبناني في وادي خالد بلغم سوري