صحافي إسرائيلي بارز: نتنياهو كذاب مزمن ويقود إسرائيل إلى الهاوية

ليبرمان: إقامة دولة فلسطينية تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط برمته

أفيغدور ليبرمان (أ.ب)
TT

في الوقت الذي جددت فيه الرباعية الدولية جهودها لاستئناف مفاوضات السلام، أكد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، صراحة، رفضه المبدئي لإقامة دولة فلسطينية، وقال إن مثل هذه الدولة سوف تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط برمته. وإن الفلسطينيين لن يكتفوا بأن تقوم على حدود 1967، وسيطرحون فكرة تشكيل حكم ذاتي للمواطنين العرب في شمالي إسرائيل (فلسطينيي 48).

وكان ليبرمان يتكلم أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، التي طلبت منه إعطاء تقويم للأوضاع في المنطقة على أثر الجمود في المسيرة السلمية. وقد هاجم أعضاء الكنيست من المعارضة سياسة الحكومة، وقالوا إنها تقود إسرائيل إلى عزلة دولية خانقة. وقال رئيس اللجنة، شاؤول موفاز، وهو من حزب «كاديما» المعارض، إن «سياسة الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، هي سياسة كارثية، وتعيد إسرائيل سنين طويلة إلى الوراء وتفقدها العديد من إنجازاتها الدولية، وتدفعها بقوة إلى دولة ثنائية القومية، وتقضي على طابعها كدولة يهودية ديمقراطية». وأضاف موفاز، الذي شغل في الماضي منصب رئيس أركان الجيش ووزير للدفاع، إن: «هناك زلزالا يحدث من حولنا - يقصد أحداث ما يعرف بـ(الربيع العربي) - وبدلا من أن تستغل الحكومة الأوضاع وتقيم أفضل علاقات مع السلطة الفلسطينية من أجل بناء علاقات سلام، تضع حدا للصراع وتقيم دولة تعيش بجيرة حسنة مع إسرائيل، نرى الثنائي نتنياهو - ليبرمان، يدير حملة ضد السلطة الفلسطينية، ويتسبب في أزمة مع الأردن، ولا يفلح في حماية السلام مع مصر».

وحذر موفاز من انتهاء الحلم الصهيوني تحت هذه القيادة. وقال إن آباء الصهيونية أرادوها دولة يهودية مميزة، قوية وديمقراطية تعيش بسلام مع الجيران، وأنتم تهدمون هذا الحلم وتقضون على الإنجازات التي تحققت لتحقيقه.

ورد ليبرمان على هذه الاتهامات قائلا، إن «إسرائيل لا تعيش عزلة دولية، بل بالعكس، هناك دول عديدة تغير من مواقفها ضدنا. ففي الماضي كانت الولايات المتحدة ومكدونيزيا تصوتان إلى جانب إسرائيل، واليوم تجد 14 دولة تصوت مع إسرائيل حتى في منظمة مثل اليونسكو. ومن يرى أن الفلسطينيين يحققون المكاسب في الساحة الدولية، فإنما هو واهم مثلهم. فالحقيقة أن النصر الذي حققوه، عندما قبلتهم اليونسكو عضوا كاملا، يرتد عليهم وعلى اليونسكو نفسها، فها هو العالم يعاقبهم على خطوتهم أحادية الجانب، والعديد من الدول تدير لهم ظهرها من دون جهد خاص من طرفنا».

ونفى ليبرمان أن تكون هناك أزمات مع مصر والأردن. وقال إن السفير الأردني في تل أبيب سيعود قريبا، والعلاقات مع مصر تتخذ منحى إيجابيا. وراح ليبرمان يحذر القوى اليمينية المتطرفة في إسرائيل، التي تدعو إلى تحويل الأردن إلى دولة فلسطينية، وقال إن هذا توجه خاطئ ومضر في مصالح إسرائيل والأردن والفلسطينيين على السواء. ولكنه في الوقت نفسه رفض فكرة الدولة الفلسطينية. وقال إن «هناك من يعمي عينيه عن رؤية الأخطار في قيام دولة كهذه في الوقت الحاضر، لكن هذا لا يغير من حقيقة أن دولة كهذه لن تحقق لإسرائيل شيئا، بل توسع حلقة الأخطار على حدودها. فإذا كان هناك خطر من الأردن، فإن إسرائيل (تجلس) اليوم على طول النهر ولو كانت هناك دولة فلسطينية لاقترب الخطر إلى تل أبيب».

وقد أثار أداء الحكومة في المجال السياسي المحرر السياسي لصحيفة «هآرتس»، عكيفا إلدار. فكتب مقالا حادا قال فيه، إن نتنياهو الذي يحكم إسرائيل اليوم، كذاب ومخادع، «بل لو كان القانون الإسرائيلي يحاكم القادة الذين يسعون لتحقيق المكاسب بالخداع، لكان نتنياهو يجلس في السجن قبل الرئيس موشيه قصاب (الذي حكم بالسجن سبع سنوات بعد إدانته بتهمة اغتصاب إحدى موظفاته والاعتداء الجنسي على اثنتين أخريين)».

وكتب إلدار، إن نتنياهو يحاول تدمير النهج الديمقراطي في إسرائيل ليسكت معارضيه، ويستغل مكانته لتضليل المجتمع الإسرائيلي على طريق العزلة السياسية، التي ستعقبها عزلة اقتصادية. وهو يقود إسرائيل إلى حرب إقليمية شاملة، وإلى سياسة فصل عنصري ضد الفلسطينيين (أبرتهايد). ويقول: «من يعتقد أنني أبالغ، عليه أن ينظر حوله ويرى كيف يعرقل نتنياهو المسيرة السلمية». ويذكر إلدار بتاريخ نتنياهو وكيف كان يتباهى بأنه خدع الرئيس الأميركي، بيل كلينتون، في حينه (فترة حكمه الأولى ما بين 1996 و1999)، عندما اشترط للانسحاب من الخليل، تأييدا أميركيا لطلبه إبقاء قوات إسرائيلية في غور الأردن (وهو المطلب الذي طرحه نتنياهو في آخر لقاء له مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس).

وكشف إلدار أن نتنياهو تباهى خلال لقاء مع قيادة المستوطنين في الخليل، بأنه فرض على الأرض عددا من الوقائع لتدمير اتفاقيات أوسلو، وكيف يواصل هذه المسيرة بشكل منهجي. وقال إن تصريح الرئيس الفرنسي بأن نتنياهو كذاب ورد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه يعاني من نتنياهو يوميا، لم يكونا مجرد زلة لسان من كل منهما، بل هو الرأي السائد لدى زعماء العالم. وأضاف عليه تصريحات إنجيلا ميركل، التي قالتها بصراحة لنتنياهو نفسه: «لقد خيبت أملنا، لم تقدم على خطوة واحدة لدفع عملية السلام».

واختتم إلدار قائلا: «إن زعماء العالم لا يصدقون نتنياهو، حتى عندما يتحدث عن الخطر النووي الإيراني، ويعتقدون أن كل الضجيج الذي يحدثه حول هذه المسألة، هو محاولة لكي يبعد عنه (خطر السلام)، وليس فيه شيء من القلق على نتائج التسلح الإيراني».

من الجدير ذكره، أن ليبرمان تحدث في لقائه مع اللجنة البرلمانية، ضد توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران. وقال إن مشكلة التسلح النووي الإيراني هي مشكلة العالم أجمع وليست مشكلة إسرائيل وحدها.