استطلاع: غالبية الأميركيين يميلون إلى فكرة قيام إسرائيل بضربة عسكرية ضد إيران

معلق من تل أبيب قال: أبناء العم سام يحبوننا لدرجة دفعنا للانتحار

TT

بينما يتواصل تصاعد الحديث في إسرائيل عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، اجتمعت حكومة تل أبيب بكامل هيئتها، أمس، للتباحث حول الموضوع الإيراني.. نشرت المنظمة اليهودية الأميركية استطلاعا للرأي في الولايات المتحدة تفيد نتائجه بأن غالبية الأميركيين يؤيدون أن تقوم إسرائيل بتوجيه هذه الضربة.

وأشارت النتائج إلى أن نحو 50 في المائة من الأميركيين يؤيدون أن تقوم الولايات المتحدة بتوجيه الضربة العسكرية لإيران، مقابل نسبة 44 في المائة معارضة تلك الفكرة، لكن النسبة ارتفعت إلى 57 في المائة حينما تحول السؤال إلى مدى تأييدهم لقيام إسرائيل بـ«ضربة عسكرية منفردة على طهران»، وهو ما دعا أحد المعلقين الإسرائيليين للقول ساخرا: «الأميركيون يحبوننا لدرجة أنهم يشجعوننا على الانتحار عوضا عنهم».

واللافت أن المنظمة اليهودية الأميركية اعتبرت هذه النتائج «جيدة»، كونها تشير - بحسب رأيهم - إلى أن الجمهور الأميركي يتفهم مدى «عمق التعاون الاستراتيجي» بين إسرائيل وأميركا، وجاء في الاستطلاع أن 63 في المائة من الأميركيين يرون في إسرائيل «حليفا استراتيجيا لا غنى عنه»، ورفضوا القول إن العلاقات بين البلدين تسيء إلى سمعة الولايات المتحدة، كما قال 61 في المائة إن العلاقات بين البلدين مهمة للولايات المتحدة.

ومع أن الأكثرية (نحو 64 في المائة) قالت إنه ينبغي على إسرائيل أن تغير نهجها في عملية السلام مع الفلسطينيين، إلا أن نسبة المؤيدين منهم لإسرائيل بلغت 49 في المائة، في حين لم تتعد نسبة المؤيدين للفلسطينيين 19 في المائة (الباقون قالوا إنهم يؤيدون الطرفين بنفس المقدار).

وقال 73 في المائة من الأميركيين إن إسرائيل تستطيع الاعتماد على أميركا كحليف قوي لها، بينما قال 63 في المائة إنهم يصدقون أن الحكومة الإسرائيلية ذات نوايا صادقة في عملية السلام.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اجتمعت أمس للبحث بكامل هيئتها في الموضوع الإيراني، وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في مستهل الجلسة إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التقدم في التسلح النووي العسكري في إيران، هو «عبارة عن وثيقة شاملة تؤكد موقف دول بارزة في العالم، بما فيها إسرائيل، بأن إيران تطور بشكل ممنهج أسلحة نووية».

وأضاف نتنياهو: «ينبغي لكل حكومة مسؤولة في العالم، أن تستخلص الاستنتاجات المطلوبة من هذا التقرير، ويجب على المجتمع الدولي أن يوقف مسبقا السباق الإيراني إلى التسلح بأسلحة نووية، الذي يهدد أمن العالم بأسره».

وتلقى نتنياهو أمس دعما في الموقف ضد إيران، من الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، فبعد أيام من وصفه لنتنياهو بـ«الكاذب»، أرسل ساركوزي رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي يعرب فيها عن نيته العمل على فرض عقوبات قاسية على إيران، وتعتبر رسالة ساركوزي التي أنهاها بتعابير غير متعارف عليها دبلوماسيا كـ«مع فائق الاحترام والمودة»، اعتذارا غير مباشر لنتنياهو بعد أن نعته بالكذاب في محادثة مغلقة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وقال ساركوزي في الرسالة التي وصفت بالشخصية، ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» فحواها، إنه يتفهم الجدل الإسرائيلي حول المشروع النووي الإيراني، لأنه يعتبر تهديدا وجوديا على إسرائيل، وطلب من نتنياهو توثيق الاتصالات بين مساعديهما خلال الفترة المقبلة.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد عبر في المحادثة مع ساركوزي عن استيائه من نتنياهو، وبعد أيام نشر البيت الأبيض بيانا صحافيا يقول فيه إن علاقات العمل بين أوباما ونتنياهو جيدة، وإن أوباما يجري اتصالات مع نتنياهو أكثر من أي زعيم آخر في العالم.

وحسب الرأي العام الإسرائيلي، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعارض، حتى الآن، توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، ولكنه يتعرض لضغوط كبيرة من أقطاب الحزب الجمهوري المعارض ليتيح لإسرائيل تعطيل المشروع الإيراني، وقد بات هذا أحد أهم مواضيع النقاش بين مرشحي الحزب الجمهوري المتنافسين على الرئاسة، إذ يجمعون على تأييد ضرب إيران ويتنافسون في تشجيع إسرائيل على مثل هذه الخطوة.

وفي هذا الجانب رصد «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، سلوك وخطاب المرشحين، وخلص إلى أن كل المرشحين الجمهوريين يتنافسون فيما بينهم على إثبات تأييدهم «القاطع» لإسرائيل، خصوصا مع تقديم الفلسطينيين مشروع الاعتراف بدولة مستقلة لهم في الأمم المتحدة.

ويرى رئيس «معهد أبحاث الأمن القومي»، الدبلوماسي سابقا عودد عيران، أن «الصوت اليهودي» سيكون حاسما في الانتخابات المقبلة حيال تراجع تأييد اليهود الأميركيين للحزب الديمقراطي ورئيسه، مستذكرا نتائج الاستطلاع التي نشرتها مجلة «غالوب» قبل شهر، وأفادت بأن 54 في المائة فقط من اليهود يؤيدون أوباما، مستدركا بأن التأييد لأوباما تراجع بأكثر من 10 في المائة أيضا في أوساط الأفرو - أميركيين.

وأشار الكاتب إلى أن هذا التراجع كان وراء تعديل الرئيس أوباما سياسته تجاه إسرائيل ووقوفه إلى جانبها ضد اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة مستقلة، وأضاف أن أوباما يريد عمليا «تقليل الاحتكاك مع التيار المركزي في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة؛ للحيلولة دون منح خصومه الجمهوريين ذخيرة ضده في المعركة على الصوت اليهودي».