السلطات المصرية تعتقل زعيم الجهاديين بسيناء

اتهمته بأنه العقل المدبر لتفجيرات خط تصدير الغاز لإسرائيل

TT

قالت مصادر أمنية بمحافظة شمال سيناء (400 كيلومتر شمال شرقي القاهرة) إن قوة مشتركة من الجيش والشرطة تمكنت أمس من القبض على مطلوب رئيسي في تفجيرات خط تصدير الغاز الطبيعي إلى الأردن وإسرائيل، وأيضا في الهجمات المسلحة على قسم شرطة ثاني العريش ومعسكرات الأمن المركزي برفح المصرية.

ورجح مصدر أمني أن يكون المقبوض عليه، ويدعى «عيد مصلح حمد» وشهرته «محمد عيد التيهي»، هو العقل المدبر وزعيم الجهاديين بسيناء الذين نفذوا كل الهجمات المسلحة منذ فبراير (شباط) الماضي في أعقاب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، موضحا أنه تم القبض على «التيهي» داخل أحد الشاليهات بمنطقة البحر داخل مدينة العريش حيث كان مختبئا هناك. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن المتهم الذي ألقي القبض عليه هو أحد قيادات جماعة التكفير والهجرة بسيناء، حيث إنه على رأس القائمة المطلوبة أمنيا.

وأضاف المصدر أن معلومات كانت قد وصلت لأجهزة الأمن من بعض مصادرها السرية تفيد اختباء المتهم بمنطقة المساعيد بمدينة العريش، وأنه تم على الفور مداهمة الموقع حيث تم القبض عليه دون أية مقاومة. موضحا أن «التيهي» يعتبر القيادي الأبرز في تنظيم الجهاديين الذي يضم عناصر فلسطينية ومصرية، وهو حتى الآن القيادي الوحيد المعروف، وتم التوصل إليه من خلال اعترافات بعض الذين ألقي القبض عليهم في الحملة الأمنية (نسر) بأنه وراء التفجيرات الأخيرة لخطوط الغاز التي تحمل الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل عبر سيناء.

وأوضح المصدر أن القبض على القيادي بالتنظيم سيحد بشكل كبير من العمليات الإرهابية ضد خط الغاز الطبيعي، إلا أن هناك مخاوف من قيام بعض فلول التنظيم بعمليات انتقامية ردا على اعتقال «التيهي».. بينما قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مجموعة مسلحة تتبع «التيهي» احتلت سطح إحدى العمارات المواجهة لفندق «سويس إن» بالعريش، الكائن قرب مكان القبض عليه، حاملين الأسلحة ومكبرات الصوت عقب ساعات من اعتقاله، وقاموا بإطلاق الرصاص في الهواء وطالبوا برحيل قوات الشرطة والجيش من سيناء لعدم الحاجة إليها، إلا أن قوات الأمن انتقلت على الفور إلى المكان ففرت المجموعة المسلحة بسرعة، فيما تم ضبط خمس قطع أسلحة فوق سطح البناية.

وظهر تنظيم الجهاديين بسيناء عقب ثورة «25 يناير» وأعلن عن نفسه من خلال الهجوم على قسم شرطة ثاني العريش، حيث خرج العشرات من أعضاء التنظيم وهم يحملون الرايات السوداء من منطقة الشيخ زويد حتى وصلوا إلى العريش ونفذوا هجوما مسلحا على قسم الشرطة أسفر عن مقتل ضابطين أحدهما بجهاز الشرطة والآخر بالقوات المسلحة وثلاثة مواطنين بالإضافة إلى إصابة العشرات من رجال الأمن.

ويضم تنظيم الجهاديين، الذي أعلن عن اعتزامه إقامة إمارة إسلامية بسيناء، عناصر مصرية وأخرى فلسطينية نجحت في التسلل إلى الأراضي المصرية عبر الأنفاق الموصلة إلى قطاع غزة. وبعض العناصر التي يضمها التنظيم كانوا من بين المعتقلين على ذمة تفجيرات سيناء التي وقعت بين عامي 2004 و2006 والذين تمكنوا من الفرار خلال أحداث الثورة، بالإضافة إلى عدد من المتشددين إسلاميا داخل سيناء.

وقالت مصادر أمنية بسيناء إنه تم إلقاء القبض أيضا على 15 مطلوبا آخرين يشتبه في تورطهم بتنفيذ الهجمات الإرهابية الأخيرة بسيناء، وأنهم الآن قيد الاستجواب. وأضافت أن المطلوبين تم القبض عليهم خلال الحملة الأمنية التي بدأتها أجهزة الأمن بشمال سيناء عقب تفجير خط الغاز الأخير فجر «الخميس» الماضي.

وكان خط تصدير الغاز لإسرائيل هدفا لهجمات شنها مخربون مجهولون منذ الإطاحة بمبارك في فبراير (شباط) الماضي، غير أن أول هجوم على الخط وقع قبل أيام من الإطاحة به في ثورة شعبية.

من جهة أخرى، أرجأت الدائرة السادسة بمحكمة الإسكندرية للأمور المستعجلة نظر قضية كنيسة القديسين التي تعرضت لتفجير عشية رأس السنة الميلادية الجارية، إلى دور يناير (كانون الثاني) المقبل للسماح للمدعين باستخراج صورة رسمية من التحقيقات في الحادثة من نيابة أمن الدولة العليا. واتهم نظام الرئيس السابق مبارك تنظيم «جيش الإسلام» الفلسطيني بالمسؤولية عن تلك التفجيرات، وهو ما نفاه التنظيم في وقته، فيما أشارت أصابع الاتهام بعد ثورة 25 يناير إلى حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بالمسؤولية عن تدبير الحادث.