النظام السوري يتراجع.. ويعلن قبول تنفيذ المبادرة العربية ويدعو لقمة عربية طارئة

قدم 3 مقترحات لحل الأزمة.. وإعلامه ردا على «الصفعة العربية»: ستتلقون غدا صفعات * دمشق تسحب اللجنة الأولمبية من الدورة العربية في قطر

صورة بثتها مواقع المعارضة أمس لأربعة من عناصر الشرطة السورية قالت إنهم انشقوا عن النظام وانضموا إلى صفوف المعارضة
TT

على الضد تماما من الهياج الهستيري السوري الرسمي، الذي عبر عنه مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية، يوسف الأحمد، في رد فعله على قرارات الجامعة العربية وما تلاه من هجمة إعلامية رسمية غير مسبوقة على الدول وشخصيات الزعماء العرب، وجهت الرئاسة السورية دعوة عاجلة إلى «عقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الأزمة السورية، والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي، مع الترحيب بقدوم اللجنة الوزارية العربية قبل 16 من الشهر الجاري، موعد سريان تعليق العضوية في الجامعة العربية، واصطحاب من تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين من دول اللجنة ومن وسائل إعلام عربية للاطلاع المباشر على ما يجري على الأرض، والإشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية».

جاء ذلك في بيان صادر عن مصدر مسؤول باسم الجمهورية العربية السورية يوم أمس، قال فيه إنه «بصرف النظر عن الدخول في جدل عقيم حول ميثاقية وقانونية» قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، و«مدى تلازم هذا القرار مع أهداف ومبادئ الميثاق» الذي كانت سوريا إحدى الدول التي وضعته، والذي قامت جامعة الدول العربية على أساسه، فإن «سوريا التي وافقت بتاريخ 2-11-2011 على خطة العمل العربية التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة السورية، لا تزال ترى فيها إطارا مناسبا لمعالجة الأزمة السورية بعيدا عن أي تدخل خارجي»، وذلك على الرغم من كل ما شاب هذه الخطة من «نواقص وثغرات، وافتقارها للآليات العملية» التي يجب الاتفاق عليها بين الحكومة السورية واللجنة العربية لتنفيذها.

ونقل المصدر ثلاثة مقترحات من القيادة السورية إلى الجامعة العربية بعد قوله، «نظرا لأن تداعيات الأزمة السورية يمكن أن تمس الأمن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك، فإن القيادة السورية تقترح: الدعوة العاجلة لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الأزمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي، والترحيب بقدوم اللجنة الوزارية العربية إلى سوريا قبل 16 من الشهر الجاري، واصطحاب من تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين من دول اللجنة ومن وسائل إعلام عربية؛ للاطلاع المباشر على ما يجري على الأرض والإشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية»، وثالثا: «مطالبة الأمانة العامة للجامعة العربية، وفي مقدمتها الأمين العام للجامعة، بالتحرك السريع لوضع هذه المقترحات موضع التنفيذ».

