تركمان كركوك يخشون تداعيات انسحاب القوات الأميركية

القيادات الأمنية تطمئنهم إلى «السيطرة على الوضع الأمني»

TT

بدد قيادي أمني كردي في قيادة شرطة محافظة كركوك المخاوف التي عبر عنها تركمان المحافظة حول تداعيات انسحاب القوات الأميركية من العراق بنهاية العام الجاري، مؤكدا «أن الوضع تحت السيطرة، وأن القيادة الأمنية بالمحافظة أعدت خططا محكمة للسيطرة على الأوضاع الأمنية ستطبق حال انسحاب القوات الأميركية».

وقال العميد سرحد قادر، قائد شرطة الأقضية والنواحي بقيادة شرطة كركوك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن المناطق المحيطة بمدينة كركوك التي تتبع قيادة شرطة الأقضية والنواحي تتمتع باستقرار أمني أكثر من مركز المدينة، التي يبدو أن الإرهابيين باتوا يركزون هجماتهم عليها، ولدى قيادة شرطة المحافظة خطط أمنية محكمة للسيطرة على الوضع الأمني في عموم مناطقها مع انسحاب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام الجاري». وأضاف قادر: «ما زال هناك نوع من التعاون الأمني بين القوات العراقية والأميركية المتبقية حاليا في العراق، وإن دوريات مشتركة ما زالت تسير لمراقبة وملاحقة الجماعات الإرهابية، وفي الفترة اللاحقة سنركز جهودنا على تدعيم الوضع الأمني داخل مركز كركوك، حيث حصلنا على معلومات من مصادرنا الاستخبارية بأن الجماعات الإرهابية عقدت سلسلة من الاجتماعات، مؤخرا، لبحث عملياتها الإرهابية في المراحل المقبلة، وخصوصا بعد مرحلة الانسحاب الأميركي، ويعتزمون تركيز هجماتهم داخل مدينة كركوك بسبب ما يبررونه بوجود معظم المؤسسات الحكومية هناك، وأن الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة لا تصلح للاختباء لصغر مساحاتها وتكثيف القوات الأمنية لمراقبتها، قياسا إلى مركز المدينة التي يسهل فيها الاختفاء قبل وبعد تنفيذ عملياتهم الإرهابية».

وفي سياق متصل أكد أرشد الصالحي، رئيس الجبهة التركمانية، «أن تركمان كركوك لا يؤيدون انسحاب القوات الأميركية من العراق، لأنه منذ الإعلان عن نية الإدارة الأميركية سحب قواتها من العراق ازدادت وتيرة الأعمال الإرهابية ضد تركمان كركوك وفي عموم مناطقهم السكنية الأخرى في العراق». وقال الصالحي، وهو عضو القائمة العراقية وممثل التركمان في مجلس النواب العراقي: «إن الانسحاب الأميركي من العراق يشكل مخاطر كبيرة وحقيقية على الشعب التركماني، وإن الفراغ الذي سيخلفه انسحاب هذه القوات سيؤثر بشكل كبير على ارتفاع وتيرة أعمال العنف ضد التركمان من قبل الإرهابيين، وخصوصا في المناطق التي تسكنها الغالبية التركمانية مثل كركوك وطوزخورماتو وتلعفر».

ودعا رئيس الجبهة التركمانية إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في أسباب استهداف التركمان، تحديدا، من بين المكونات العراقية الأخرى بالعمليات الإرهابية، من القتل وتفجير مقراتهم في مدينة كركوك، واستمرار عمليات الخطف ضدهم لوضع المعالجات اللازمة لذلك، على ألا يكون هناك أي تدخل من أي جهة كانت في مهام وأعمال هذه اللجنة. وقال الصالحي: «إن التركمان يشعرون اليوم بمخاوف كبيرة ستزداد مع الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق، لأن الوضع الأمني في عموم العراق لم يستتب بعد، وأن القوات الأمنية العراقية غير قادرة على ضبط الأمن والسيطرة عليها في معظم المحافظات العراقية، مما يثير مخاوف السكان بمن فيهم التركمان، تحديدا، لأنهم المستهدفون بالدرجة الأولى بعمليات الإرهابيين».