السوريون للجامعة العربية: إياكم ومهلة أخرى.. إما التجميد والحل العسكري وإما أنكم شركاء في جرائمه

قالوا إن النظام السوري لا يستحق أن يكون عضوا في أي منظمة دولية

TT

كرس المتظاهرون في سوريا شعارات ولافتات يوم جمعة «تجميد عضوية» سوريا في الجامعة العربية، لانتقاد قوى المعارضة السورية التي ترفض التدخل الخارجي، وفي مقدمتها «هيئة التنسيق الوطنية» - تحالف عدة قوى وأحزاب سياسية معارضة سورية بزعامة المحامي حسن عبد العظيم وشخصيات مستقلة - وتيار «بناء الدولة» بزعامة لؤي حسين ومنى غانم وريم تركماني، بالإضافة إلى شخصيات معارضة مستقلة.

ورأى المتظاهرون في لقاءات هؤلاء مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، التفافا على مطالب الشعب السوري بالتخلص من حكم آل الأسد وإسقاط نظامهم، ومحاولة إعطاء مهل عربية إضافية للنظام ليزيد في قمعه. كما عبر المتظاهرون عن سخريتهم من الجامعة العربية التي صدقت وعود الرئيس بشار الأسد بتنفيذ الإصلاحات. وكانت غالبية الشعارات والهتافات تتمحور حول هذين الأمرين، بالإضافة إلى انتقاد أهالي مدينة الرقة الذين استقبلوا الرئيس الأسد عندما أدى صلاة العيد هناك.

وحذرت لافتات رفعت في كفر نبل، في ريف إدلب، الجامعة العربية من منح أي مهلة جديدة وكتب المتظاهرون «إياكم ومهلة أخرى.. إما التجميد والحل العسكري وإما أنكم شركاء جرائمه». وقالوا للمعارضة: «تكاثرتم وتكالبتم نحن لسنا مطية.. اخرجوا من حياتنا.. لا نريد إلا المجلس الوطني». وردا على هيثم مناع الذي قال إنه سيناضل لإنجاح المبادرة العربية حتى لو كانت فرصة نجاحها 5 في المائة، قالوا: «هيثم مناع.. أنتم لا تمثلون حتى 5% من الشارع».

وفي تعليق على المهل العربية التي تمنحها الجامعة العربية، رفع المتظاهرون رسما كاريكاتيريا يظهر شخصا يعلن عن بشرى سارة وهي بيع تذاكر للمهل العربية، ويقف أمامه الرئيس الأسد وهو يجر كوما من الجماجم وخلفه مدفعية كتب عليها «خدمة القصف المجاني»، ويقول «بعني كل التذاكر ولك حلاوة».

وفي الوقت الذي أكدت فيه اللافتات على أن «هيئة التنسيق الوطنية» لا تمثل الشارع السوري الغاضب، أكدوا على أن الممثل الشرعي الوحيد له هو المجلس الوطني برئاسة برهان غليون. ووصف المتظاهرون بحوران في قرية حاس «هيئة التنسيق» بأنها «هيئة التشكيك والتشتيت بزعامة المحامي حسن عبد العظيم.. لا تمثلهم»، وقالوا إن «المجلس الوطني هو الممثل الوحيد للمعارضة». وفي قرية مارع في ريف حلب، طلب المتظاهرون من المعارض هيثم مناع أن يصمت، ومن المعارض رجاء الناصر أن «يقفل فاهه»، وهما كانا من المعارضين الذين تعرضوا لاعتداء بالبيض والبندورة على باب الجامعة العربية يوم الأربعاء الماضي.

ووصل انتقاد المتظاهرين لتلك المعارضة إلى حد الاتهام بالخيانة والحلم بالوصول إلى السلطة، وقالوا إن «هيئة التنسيق ابن غير شرعي نتج عن شبهة بين السلطة والحالمين بالسلطة». وسخروا من «اللاءات» الثلاث التي أطلقتها الهيئة «لا للتدخل الخارجي ولا للعنف ولا للطائفية»، بالقول إن «لاءات» هيئة التنسيق هي «اللاتنسيق واللاوطنية واللاشرعية». وقالوا إن «الحالمين بالسلطة + المعارضة الخضوعة = هيئة التنسيق».

وطالب المتظاهرون في أكثر من مكان، الجامعة العربية بـ«تجميد عضوية النظام السوري وأن تكون عونا للشعب السوري»، ووجهوا نداء إلى العالم يقول «النظام السوري لا يستحق أن يكون عضوا في أي منظمة دولية سوى (المافيا الدولية)».

وفي حوران كتبوا «الرئيس بشار الأسد طبيب عيون وقلعها من وجوه طلاب الحرية»، و«المجلس الوطني يمثلنا، والمعارضة التي لا تتبنى إسقاط النظام وحماية المتظاهرين هي ساقطة». وفي حمص كتب المتظاهرون في جورة الشياح معبرين عن استغرابهم من المواقف العربية والدولية «حمص تقصف والشعب يذبح والعالم ناطر الإصلاح.. أي إصلاح؟!»، وفي رسالة إلى الجامعة العربية قالوا «الحد الأدنى تجميد العضوية».

وفي حي الشماس، عبر المتظاهرون عن خيبة أملهم وكتبوا «الكذب والغدر هما بشار.. والغباء والخيانة هما الجيش السوري». وقالوا «حمص المنكوبة تطلب حماية المدنيين.. النظام السوري انتهى ويجب تجميد عضويته في الجامعة العربية».

وفي قرية داعل كان المتظاهرون أكثر مباشرة واستفزازا، وسألوا الرؤساء والملوك العرب الذين ما زالوا مترددين حيال الرئيس السوري ويمنحونه المهلة تلو الأخرى: «إلى الرؤساء والملوك العرب.. هل كان صادقا بشار عندما قال إنكم أنصاف رجال؟!». وهم يغنون متوعدين الرئيس الأسد «اصحى.. ارحل يا بشار.. اصحى رايح عالريكار.. اصحى جاينيك عالأمويين.. اصحى يا بن الجزار»، مما يعني أن عليه أن يصحو لأنه سيلاقي نفس مصير القذافي وسيذهب إلى مجاري الصرف الصحي لأنهم سيأتون إلى ساحة الأمويين. وقالوا لهيثم مناع ابن حوران إن «حوران بريئة منك يا هيثم مناع»، وإذا «لم تخجل من دماء شهدائنا فاخجل من دم أخيك»، في إشارة إلى أخو هيثم مناع، المهندس معن العودات الذي اغتالته قوات الأمن السورية. وفي حمص أكد المتظاهرون أن «سوريا ليست مزرعة حتى يحكمها أسد مفترس أو حمار أو أي حيوان من الحيوانات».

وفي حوران هزأوا من دعوات النظام لتسليم السلاح وكتبوا «لن نسلم أسلحتنا.. أسلحتنا حناجرنا.. خسئت يا بشار»، وهم يغنون «يا رئيس ويا سفاح لا توعدنا بالإصلاح ولا ترعبنا بالسلاح.. شوفوا الشعب شو بده - فيرد الجمهور - الشعب يريد إعدام الرئيس». كما طلبوا في قرية أخرى من «أحرار الرقة.. سارعوا إلى تطهير أرضكم من الدنس الذي حل بكم»، في إشارة إلى زيارة الأسد إلى الرقة خلال العيد. أما في حمص فقد أكدوا على أن «الجيش السوري الحر جيشنا، والجيش السوري الحر حامينا».. عبارات كتبت على علم الاستقلال الذي رفع في كل المظاهرات، في حين اختفى عنها تماما العلم الحالي.