الجزائر ترفض سحب سفيرها من دمشق وتعلن «تعزيز علاقاتها مع دمشق أكثر من أي وقت»

مدلسي: رفضنا المسودة الأولى للقرار وكنا سننسحب من اللجنة الوزارية العربية لو تم اعتمادها

TT

قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن سفير الجزائر لدى سوريا وسفير سوريا لدى الجزائر «مرحب بهما في كلا البلدين، وسيواصلان العمل بروح أخوية وبكل إيجابية». وأكد بأن بلده «لن يسحب سفيره من دمشق، بل على العكس من ذلك سنعزز علاقاتنا مع سوريا».

وأوضح مدلسي في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة أمس مع نظيره المصري محمد كمال عمرو أن الجزائر «لن تطبق قرار الجامعة العربية المتعلق بسحب السفراء العرب المعتمدين في سوريا»، مشيرا إلى أن القرار «يتيح لكل بلد عضو في الجامعة العربية اتخاذ القرار الخاص به بكل سيادة». وأضاف: «وعلى هذا الأساس فالجزائر اتخذت قرارها مسبقا، ولن تسحب سفيرها بدمشق، بل على العكس من ذلك حان الوقت أكثر من أي وقت مضى لتعزيز العلاقات مع الحكومة السورية من أجل تطبيق الخطة التي صادقنا عليها على مستوى الجامعة العربية».

وقال مدلسي إن الجزائر رفضت المسودة الأولى للقرار، وكانت: «ستنسحب من اللجنة الوزارية العربية» لو تم اعتمادها، وأوضح: «لقد كان هناك نقاش ساخن قبل الخروج بهذه الورقة التي تعبر عن وجهة نظر اللجنة وليس وجهة نظر مصر أو الجزائر».

وصوتت الجزائر مثل معظم الدول العربية لصالح قرار الجامعة الذي قضى بتعليق عضوية سوريا باستثناء اليمن ولبنان اللذين رفضا القرار، والعراق الذي امتنع عن التصويت. وحول تناقض الموقف الجزائري بين التصويت لصالح القرار ثم رفض تطبيق بنوده، قال الوزير الجزائري إن تصويت بلاده جاء ليتوافق مع الأغلبية، لكن القرار «لا يوافق ميثاق الجامعة العربية، والجزائر متحفظة عليه وقد عبرت عن تحفظها من خلال رفض سحب سفيرها من دمشق».

وأفاد مدلسي بأن الجامعة العربية «يمكن أن تلغي قرار تعليق عضوية سوريا قبل الـ16 من الشهر الحالي، فالإجراء مؤقت ويمكن رفعه في أقرب وقت ممكن»، وتابع: «لم لا يكون ذلك قبل السادس عشر من هذا الشهر بما أن هناك اجتماعا مقررا في الرباط بهذا التاريخ؟».

وأوضح مدلسي أن «ما صدر من قرارات (في الجامعة العربية) كان أكثر إيجابية مما كان يمكن أن يصدر لولا التعاون الجزائري - المصري». وأضاف: «نحن نأمل أن تتجاوب الحكومة السورية مع هذا الأمل العربي الكبير، وهو أن يتوقف العنف في سوريا بصفة سريعة وسريعة جدا حتى نعمل من أجل حل سوري عربي».

ومن جهته أوضح وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أن الهدف الأساسي للمبادرة العربية هو تجنب التدخل الأجنبي في سوريا. وقال: «هدفنا واحد، هو أن مبادرة الجامعة العربية ما زالت حية وما زالت أساس الحل في سوريا».

وزار وزير خارجية مصر الجزائر أمس، في إطار جولة مغاربية أجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين الجزائريين تناولت العلاقات الثنائية والوضع في سوريا واليمن. وذكر كامل عمرو أن «هدف الجزائر وهدف مصر هو تجنب التدخل الأجنبي في سوريا تحت أي مسمى وتحت أي غطاء».