الأقلية الأمازيغية في تونس تريد إسماع صوتها للمجلس التأسيسي

ناشط أمازيغي ينفي أي نوايا انفصالية

TT

كان من أثر الثورة التونسية أن شكل عدد من الناشطين في الأقلية الأمازيغية (بربر ناطقون جزئيا بالشلحة) التي تشكل نحو واحد في المائة من السكان، للمرة الأولى علنا جمعية لهم لإسماع صوتهم في المجلس الوطني التأسيسي.

وقال جلول غرقي، الأمين العام للجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «لقد تم تهميشنا واستبعادنا لفترة طويلة، وحان الوقت لإعادة إحياء تراثنا بوصفنا مكونا مهمّا للمجتمع».

وأضاف أن هذه الجمعية التي تم الاعتراف بها في يوليو (تموز) الماضي ستعرض «مطالب للاعتراف بالثقافة الأمازيغية» على المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر (تشرين الأول) وعلى الحكومة الانتقالية التي يجري تشكيلها حاليا.

وحرص غرقي على نفي أي نوايا انفصالية لأمازيغ تونس الذين يبلغ عددهم أقل من مائة ألف ضمن أكثر من عشرة ملايين تونسي.

وقال غرقي اليساري، والسجين السياسي السابق: «ليست لدينا أي مخططات انفصالية بعكس الاتهامات التي توجه إلينا منذ أمد بعيد». ويؤكد: «حتى وإن كنا ننوي تشكيل حزب، فإنه ليست لدينا أي أفكار انفصالية، نحن نعتبر تونس واحدة من برج الخضراء (أقصى الجنوب) إلى بنزرت (أقصى الشمال)». ويحرم القانون التونسي تكوين الأحزاب على أساس ديني أو عرقي أو مناطقي.

وأضاف غرقي المتحدر من قرية تمزرط (جنوب): «نحن لا ننفي عروبة تونس، لكننا السكان الأوائل لهذه البلاد ونملك حق الأرض للتصدي لتهميشنا».

وكان تم الاعتراف بالجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية في 30 يوليو الماضي بعد 34 عاما من تأسيس خلية سرية لحماية الثقافة الأمازيغية، في تمزرط القرية التي تضم 620 ساكنا في الجنوب الشرقي التونسي.

واستقبلت هذه القرية في أغسطس (آب) الماضي نحو عشرة آلاف شخص قدموا من تونس ومن خارجها في مهرجان للثقافة الأمازيغية. ويقول غرقي إن 50 في المائة من سكان تونس من أصول بربرية.

وتشير معظم المراجع التاريخية إلى أن تونس عربية بنسبة 99 في المائة، وأن لهجة «الشلحة» الأمازيغية لا تزال متداولة إلى جانب العربية في قرى شبه بربرية في الجنوب (شنني والدويرات ومطماطة وتمزرط)، وبعض قرى جزيرة جربة (قلالة وسدويكش).

وقال غرقي إن جمعيته تنوي إجراء عملية إحصاء لعدد الأمازيغ في تونس في 2012، وتضم صفحة الجمعية على موقع «فيس بوك» مئات «من المتحدثين بلهجة الأمازيغ وغير المتحدثين بها». ويضيف غرقي الذي تعلم الأمازيغية من أمه الثمانينية، أن أمازيغ المغرب وتونس وليبيا يتحدرون من أصول واحدة ولديهم لهجة واحدة بنسبة 45 في المائة تختلف عن بربر منطقة القبائل في الجزائر.

وتقدر مصادر عديدة نسبة الأمازيغ في المغرب بنحو 40 في المائة، وفي الجزائر بنحو 35 في المائة، وفي ليبيا بنحو 10 في المائة، وفي تونس بنحو واحد في المائة. ويؤكد غرقي المختص في الأعشاب الطبية أن «هدفنا هو إنقاذ تراثنا ولغتنا وكتابتها والتصدي لنفي وجودنا».

وتملك الجمعية فروعا في نابل (شمالي شرق) وبنزرت (شمال) وباجة ومجاز الباب (شمالي غرب) وقفصة (جنوبي غرب) وقابس (جنوب) وتطاوين (جنوبي شرق). وشاركت الجمعية في المؤتمر العالمي للأمازيغ الذي نظمت جمعيته السنوية في جربة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال غرقي إن «المؤتمر العالمي للأمازيع هو نقابتنا الكبيرة. ومقره في فرنسا؛ هذا البلد الذي دعم باستمرار حركات الأمازيغ».