السعودية: محامي خلية إرهابية ينسحب من الترافع عنها لتمسك أفرادها بأفكار «القاعدة»

كانت تخطط لمهاجمة مطار إقليمي شمال البلاد بالتنسيق مع جماعة الجهاد الإسلامي

TT

فاجأ محامي خلية تتهمها السلطات السعودية بالتخطيط لمهاجمة مطار إقليمي شمال البلاد، بالتنسيق مع جماعة الجهاد الإسلامي في باكستان، هيئة المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة، بالانسحاب من الترافع عن هذه الخلية، وذلك لتمسك بعض أفرادها بأفكار تنظيم «القاعدة»، وإصرارهم على عدم إبداء الندم على أفعالهم السابقة.

وأعلن المحامي في جلسة الأمس، التي حضرتها «الشرق الأوسط»، انسحابه من الترافع عن الخلية التي كانت تخطط لمهاجمة مطار عرعر الإقليمي، بهجمات انتحارية.

وقال المحامي، لقضاة المحكمة «أعلن الآن قراري بالاعتذار عن هذه القضية برمتها والدفاع عن المتهمين لأسباب تتصل بعدم اقتناع بعض المتهمين بالتراجع عن أفكارهم».

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة قد عقدت أمس، الجلسة السادسة، للنظر في القضية المرفوعة من الادعاء العام في السعودية على 7 متهمين سعوديين، لقيامهم بتكوين خلية إرهابية تسعى لتنفيذ أهداف ومخططات تنظيم القاعدة، والاستعداد للقيام بعمليات إرهابية في الداخل، والتنسيق في ذلك مع عناصر إرهابية خارجية لإمدادهم بالرجال والأسلحة وإنشاء معسكر للتدريب على الأسلحة والقنابل جنوب البلاد.

وقد طلبت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة، حضور 4 من المتهمين في هذه الخلية، ولكن لم يحضر إلا واحد، هو المتهم الثالث، الذي قام بدوره بالطلب من المحكمة توكيل محام جديد للترافع عنه.

وقد حضر في جلسة أمس، محامي الدفاع عن المتهمين (الأول، الثالث، الرابع، الخامس)، ليعلن قراره بالانسحاب عن الترافع في هذه القضية، فيما طلب المتهم الثالث من هيئة المحاكمة مساعدته في توكيل محام جديد من بين 3 أسماء قام بتزويد المحكمة بها.

وتكشفت من وقائع الجلسات المنعقدة لمحاكمة خلية الـ7 الإرهابية، معلومات حول مخطط إرهابي، كان تنظيم القاعدة ينوي من خلاله مهاجمة مطار إقليمي شمال البلاد، بهجمات انتحارية، فيما أفادت المعلومات عن أن «القاعدة» نسقت في هذا الأمر مع جماعة الجهاد الإسلامي في باكستان.

وطبقا للمعلومات المضمنة بلوائح الدعوى، فلقد تكشفت علاقة اليمني خالد الحاج قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي قتلته قوات الأمن السعودية في 15 مارس (آذار) 2004، بالخلية الإرهابية التي تخضع للمحاكمة في الرياض، حيث جرى تواصل بين أحد المتهمين والحاج ليعرض عليه مخطط استهداف مطار عرعر الإقليمي (شمال البلاد).

وقبل ذلك، فتح المتهم الثالث في هذه الخلية قناة تواصل مع شخص باكستاني يدعى عادل مير، كان قد تعرف عليه بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وهو ينتمي لجماعة الجهاد الإسلامي المسؤولة عن العملية التي نفذت ضد فرنسيين في كراتشي عام 2002، ليعرض عليه مخطط استهداف مطار عرعر الإقليمي بهجمات انتحارية، قبل أن يشير إليه الأخير بالاتصال بخالد حاج أحد أهم قيادات «القاعدة» في الجزيرة العربية، وهو ما يؤكد وجود صلات بين «القاعدة» والجهاد الإسلامي.

