مغتربون سوريون يسعون لإطلاق «قافلة الحرية إلى سوريا» لكسر الحصار الإعلامي ودعم الشعب السوري

أحد المنظمين لـ «الشرق الأوسط»: نتواصل مع تركيا والأردن للانطلاق منهما

TT

تنكبّ مجموعة من الناشطين السوريين في بلاد الاغتراب على الإعداد لتسيير موكب يضم إعلاميين وحقوقيين وممثلي منظمات دولية ولجان طبية تحت عنوان «قافلة الحرية»، على أن تنطلق من الأراضي التركية والأردنية باتجاه الداخل السوري، وذلك في مبادرة تهدف لكسر الحصار الذي يفرضه النظام السوري على وسائل الإعلام ولدعم الشعب السوري في معاناته المستمرة منذ بداية الانتفاضة السورية، منتصف شهر مارس (آذار) الفائت.

وفيما كشف أحد منظمي المشروع لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الجهد يتركز حاليا على التواصل مع السلطات التركية والأردنية، من أجل الحصول على إذن رسمي، باعتبار أن البلدين سيشكلان نقطة انطلاق للقافلة باتجاه سوريا»، دعا القيمون على المشروع، في رسالة خاصة يتم تناقلها عبر البريد الإلكتروني وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، السوريين «المغتربين والمبعدين في كل أصقاع العالم للعمل على تنفيذ الاعتصام على الحدود والدخول إلى سوريا إذا أمكن الأمر مع الطواقم الإعلامية والحقوقية والطبية لخرق الحصار المفروض على بلدنا الحبيب ومشاركة إخوتنا هذه الثورة العظيمة وتوثيق عذاباتهم وآلامهم المريرة التي تكبدوها ولا يزالون على أرض الواقع».

ويهدف القيميون على هذا المشروع، الذي لا يزال قيد الإنشاء، وفق ما ورد في مجموعة أنشئت حديثا على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعنوان «قافلة الحرية إلى سوريا»، وتضم ناشطين سوريين بأسمائهم الحقيقية باعتبار أنهم يقيمون في الخارج، إلى الحشد لـ«تأييد ثورة شعب عريق واحتجاجا على القمع والوحشية وكبت الحريات التي يجابه بها النظام الحاكم في سوريا هذا الشعب الأعزل إلا من الإيمان والعزيمة».

ولا تنحصر الدعوة للمشاركة في «قافلة الحرية إلى سوريا» على السوريين فحسب، إذ يراهن مطلقو المشروع على تأمين حشد كبير، من خلال التواصل مع أكبر عدد من وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان واللجان الطبية وشخصيات سياسية وأدبية وفنية من كافة أنحاء العالم من سوريين وعرب وأجانب. وورد في رسالة الدعوة أن «المشاركة مفتوحة لكل من يستطيع ذلك ولا حرج لمن يرفضها أو يشعر بأنها مجازفة، ومع ذلك فإن من لديه مخاوف بإمكانه البقاء معتصما على الحدود».

وكتب أحد الناشطين السوريين على حائط مجموعة «قافلة الحرية» على «فيس بوك»: «نحن أمام شجرة معمرة من الظلم والطغيان عمرها أربعون عاما.. ربما فأس صغير كحملتنا ليست كفيلة بإسقاط النظام.. ولكن أكثر من فأس ومن أكثر من جهة كفيلة بإضعاف هذه الشجرة حتى تميل شيئا فشيئا وتقع.. أنا لي كل الفخر أن أحمل فأسا وألقي بضربتي».

واستبق القيمون على المشروع تخوف الناشطين السوريين من المشاركة في القافلة بالإشارة إلى أن «أغلبنا بات مطلوبا للأمن السوري وبيننا شباب وناشطون مطلوبون منذ زمن بعيد، ولكن بالأساس من يود المشاركة في مثل هذه القافلة سيكون مطلوبا، وبالتالي فإن امتناع البعض عن عدم المشاركة بحجة أنه مطلوب ليس مبررا مقبولا»، مذكرين بأن «المتظاهرين في سوريا لم ينتظروا موافقة السلطات السورية وجلهم بات مطلوبا لأمن النظام ومخابراته».

تجدر الإشارة إلى أن 419 ناشطا أعلنوا حتى أمس نيتهم المشاركة في «قافلة الحرية»، وفق ما ورد على الصفحة الخاصة بالمجموعة على «فيس بوك» في حين أن أكثر من 2700 شخص تمّت دعوتهم لم يجيبوا بعد.