تعزيز القوات الإسرائيلية على الحدود مع مصر وسوريا

الجيش الإسرائيلي يجري تدريبا على خطف جندي في غور الأردن وإعادة احتلال نابلس

فلسطينيات يجادلن جنديا إسرائيليا خلال محاولة الجيش تفريق محتجين ضد جدار الفصل (إ.ب.أ)
TT

أجرى الجيش الإسرائيلي، أمس، تدريبا في منطقة غور الأردن المحتلة، على سيناريو خطف جندي ونقله إلى مدينة نابلس للمساومة على إطلاق سراح أسرى.

وقال الناطق بلسان الجيش، إن هذا التدريب جاء في أعقاب تلقي المخابرات معلومات عديدة، تفيد بأن تنظيمات مسلحة فلسطينية تنوي تنفيذ عمليات خطف جنود داخل الضفة الغربية أو خطف مستوطنين. وقالت إن هذه التنظيمات تلقت التشجيع من تنفيذ صفقة شاليط. وإنها تعتقد بأنها قادرة على إخفاء جندي إسرائيلي في مناطق مأهولة في الضفة الغربية، مثلما استطاعت حماس أن تخفي شاليط طيلة خمس سنوات ونصف السنة في غزة. ولذلك، فقد أجرت تدريباتها على خطف الجندي من خلال خطة حربية واسعة، تتضمن إعادة احتلال نابلس بوصفها مدينة فلسطينية كبيرة. وتدرب الجنود على كيفية تفادي ظاهرة إطلاق الرصاص من جنود إسرائيليين باتجاه جنود إسرائيليين، كما حصل في الحربين الأخيرتين على لبنان وقطاع غزة.

وكشفت مصادر عسكرية، أن قوات الجيش تلقت تعليمات بأن تتبع «أسلوب هنيبعل» في مواجهة خطف جنود. وهنيبعل هو القائد الكنعاني الشهير، الذي كان يأمر جنوده بأن لا يسمحوا بأخذ أحدهم أسيرا. وكان يأمر بأن يقتل الآسرون، حتى لو أصيب الأسرى من جنوده. وفي أعقاب انتقادات لهذه الأوامر، قال رئيس أركان الجيش، الجنرال بيني غانتس، الذي حضر التدريبات بنفسه ليعطيه زخما وأهمية، إن هذا الأسلوب لا يؤدي بالضرورة إلى قتل جنود أسرى.

وقال الناطق إن العملية التي تدرب عليها الجيش كانت كبيرة جدا وبالغة التعقيد. وخلال تدريب القوات المرابطة في المكان، تمت الاستعانة بقوات تعزيز من جبهات أخرى. وقد حضرها غانتس، بنفسه، بشكل مفاجئ، للتأكيد على مدى جدية التحسبات الإسرائيلية. واشتمل التدريب على وقوع حادثين في آن واحد. وبالإضافة إلى خطف الجندي، توقعوا اقتحام خلية فلسطينية مسلحة إحدى المستوطنات. وذكرت مصادر أمنية أن هناك علاقة بين هذه التدريبات وإعادة اعتقال زعيم حماس في الضفة الغربية، حسن يوسف، اعتقالا إداريا (بلا تهمة ولا محاكمة).

وكانت قوات الجيش قد بدأت أمس، تدريبا عسكريا آخر على جبهة أخرى، في جبال الكرمل في منطقة حيفا. وحسب مصادر عسكرية عليمة، فإن الجيش الإسرائيلي يأخذ في حساباته نشوب حرب مع إيران، قد تتسع لتشمل حزب الله اللبناني أيضا، وربما قطاع غزة وسوريا. وقد تركزت التدريبات في الكرمل على سيناريو احتلال قسم من الجنوب اللبناني بما يعرف باسم «حرب المدن» من خلال الإفادة من إخفاقات حرب لبنان في هذا المجال. وتجري التدريبات في ساعات الليل أيضا، ويستخدم الجيش معدات عسكرية مختلفة ورشاشات ثقيلة وقذائف هاون ونيران قناصة، كما يتدرب على اقتحام مواقع وهمية للعدو.

وبحسب ناطق إسرائيلي، فإن الوضع الذي تشهده المنطقة سواء من جهة إيران أو قرار الجامعة العربية تجاه سوريا يتطلب من الجيش الاستعداد لأي طارئ مفاجئ.

وكان موقع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على الشبكة، قد نقل أمس، أنه جرى تعزيز انتشار قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود مع مصر بشكل واسع، على أثر وصول معلومات تفيد بأن خلايا مسلحة مصرية وفلسطينية تنوي تكرار عملية إيلات، التي نفذت في شهر أغسطس (آب) الماضي وأدت إلى قتل ثمانية إسرائيليين. وقالت الصحيفة إن الجهة العسكرية التي أبلغتها بالأمر، أكدت لها أن الجيش ينوي زيادة قواته الميدانية على الحدود مع سيناء بنسبة 20 في المائة، عما كان سابقا، وأن مثل هذه الزيادة تستدعي استدعاء 10 في المائة من وحدات الاحتياط لما يصفه «خدمة استثنائية تتجاوز المحدوديات التي ينص عليها قانون الاحتياط».

وقالت إن قوات الجيش الإسرائيلي المرابطة على الحدود حاليا، غير كافية لحماية الحدود الطويلة، خصوصا مع ازدياد محاولات تنفيذ العمليات ضد أهداف إسرائيلية من الحدود المصرية في سيناء، وعدم قدرة النظام الجديد في مصر على ضبط الأمن على الحدود بين البلدين.

وأكد الموقع أن تعزيزات كهذه للقوات، تمت أيضا على الجبهة السورية في أعقاب عمليات تجاوز الحدود في ذكرى النكبة والنكسة، وفي الضفة الغربية على خلفية التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة. ومثل هذا التجاوز لقانون الاحتياط يحتاج إلى مصادقة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، كونه مكلفا من الناحية الاقتصادية.