العربي يبحث في ليبيا إعادة الإعمار والمساهمة في دعم الاستقرار

مصادر مطلعة قالت إن أصعب الملفات.. الأمن والمصالحة

الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في طرابلس (رويترز)
TT

في أول زيارة له إلى ليبيا بعد وقف عمليات «الناتو»، اتفق الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، مع المستشار مصطفى عبد الجليل، خلال مباحثات استغرقت ساعات عدة، على إعادة الإعمار ومساهمة الجامعة في ملفات دعم الأمن والمصالحة الوطنية. وجاءت زيارة العربي إلى ليبيا بعد يوم من افتتاح الاتحاد الأوروبي ممثلية له فيها، أثناء الزيارة التي قامت بها ممثلة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون.

وصرح العربي قائلا، إن الزيارة تهدف إلى بحث ما يمكن للجامعة العربية أن تقدمه من مساعدات وجهود لإعادة بناء مؤسسات ليبيا. وأفادت مصادر مطلعة في العاصمة طرابلس، بأنه تم خلال اللقاء، الذي جرى في العاصمة طرابلس، استعراض مجالات التعاون بين ليبيا والجامعة ومساعدة جامعة الدول العربية في جهود إعادة إعمار ليبيا، والاستفادة من خبرات المنظمات التابعة للجامعة، والكفاءات التي تزخر بها، وخاصة في مجال الاستفتاء المنتظر للمؤتمر الوطني الليبي.

وكان العربي قد وصل إلى مطار معيتيقة الدولي في طرابلس على رأس وفد من الجامعة، لبحث سبل دعم الشعب الليبي في المرحلة المقبلة، والتأكيد على دعم جامعة الدول العربية للنظام الجديد، حيث تأتي هذه الزيارة بعد أيام من لقاء العربي مع عبد الجليل في القاهرة. وكان في استقبال العربي والوفد المرافق له مدير الإدارة العربية بوزارة الخارجية الليبية، وسفير مصر لدى ليبيا محمد إبراهيم النقلي.

يذكر أن إعادة الإعمار تتكلف وفق تقديرات محمود جبريل رئيس الوزراء الليبي السابق، 400 مليار دولار، فيما حذرت بعض المصادر، من دخول الأمم المتحدة في هذه المعادلة حتى لا يتكرر سيناريو العراق، خاصة إذا عرضت المنظمة الدولية أن تكون عملية الإعمار تحت رعايتها فيما عرف بمسمى «النفط مقابل الإعمار والغذاء».

وتفيد المصادر أيضا، بأن خسائر مدينة سرت كبيرة حيث أصبحت مثل برلين خلال الحرب العالمية الثانية، وهو الأمر الذي يقضي بإعادة بناء شاملة خاصة بعد العمليات العسكرية التي قام بها حلف الناتو، وكذلك مدينة بني وليد، وأضافت المصادر أن باقي المدن الليبية لم تتضرر بشكل كبير ولا تحتاج إلى الكثير.

وأضافت المصادر، أن الملف الثاني الذي يشكل تحديا للحكومة الليبية الراهنة، هو الأمن وجمع السلاح المنتشر بين القبائل والتيارات الدينية، وهي الفئات التي تشير المصادر إلى أنها لا تبدي مرونة تذكر في خطة تسليم السلاح وتحقيق المصالحة الوطنية، و«هو أمر مهم لتحقيق الاستقرار في ليبيا»، وأنه في حالة تجاوز هذه الملفات «سيكون من السهل بدء العملية السياسية بشكل سليم، خاصة أن هناك صراعات وأحقادا بسبب الخسائر التي نجمت عن المعارك بين قوات القذافي وقوات (الناتو)».

وأفادت مصادر الجامعة العربية بأن العربي استمع إلى طموحات الليبيين في مستقبل جديد، وأن العديد من الأطراف تحدث خلال جولته في ليبيا أمس عن أهمية إعادة بناء القوات المسلحة الليبية، والانفتاح على العالم العربي على جميع المستويات بما فيها «الملفات الأمنية والاقتصادية» و«التعاون الإقليمي».

وجاءت زيارة العربي لليبيا بعد يوم من افتتاح أشتون ممثلية للاتحاد الأوروبي في ليبيا يوم السبت الماضي لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي الليبي والمجتمع المدني على تخطي المرحلة الراهنة وبناء دولة ديمقراطية.