المجلس الوطني يحمل لجامعة الدول العربية خطة عمل متكاملة للمرحلة الانتقالية

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: نتوقع اعترافا عربيا خلال أيام.. على أن نتسلم سفارات سوريا لاحقا

TT

يحمل المجلس الوطني السوري للاجتماع الذي دعت إليه جامعة الدول العربية القوى المعارضة السورية، كما يؤكد أعضاؤه، خطة عمل متكاملة للمرحلة الانتقالية تم إعدادها في وقت سابق، وعملت على إجراء تعديلات عليها مؤخرا الأمانة العامة للمجلس ومكتبه التنفيذي، علما بأن الرؤى الأساسية فيها تم طرحها في البيان السياسي للمجلس الوطني عند الإعلان عن تشكيله.

وبالتزامن، يعد المجلس الوطني الشهر المقبل، وكما يكشف عنه عضو الأمانة العامة نجيب الغضبان لـ«لقاء عمل لطرح رؤية المجلس للمرحلة الانتقالية وبتفاصيلها من المبادئ الدستورية التي سيتم اعتمادها إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي وغيره»، لافتا في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه «تم الإعداد لهذا اللقاء قبل قرارات الجامعة العربية بهدف إقناع المشككين بأن هناك بديلا جاهزا عن النظام الحالي، يملك رؤية مفصلة للمرحلة المقبلة».

بدوره، كشف عضو المجلس، محمد سرميني، عن أن «ما سيتم عرضه على الممثلين عن جامعة الدول العربية خارطة طريق واضحة للمرحلة الانتقالية»، مشيرا إلى أن «المجلس سيسعى كذلك وفي الاجتماع عينه لإقناع بقية قوى المعارضة للانضمام لكنفه باعتباره البديل السياسي عن النظام»، متوقعا ألا تؤخر «الخلافات في وجهات النظر بين قوى المعارضة السورية الانتقال إلى المرحلة الجديدة، باعتبار أن كل القوى متوافقة على وجوب رحيل هذا النظام»، مذكرا بأن «المرحلة الانتقالية ستكون محدودة على أن يختار الشعب السوري في وقت لاحق ممثليه».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أعلن سرميني عن أن المجلس «تلقى مؤخرا وعودا جدية بالاعتراف به كممثل شرعي للشارع السوري»، وقال: «نتوقع اعترافا عربيا بالمجلس خلال أيام وهو ما سيكون له تبعات أبرزها تسلم المجلس السفارات السورية». كما توقع سرميني أن تقوم الجامعة العربية بـ«مبادرة جديدة بعد نجاحها في مهمتها الأخيرة، من خلال التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد على كيفية تسليم السلطة لقوى المعارضة».

بدوره، قال نجيب الغضبان: «أولويتنا الحالية وقف القتل وتأمين حماية دولية للمدنيين خاصة بعد إعلان تركيا استعدادها للتعاون لإقامة منطقة آمنة للمدنيين وهو ما كان يطالب به المجلس الوطني باستمرار»، لافتا إلى أن «البحث سيتم مع الجامعة العربية على الطريقة المثلى للتوصل إلى انتقال سلمي للسلطة بأقل تكاليف ممكنة».

وفيما أعرب الغضبان عن «استعداد أعضاء المجلس للاستماع لطروحات الجامعة العربية ولباقي قوى المعارضة حول المرحلة الانتقالية ليتم التوافق بعدها على برنامج موحد للمرحلة»، لفت إلى أن «البحث في التفاصيل والآليات سيتم تباعا خلال الأيام المقبلة».

وعن إمكانية أن يشكل مجلس الأمن جسر العبور للمرحلة الانتقالية، قال الغضبان: «أي تحرك دولي حاليا نعتبره مهما جدا وأساسيا خاصة أنه بات يتمتع بغطاء عربي مما يجعله أكثر فعالية»، لافتا إلى أن «المجلس سيضغط حاليا باتجاه روسيا للجوء بعدها مجددا إلى مجلس الأمن»، كاشفا عن أن «وفدا من المجلس سيلتقي اليوم وزير الخارجية الروسي سعيا لإيصال وجهة نظر المعارضة بتفاصيلها».

وأوضح الغضبان أن «من أبرز التحديات التي تواجه المجلس اليوم، سعيه للتوافق مع باقي قوى المعارضة على خطة عمل المرحلة المقبلة»، وقال: «الخلاف الذي يتم الحديث عنه بيننا وبين هيئة التنسيق الوطنية مبالغ فيه لكونه انطلق في المرحلة الماضية من رفض الهيئة التدخل الخارجي في الشأن السوري، ولكن اليوم وبعد إمعان النظام في إجرامه وضربه بكل المبادرات عرض الحائط باتت وجهة نظر المعارضة ككل متوافقة على وجوب وضع حد له من خلال إسقاط النظام».