كان من بين أهداف الخلية الإرهابية، التي تنظر المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض في قضيتها، تنفيذ اغتيالات في صفوف الأجانب، حيث قامت الخلية بإنشاء معسكر تدريبي جنوب السعودية، للتدريب على عمليات الاغتيالات، قبل أن تخطط لواحدة منها كانت تستهدف من خلالها أحد الأجانب العاملين بشركة في مدينة الدمام، لكن هذا المخطط باء بالفشل.

ولم تستطع الخلية الإرهابية التي تخضع للمحاكمة تنفيذ الهجوم الذي كانت تخطط له ضد مطار عرعر الإقليمي، رغم وصول ذلك المخطط لمراحل متقدمة. ولقد بارك خالد الحاج، خلال تواصل أحد أفراد الخلية الإرهابية معه، مخطط مهاجمة المطار الإقليمي، مقترحا عليهم أن يتم عن طريق عمليات انتحارية يقضي بها كافة المنفذين حتى لا يقعوا في قبضة رجال الأمن.

وبينما كانت الخلية الإرهابية، تنتظر الأوامر من حاج، لتنفيذ الهجوم ضد مطار عرعر الإقليمي، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن قائمة تضم 19 مطلوبا، كان اليمني الأخطر في التنظيم من ضمنها، وهو ما جعل الخلية تتراجع عن تنفيذ المخطط.

وتظهر الوقائع أن أفراد الخلية الإرهابية كانوا يتحركون بحذر شديد، لتجنب العين الأمنية، حيث سبق لهم التنقل بين كل من الرياض وعسير والخبر، مستعينين بـ«النقل الجماعي» كوسيلة للوصول إلى المدن السالفة الذكر، لكي لا يقعوا في قبضة نقاط التفتيش التي تنتشر على الطرق السريعة.

وكان ملاحظا أن 3 من أعضاء الخلية الإرهابية سبق لهم السفر إلى أفغانستان، وتلقيهم دورات تدريبية قتالية عالية المستوى، عبر الحصول على دورة في الأسلحة تتضمن الكلاشنيكوف، والسمنوف، والستكا، والبيكا، والآر بي جي، والقرينوف، ودرشكا، وزوكياك، ودورة متفجرات وتضم القنابل اليدوية والألغام والحشوات (سي 4 وسي3 وتي إن تي)، فضلا عن حصول أحد المتهمين على دورة الموضعية وتضم مدفع الهاون 82، ومدفع 75، ومدفع 82 محمول على الكتف.

وتشير المعلومات إلى أن المتهم الثالث سافر في عام 2001 إلى دولة الكويت والتقى بشخص، حيث سافرا سويا بالطائرة إلى إيران ومن هناك توجها بالحافلة إلى قرية (طيباد) وعبرا المنفذ إلى أفغانستان سيرا على الأقدام ولم يتم ختم جوازات سفرهما من قبل حكومة «طالبان الأفغانية» بناء على رغبتهما ثم توجها إلى قندهار وبقيا في مضافة الأنصار.

وبعد أسبوع انتقل الرجلان إلى معسكر الفاروق والتحقا بالدورة التأسيسية التي تشمل اللياقة البدنية والأسلحة من نوع «كلاشنيكوف – وبيكا – ومسدس 9ملم» وبدائيات الطبوغرافيا وتسلق الجبال وقد حضر بن لادن ومعه سليمان أبو غيث إلى المعسكر وألقى محاضرة عن الجهاد والصبر وضرورة الإعداد ووجوب مناصرة الإسلام والمسلمين.

وتكشفت صلة الخلية الإرهابية بخالد حاج من خلال قيام المتهم الثالث بالتواصل معه، حيث عرض عليه المخطط الإرهابي الذي كانوا ينوون تنفيذه ضد مطار عرعر الإقليمي، مبديا للقائد اليمني استعداده والمجموعة التي معه لتنفيذ أي أهداف محددة، غير أن خالد حاج أخبرهم - طبقا للمعلومات - بأنهم مشغولون في أمر آخر، يعتقد بأنه تفجيرات الرياض التي نفذتها «القاعدة» في 12 مايو (أيار) 2003، فيما لم تنفذ الخلية مخططها ضد المطار لانقطاع الاتصالات مع خالد حاج بعد أن أدرجته الداخلية على قائمة تضم 19 مطلوبا أمنيا.