التحالف الكردستاني يستهجن موقف بغداد من قرار الجامعة العربية حول سوريا

الدباغ لـ«الشرق الأوسط»: تحفظنا على الموقف العربي رفض له لكن بطريقة دبلوماسية

TT

في ظل امتناع العراق عن التصويت لصالح قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية في القاهرة أول من أمس، وصمت الحكومة والبرلمان العراقيين تجاه الثورة المندلعة في سوريا والتي أخذت منحى أكثر قوة مع التأييد العربي لحق السوريين في التغيير والديمقراطية، جددت كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي موقفها الثابت من دعم الثورة الشعبية بسوريا، مستهجنة موقف الحكومة العراقية من هذا الحدث المهم الذي سيغير من مصير الأحداث، والذي من شأنه أن ينهي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، منوهة بأن موقف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري (كردي) الذي شارك في اجتماعات الجامعة العربية محكوم بالموقف السياسي للحكومة العراقية تجاه ما يحدث في سوريا.

وقال مؤيد طيب، المتحدث الرسمي باسم كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحالف الكردستاني أعلن موقفه الرسمي من دعم الثورة السورية في وقت مبكر جدا، وإنه ما زال ثابتا على موقفه الداعم والمؤيد للثورة الشعبية المندلعة هناك ضد السلطة الديكتاتورية والقمعية المستبدة لنظام الرئيس بشار الأسد، ويرى أن من حق السوريين وبجميع مكوناتهم أن يتمتعوا بحكم ديمقراطي تعددي يحقق مطالبهم الوطنية المشروعة ويحترم حقوقهم الإنسانية، وأن السوريين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم يستحقون حكما أفضل من النظام القمعي الحالي لبشار الأسد الذي بدا واضحا أنه لم يعد قادرا على الإصلاح السياسي في البلد، وأن مصيره إلى الزوال الحتمي بسبب تعنته واستمرار آلته الأمنية في قمع الشعب السوري».

واستهجن متحدث التحالف الكردستاني الموقف الصامت للحكومة والبرلمان العراقيين تجاه قمع السلطات السورية للمتظاهرين وعمليات القتل اليومية التي تشهدها المدن السورية، وقال «منذ سقوط النظام البعثي السابق في العراق، والبدء ببناء الدولة الجديدة، كانت القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد تعادي أي توجهات لبناء العراق الديمقراطي الدستوري، بل إن القيادة السورية لم تتردد في دعم مختلف القوى الإرهابية التي تقاطرت على العراق من منافذها الحدودية، وكانت سوريا أول دولة جارة تصدر الإرهابيين إلى العراق، والذين كانوا وما زالوا يقتلون العراقيين بشكل يومي، وفي ظل هذا الموقف السلبي للقيادة السورية تجاه العملية الديمقراطية في العراق من الغريب أن يصطف العراق إلى جانب نظام قمعي ومعاد لكل التوجهات الديمقراطية لدى شعوب المنطقة».

وحول ما إذا كان موقفه يعبر عن موقف البرلمان العراقي قال طيب «البرلمان العراقي الآن في عطلة، لكن يبدو أن موقفه لن يتغير عن موقف الحكومة العراقية الحالية، خصوصا أن التحالف الوطني (الحاكم) والقائمة العراقية يؤيدان سياسة الحكومة العراقية في هذا الصدد».

وبرأ متحدث التحالف الكردستاني ساحة وزير الخارجية الكردي هوشيار زيباري الذي يشغل منصبه مرشحا من التحالف الكردستاني بحقيبة الخارجية، وقال إن «زيباري محكوم بالسياسة التي تقررها الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، ولذلك لا يمكن أن يتهم بوقوفه ضد تطلعات الشعب السوري، وبالتالي فهو لا يعبر في تعاطيه مع هذا الحدث عن موقف التحالف الكردستاني الثابت في دعم الحركات الشعبية الداعية في المنطقة إلى التغيير وتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان».

وفي بغداد، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ أن «الحكومة العراقية مع أي خيار يتخذه الشعب السوري، وإننا نريد الحرية للشعب السوري، وضد استخدام العنف». وقال الدباغ في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على تحفظ العراق على قرار الجامعة العربية بشان سوريا، إن «الموقف الذي عبر عنه وزير خارجيتنا في اجتماع الجامعة العربية كان رفضا لكن بطريقة دبلوماسية، لأننا نرفض الطريقة التي تدار بها الأمور»، مشيرا إلى أن «العراق مع حوار جاد بين الحكومة السورية ورموز المعارضة السورية للوصول إلى حل حقيقي يحقن دماء السوريين ويؤدي في النهاية إلى تداول سلمي للسلطة في سوريا».