مساع للكشف عن مصدر جسيمات مشعة رصدت في أوروبا

وكالة الطاقة تستبعد قدومها من فوكوشيما

TT

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إن مستويات منخفضة للغاية من اليود المشع عثر عليها في جمهورية التشيك ومناطق أخرى في أوروبا لكن لا يعتقد أنها تمثل خطرا على الصحة العامة. وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا أنها تسعى لتحديد مصدر الجسيمات المشعة لكنها لا تعتقد أنها جاءت من محطة فوكوشيما النووية اليابانية التي تضررت من الزلزال الذي ضرب اليابان في مارس (آذار) الماضي. وقالت هيئة السلامة النووية بجمهورية التشيك إنه ليس من المعتقد أن يكون المصدر من داخل البلاد وليس من المعتقد أنه من محطة للطاقة النووية. وأضافت أنه من المحتمل أن يكون ناجما عن إنتاج مواد دوائية مشعة. وأبلغت المجر وسلوفاكيا والنمسا أيضا عن رصد مستويات منخفضة جدا من اليود المشع قائلة إنها لا تمثل خطرا على صحة مواطنيها. ويمكن أن يسبب اليود المشع الإصابة بالسرطان إذا وجد بكميات كبيرة كما يمكنه أن يلوث منتجات مثل الحليب والخضراوات.

وقال بادي ريجان أستاذ الفيزياء النووية في جامعة سري البريطانية إن الاعتقاد بأن التسرب ناجم من شركة لصنع المواد الدوائية المشعة «يبدو معقولا جدا ومقبولا تماما». وأضاف أنه نظرا لاستخدام اليود في علاج أمراض الغدة الدرقية فإنه من المرجح أيضا أن مستشفيات في كثير من الدول الأوروبية تحتفظ به في مخازنها. وقال: «ليس من المرجح أنه جاء من فوكوشيما لأن الحادث وقع قبل عدة أشهر واليود المشع فترة نصف عمره قصيرة».

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هيئة السلامة النووية في التشيك أبلغتها بأن «مستويات منخفضة جدا» من اليود المشع اكتشفت في الهواء بالدولة الواقعة في وسط أوروبا في الأيام القليلة الماضية. وقال البيان المقتضب: «علمت الوكالة بقياسات مماثلة في مواقع أخرى بأوروبا». وأضافت الوكالة أنها تعتقد أن المستويات الحالية من اليود المشع التي تم رصدها لا تمثل خطرا على الصحة العامة وليست ناجمة عن الحادث النووي الذي تعرضت له محطة فوكوشيما دايتشي في اليابان. وتابعت الوكالة أنها تسعى لـ«تحديد سبب وأصل اليود المشع».

وقالت الوكالة إن اليود المشع هو نظير مشع قصيرة الأجل له اضمحلال إشعاعي فترة نصف عمره نحو ثمانية أيام. وقالت هيئة السلامة النووية بالتشيك إنها رصدت اليود المشع في عدد من محطات المراقبة منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقالت إنه لا يوجد خطر على الصحة من اليود. وقالت رئيسة مكتب الأمن النووي في التشيك دانا درابوفا لوكالة «رويترز»: «رصدته شبكة مراقبة الإشعاع التابعة لنا مع احتمال شبه يقيني بأن المصدر من الخارج. إنه اليود المشع 131 وسألنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا كانت تعرف ما هو المصدر المحتمل». وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها لا تعرف مصدر اليود المشع وستقدم المزيد من التفاصيل بمجرد توافرها.

وفي بودابست قال مدير معهد أبحاث البيولوجيا الإشعاعية بالمجر أمس إن المجر رصدت زيادة بسيطة للغاية في مستويات اليود المشع في محطتين للمراقبة الأسبوع الماضي لكن المستويات المسجلة لا تشكل خطورة على الصحة العامة. وقال الدكتور جيزا سافراني مدير المعهد: «سجلت زيادة بسيطة للغاية (في المجر) في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنها أقل بكثير من المستويات التي عثر عليها بعد فوكوشيما». وأضاف أن الزيادة سجلت في محطتين للمراقبة في العاصمة بودابست وبلدة ميسكوليتش في شرق البلاد. وقال «لا يمكن في الوقت الراهن تحديد مصدر التسرب. لا يمثل في الحقيقة خطرا على الصحة». وأضاف سافراني أنه ليس من المرجح أن تكون المجر هي مصدر التسرب لأن اليود تم رصده في عدة أماكن في أوروبا.