«العدالة والتنمية» يتوقع فوزه بالمرتبة الأولى.. ويحث الناخبين على المشاركة في التصويت

عبد الإله بن كيران: نحن متهيبون من المسؤولية بسبب حجم الفساد الإداري

عبد الاله بن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي في لحظة انتشاء عقب تقديمه البرنامج الانتخابي ( تصوير : عبد اللطيف الصيباري )
TT

عبَّر قيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض عن مخاوف الحزب من تولي رئاسة الحكومة المقبلة بسبب «حجم الفساد في الإدارة المغربية»، وقال إن المهمة (رئاسة الحكومة) ستكون صعبة للغاية. وقال عبد الإله بن كيران إن حزبهم سيفوز في الانتخابات، لكنه أشار إلى أنه متهيب من المسؤولية. وأعلن أن الحزب سيخوض الانتخابات تحت شعار «صوتنا فرصتنا ضد الفساد والاستبداد»، ووجه بن كيران، الذي كان يتحدث أول من أمس، خلال تقديم برنامج الحزب ومرشحيه في لقاء بالرباط، انتقادات لتحالف 8 أحزاب يمينية ويسارية، تعرف في المغرب باسم «تحالف الثمانية»، وبالمقابل لم يتطرق لموقف حزبه من التحالف الآخر الذي يضم 3 أحزاب ويعرف باسم «الكتلة الديمقراطية».

يُشار إلى أن تكهنات في المغرب تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية هو من بين الأحزاب المرشحة للحصول على المرتبة الأولى، بيد أن هذه التكهنات لا تستند إلى استطلاعات علمية حول توجه الناخبين المغاربة، الذين سيدلون بأصواتهم يوم 25 من الشهر الحالي، في انتخابات سابقة لأوانها في ظل الدستور الجديد، وهي انتخابات يراد لها أن تكون مغايرة لسابقاتها، وبالتالي أكثر نزاهة وشفافية. وينص الدستور المغربي الجديد على أن الملك يختار رئيس الحكومة من الحزب الذي سيحتل المرتبة الأولى، حتى إن لم يحصل على الأغلبية.

وقال بن كيران: إن معركة الحزب ستكون ضد عزوف الناخبين عن التصويت. ومضى يقول في هذا الصدد: «سنقول للناس يجب أن تصوتوا، لكن ليس بالرشوة والخوف من السلطة؛ لأنها اليوم لم تعد قادرة على التعسف على المواطنين»، على حد قوله. وقال أيضا إن المغاربة «إذا أرادوا أن يحافظوا على وحدتهم وهويتهم وملكيتهم، عليهم الإقبال على التصويت». وقال بن كيران: «الدولة يجب أن تكون جادة، وتدرك أن المرحلة الماضية انتهت ونحن في عهد جديد»، مشيرا إلى أن شرائح كثيرة تتصل بالحزب الآن معبرة عن عزمها التصويت لصالحه. وعبر عن اعتقاده أن الحزب بات «يمثل الأمل بالنسبة للمغرب، ومطلوب منه إنجاز إصلاحات ضرورية للحفاظ على الاستمرارية».

وجدد بن كيران انتقاداته لحزب الأصالة والمعاصرة (معارضة برلمانية) ووصفه بأنه «حزب مشؤوم»؛ حيث قال: «إنه الحزب الذي شوه الحياة السياسية، ويدعي أنه حزب الملكية»، وزعم أن «الحزب يدفع بترشيح صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية (رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار)، لرئاسة الحكومة المقبلة»، وزاد يقول حول هذا الأمر: «إذا أراد مزوار أن يصبح وزيرا فهذه ليست مشكلة، لكن أن يصبح رئيس حكومة هذا غير مقبول لأنه لا يصلح لهذه المهمة، وسيعود بالمغرب إلى ما كان عليه ولن نتقدم»، على حد تعبيره.

وقال عبد الإله بن كيران إن برنامج حزبه يطرح حلولا للقضايا الأساسية التي تواجهها البلاد، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات لن تكون عادية بل ستكون استثنائية، ويفترض أن تنقذ المغرب من الأزمات.

في سياق آخر، قدم عبد الحق العربي، رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في «العدالة والتنمية»، إيضاحات حول برنامج الحزب ومعطيات عن مرشحيه. وقال إن الحزب قدم مرشحين في 91 دائرة انتخابية (تتراوح مقاعد كل دائرة بين مقعدين و6 مقاعد) ولم يرشح مرشحين في دائرة واحد هي دائرة «أسا الزاك» (في الصحراء) التي لا يوجد فيها حضور للحزب.

وبشأن إدارة الحملة الانتخابية، قال عبد الصمد السكال، نائب المدير المركزي للحملة: «إن حزب العدالة والتنمية له لجنة مركزية تعمل طوال السنة، وبالتالي هي التي تتولى التحضير لكل ما يتعلق بالانتخابات، وعندما تقترب الحملة الانتخابية، ولدواعٍ فنية، تتحول إلى تشكيل الإدارة المركزية للحملة؛ حيث يتفرغ أعضاؤها للحملة، وهي التي تتولى تقديم ملفات الترشيحات وكل ما يتعلق بالحملات الإعلامية والدعم المركزي واللوجيستيكي للمرشحين»، مشيرا إلى أنهم يمولون حملتهم الانتخابية من الدعم الذي تقدمه الدولة للأحزاب، وأوضح في هذا الصدد أن الحزب تسلم القسط الأول من دعم الحزب. يُشار إلى أنه خلال اللقاء احتفى حزب العدالة والتنمية بأعضاء جدد، من أبرزهم: القاضي جعفر حسون، الذي كان قد عزل في وقت سابق بسبب قضية تسريب أخبار لبعض الصحف المحلية، وكان حسون ينوي الترشح باسم «العدالة والتنمية» في مدينة تارودانت في جنوب المغرب، لكن طلبه رُفض، وقررت قيادة الحزب ضمه إلى قيادتها. كما احتفي برجل الأعمال الشاب سمير عبد المولى، مرشح دائرة سيدي قاسم، في غرب المغرب، وكذلك الممثل ياسين احجام، الذي رشح ضمن لائحة الشباب، والعداءة فاطمة الفقير، بطلة المغرب في مسافة 400 متر حواجز، وهي أستاذة في العلوم الرياضية، وأعلنت انضمامها للحزب قبل أيام.

وفي الدار البيضاء، عبر قياديون في حزب العدالة والتنمية عن اعتقادهم أن تحالف الأحزاب الثمانية الذي يطلق عليه «تحالف من أجل الديمقراطية»، ويضم أحزابا من اليمين واليسار، قد تأسس لمناهضة حزبهم، وقال جامع المعتصم: إن هذا التحالف الغرض منه العمل ضد حزب العدالة والتنمية.

وفي موضوع آخر، قالت بسيمة الحقاوي، التي تترأس لائحة نساء حزب العدالة والتنمية: إن الرهان الحقيقي هو إقبال الناخبين على التصويت في يوم الاقتراع. وأشارت إلى أن هذا الأمر بمثابة امتحان للشعب المغربي، وإذا لم يقبل على التصويت سيعني ذلك «الرسوب»، على حد تعبيرها.