العاهل الأردني: لو كنت مكان الأسد لاعتزلت السلطة

الملك عبد الله الثاني دعا الرئيس السوري إلى الشروع في مرحلة الحوار السياسي

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني
TT

قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إن على الرئيس السوري، بشار الأسد، أن يبدأ مرحلة سياسية جديدة في بلاده، وقال لو أنه كان في مكانه «لاعتزل» منصبه.

وقال العاهل الأردني في مقابلة أجراها، أمس، مع قناة «بي بي سي» البريطانية ردا على سؤال حول الأجواء السائدة في سوريا حاليا، وما إذا كان افتراضيا يعيش هذا الواقع: «أعتقد أنني كنت سأعتزل»، مضيفا: «ولكن كنت سأتأكد أن الذي سيخلفني لديه القدرة على تغيير الواقع الذي نراه».

وقال العاهل الأردني إن على الرئيس السوري الشروع في مرحلة جديدة من الحوار السياسي لخلو الساحة السورية من العناصر القادرة على تغيير الوضع الراهن. وأوضح الملك عبد الله الثاني قائلا: «لو أن الرئيس بشار يعتزم التنحي، فإنه يجب أن يفعل ذلك بطريقة تضمن تغيير أسلوب تعامل النظام مع شعبه». وأضاف: «إذا تم تغيير شخص بشخص آخر، فسوف نستمر في مشاهدة المزيد مما نراه». ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن تصريحات الملك عبد الله الثاني لقناة «بي بي سي»، لم تأت في سياق دعوة مباشرة وصريحة للرئيس السوري إلى التنحي، وإنما في إطار رده على سؤال حول ما قد يقوم به شخص يمر بنفس الوضع.

وكان العاهل الأردني قد أشار لصحيفة «واشنطن بوست» في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في ما يتصل بالإحداث في سوريا، إلى حرصه «على إبقاء قنوات التواصل مع السوريين مفتوحة وتحدثت مع الرئيس بشار الأسد مرتين خلال الربيع». كما قال في مقابلة لصحيفة «الرأي» الكويتية في 24 أكتوبر إنه لا أحد لديه فكرة حول كيفية التعامل مع ما يحدث هناك، مبينا أن لديه «قلقا كبيرا» تجاه التطورات في سوريا.

وأضاف: «لا أعتقد أنه يوجد أحد في المنطقة وخارجها على دراية بكيفية التعامل مع الحالة السورية»، وقال: «تحدثت مع الرئيس بشار الأسد مرتين، وقد أرسلت رئيس الديوان الملكي لمقابلته لإطلاعه على كيفية محاولة الأردن تنفيذ الإصلاحات السياسية.. نحن لا ندعي بأن أسلوبنا هو الأمثل، ولكن نحاول من خلال الحوار والتواصل».

وأضاف: «نحن حريصون على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة ونراقب بقلق تطور الأمور هناك». وكان الملك عبد الله الثاني قد قال في مقابلة مع إذاعة «إن بي آر» الأميركية في 22 من سبتمبر (أيلول) حول ما يجري في سوريا: «لا أعتقد أن هناك تغيرات كبيرة ستحصل قريبا في سوريا، ولا أحد يستطيع الآن التنبؤ بما سيحصل في الشرق الأوسط، فالأمور تتسارع بشكل كبير والمنطقة تتغير بسرعة».

وكانت السلطات الأردنية قد جهزت مكانا لإقامة مخيم لاستقبال اللاجئين السوريين بالقرب من الحدود الأردنية - السورية بمساحة 20 كيلومترا مربعا، إضافة إلى استقبال نحو 4 آلاف لاجئ سوري يسكنون في المدن القريبة من الحدود، وبخاصة المفرق والرمثا، بالإضافة إلى استضافته أكثر من 70 عسكريا من مختلف الرتب فروا عبر الحدود القريبة من مدينة درعا السورية.

يشار إلى أن الأردن يقيم فيه نحو 30 ألف سوري من أتباع جماعة الإخوان المسلمين السوريين وأفراد عائلاتهم كانوا قد قدموا إلى الأردن في ثمانينات القرن الماضي عندما اجتاحت القوات السورية مدينة حماه شمال سوريا.