تركيا: انتقادات للحكومة بالتقصير بعد الزلزال

ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 22 قتيلا

TT

فرق الإنقاذ أمس، في فان بشرق تركيا، أعمالها للبحث عن ناجين عقب زلزال الأربعاء الذي أودى بحياة 22 شخصا، والذي تقول الصحف والمعارضة إن الحكومة لم تتخذ الإجراءات المناسبة التي كان يمكن أن تحول دون أن يتسبب في سقوط ضحايا.

وقالت نائبة رئيس حزب السلام والديمقراطية التركي المؤيد للأكراد غولتن كشناق «بعد هذه الهزة التي وقعت مساء الأربعاء وكانت الثانية في أقل من ثلاثة أسابيع التي تشهدها هذه المنطقة التركية التي يعيش فيها عدد كبير من الأكراد من المسؤول عن سقوط هؤلاء القتلى؟». وأعربت عن الأسف «لعدم إجراء التحقيقات اللازمة بعد 17 يوما من الزلزال الأول الذي شهدته المنطقة في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي كان أعنف بكثير، حيث أوقع أكثر من 600 قتيل». وأضافت في تصريحات نشرت أمس «لماذا ترك هؤلاء الأشخاص في هذه المباني؟».

وميدانيا، واصل المئات من رجال الإنقاذ عمليات البحث، وخاصة في فندقين كبيرين كانا بين 25 بناية انهارت إثر الزلزال الذي ضرب المنطقة الأربعاء بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر، والتي كانت خالية من السكان تقريبا. ومع أن الهزة لم تكن شديدة القوة، فإن خسائرها كانت جسيمة، وذلك بسبب هشاشة الأبنية التي تصدعت بفعل الزلزال السابق الذي كان بقوة 7.2 درجة. وتجاوزت حصيلة الزلزال الأخير، بعد ظهر أمس، 22 قتيلا بزيادة عشرة قتلى عن الخميس، وفقا لجهاز الطوارئ التابع لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وقال عضو في فرق الإنقاذ لشبكات تلفزيونية «سننهي غدا (اليوم السبت) أعمال البحث والإنقاذ هنا». وأكد أصلان بيرم مالك فندق بيرم، وهو أحد هذين الفندقين اللذين انهارا في الزلزال، أن عددا من الخبراء قاموا بفحص المبنى بعد زلزال 23 أكتوبر ولم يجدوا ما يدعو إلى الخوف على سلامته.

إلا أن الصحف التركية نشرت صورا للفندق بعد الزلزال الأول تظهر تشققات عميقة على الجدران. وقالت صحيفة «حرييت»: «لم تجر أي عملية تفقد رسمية للفندق الذي أعلنت مجموعة من خمسة فنيين أنه في حالة جيدة بعد الزلزال الأول». وتساءلت صحيفة «راديكال»: «من الذي أعطى هذا الضوء الأخضر؟». ونقلت الصحيفة عن مالك الفندق قوله «أنا أيضا بقيت في الفندق»، بعد رأي الخبراء الإيجابي.

من جانبه، أعلن أردوغان إجراء «تحقيق قضائي» مع الخبراء الذين تفقدوا المبنى. ودعا سكان المنطقة إلى عدم دخول المباني المتضررة لأنه «ما زالت هناك هزات ارتدادية». وقال خبير فيزيائي في إسطنبول يدعى هلوك عيدوغان: «نعتقد أن هناك 80 بناية آيلة للانهيار في فان». وكثيرا ما تتعرض تركيا للزلازل بسبب وقوعها على عدة تصدعات في القشرة الأرضية. ويتوقع الخبراء أن تتعرض إسطنبول، التي يتراوح عدد سكانها ما بين 13 و15 مليون نسمة، لزلزال شديد القوة في السنوات المقبلة، وهو احتمال يثير القلق بسبب خلو الكثير من أبنيتها من معايير مقاومة الزلزال.