وأتت هذه المقترحات في خضم هجمة إعلامية رسمية وشبه رسمية مسعورة على الجامعة العربية وأمينها العام والدول العربية، وفي مقدمتها قطر والمملكة العربية السعودية، بلغت حد القدح والذم، ونعت زعماء العرب بأقذع النعوت والشتائم، مرورا بالتخوين والتبعية للغرب وأميركا وتنفيذ أجندات استعمارية، على شاشة تلفزيون «الدنيا» والإذاعات السورية الخاصة الموالية للنظام، وتواكب ذلك مع تسيير مظاهرات لمؤيدي النظام للاعتصام والاحتجاج أمام السفارات العربية في دمشق، وقام هؤلاء ليل أول من أمس بالهجوم على سفارة كل من قطر والسعودية وليبيا، وجرى اقتحامها والعبث بمحتوياتها ورفع العلم السوري عليها، والهجوم في وسائل الإعلام الرسمي، وإن لم يكن مسعورا كما هو عليه في وسائل الإعلام شبه الرسمية، إلا أنه استمر في مهاجمة الجامعة العربية وتخوينها وقرارها، واعتباره جزءا من المؤامرة على سوريا، مع توعد العرب برد الصاع صاعين، وكتبت صحيفة «الثورة» الرسمية في افتتاحيتها يوم أمس الأحد تحت عنوان «النسخة الأميركية!!» أن قرار الجامعة العربية جاء نسخة مطابقة حرفيا عن لائحة «التعليمات» الأميركية، و«لم يخرج في نصوصه الأساسية، ربما جاءت الإضافات على الشكل ليكون أبعد مما طلبته الإدارة الأميركية»، ولفتت إلى أنه سبق التحذير من أن «اللائحة الأميركية التي صدرت تعليماتها تباعا بأنها تريد أن تجر العمل العربي إلى زواريب المتاهة المعدة له.. وها هو يدخلها بدفع من رئاسة اللجنة العربية»، وقالت «الثورة» إن «طعم الخيانة يضفي على المشهد المزيد من الخطورة لما هو آت بعده..!!‏»، وأكدت أن «المحظور» وقع، و«لم يعد من المتاح إعادة عقارب الساعة إلى الوراء»، وأنه على السوريين أن يتعاطوا مع العمل العربي من زاوية الفعل «الماضي الناقص»، و«التحضير لمرحلة ما بعد الغياب القسري له، ولو مؤقتا»، وقالت بحسرة: «قدمنا ما بوسعنا لإنقاذ الجهد العربي»، «لكننا للأمانة فشلنا في ذلك.. خسرنا الرهان على صحوة لم تأت بعد، وتعويلنا على عقل مدجن لم يكن صائبا»، و«آن الأوان لنقلب الصفحة»، وبلغة أقرب إلى التوعد والتهديد قالت «الثورة»: «ما لم يحسبوه جيدا أن سوريا هذه، لم تسكت يوما على أذية، وما توهموا أنه صفعة وجهت لسوريا سيتلقونها غدا صفعات».

وكان مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية قد فقد أعصابه وقام بسب وشتم الزعماء العرب، إثر إعلان قرارات الجامعة العربية بتعليق مشاركة الوفد السوري في اجتماعات الجامعة العربية، وفي الجلسة المغلقة للجامعة التي سبقت التصويت قالت مصادر إعلامية إن يوسف الأحمد وجه ألفاظا نابية وشتائم ضد الدول العربية وأمينها نبيل العربي، وللشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري ورئيس الاجتماع.

وخلال المؤتمر الصحافي عقب ختام الاجتماع، رفض حمد بن جاسم الرد على تجاوزات السفير السوري ضده وضد الأمين العام للجامعة، وقال بن جاسم: «تربيت بطريقة لا تسمح لي بمجاراة مندوب سوريا بهذا الأسلوب».

إلى ذلك، ومن ضمن ردود فعل دمشق على قرار تعليق مشاركتها في فعاليات الجامعة العربية، قررت اللجنة الأولمبية السورية الانسحاب من الدورة العربية المقبلة التي تستضيفها قطر الشهر المقبل.

وأعلنت اللجنة الأولمبية السورية في بيان رسمي: «إن الرياضيين في سوريا الذين عاهدوا الله والوطن أن يدافعوا عن كرامته ووحدته الوطنية، ولطالما رفعوا رايات العلم السوري في البطولات العربية والعالمية والأولمبية، يؤكدون اليوم التزامهم المطلق بنهج سوريا المقاوم، وبأنهم الجنود الأوفياء للرئيس بشار الأسد للدفاع عن تراب الوطن».

وأضاف البيان أن الرياضيين في سوريا «لن يكونوا في الاستحقاق العربي الرياضي المقبل؛ لأنهم سيستبدلون لباسهم الرياضي باللباس العسكري للوقوف في وجه المؤامرة، وللحفاظ على الأرض والإنسان والوطن».