انفجار إيران الغامض: طهران تنفي أنه مدبر وتعلن أنه عطّل برنامجا خاصا بسلاح ضد إسرائيل

تقارير غربية عن أنه أبعد من أن يكون عرضيا وأن لإسرائيل يدا فيه

صورة أرشيفية تعود للعام 2007 تظهر صاروخ أميركي من نوع «بي 2» (أ.ف.ب)
TT

يلف الغموض أسباب الانفجار الدامي الذي هز قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني قرب طهران مطلع الأسبوع الحالي، ويثير إصرار إيران على أن الأسباب عرضية الكثير من التكهنات والنظريات بأن الحادث بخلاف ذلك، أي أنه أبعد من أن يكون مجرد انفجار في مخزن ذخيرة وأنه مدبر بشكل ما من قبل جهات خارجية.

والانفجار كان من القوة بحيث هز العاصمة الإيرانية بشدة حتى ظن السكان أنه هزة أرضية، بينما اعتقد آخرون على الفور بأنه جراء ضربة عسكرية استهدفت إحدى منشآت إيران النووية في ظل تهديد إسرائيل بشن ضربة عسكرية بسبب برنامج إيران النووي العسكري. وأسفر الانفجار عن مقتل 17 من أفراد الحرس الثوري الإيراني، بينهم قائد بارز.

وبينما تم تشييع جثامين 8 من قتلى الانفجار، أصدر المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي بيانا أعرب فيه عن تعازيه بمقتل «عدد من كوادر مؤسسة جهاد الاكتفاء الذاتي التابعة لحرس الثورة، وخصوصا اللواء حسن مقدم في حادث انفجار مستودع للعتاد».

وبقيت الشكوك تحوم حول الخيار الثاني، وما عززها تأكيد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية أمس أن الانفجار وقع أثناء قيام الحرس الثوري بعمل برنامج بحثي خاص بالسلاح يستخدم ضد إسرائيل. وقال الجنرال حسن فيرزو أبادي: «وقع الحادث أثناء برنامج بحثي سيكون بمثابة ضربة شديدة على فم نظام إسرائيل». ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن الجنرال قوله إنه بسبب الحادث «توقف البرنامج مؤقتا، ولكن سيعود مجددا قريبا».

ولم يذكر الجنرال تفاصيل عن البرنامج والأسلحة قيد البحث، ولكنه استبعد وقوف إسرائيل أو الولايات المتحدة وراء الانفجار. ونفى رئيس البرلمان الإيراني أيضا أمس تكهنات بأن إسرائيل وراء الانفجار.

وقال علي لاريجاني لوكالة أنباء «فارس»: «ما يقوله الأعداء بشأن الحادث الذي وقع في قاعدة الحرس الثوري الإيراني هو نسج خيال، ولذا ليس له أي أهمية».

وكانت مجلة «تايم» قد نقلت عن مسؤول استخباراتي غربي تكهنه بأن إسرائيل وراء الانفجار في مستودع ذخيرة في قاعدة مالارد وشهريار غرب طهران. كما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية واسعة الانتشار إلى أن الجنرال حسن طهراني مقدم، وهو قائد بارز ورئيس وحدة الأبحاث اللوجيستية في الحرس الثوري، لقي حتفه في الانفجار. ووصفت الصحيفة مقدم بأنه «أبو (الصاروخ) شهاب»، وقالت إن مقتله يعد بمثابة ضربة لبرنامج الصواريخ في إيران.

وتردد أن صاروخَي «شهاب - 3» و«زلزال» لديهما المدى الكافي للوصول إلى أي جزء من إسرائيل.

وبينما أشاد لاريجاني بمقدم ووصفه بأنه من «القيادات الساطعة في الحرس الثوري الإيراني»، قال إن «هناك عشرات الآلاف الذين سوف يواصلون مسيرة الشهيد مقدم».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد رد في وقت سابق على سؤال من راديو الجيش الإسرائيلي عن حجم الأضرار التي أحدثها الانفجار، قائلا إنه لا يعرف، لكنه أضاف: «فليكن هناك الكثير من مثل هذا».

وفي مقابلة مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، قال سيلبرستاين إن «الموساد» نفذ هذه العملية في قاعدة الصواريخ التابعة للحرس الجمهوري الإيراني قرب طهران، بواسطة منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة، وإنها واحدة من سلسلة عمليات إرهابية ناجحة تقدم عليها إسرائيل في إيران، بينها اغتيال عدد من علماء الذرة الإيرانيين وزرع الفيروسات الهدامة في حواسيب الدوائر العسكرية الإيرانية التي تطور السلاح النووي.

وبحسب بيان لمنظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه فقد «أمر خامنئي بذعر وبتسرع، مقدم، بوصفه أعلى مسؤول لصواريخ النظام، أن ينقل الصواريخ على وجه السرعة إلى أماكن أخرى، وقبل يومين من هذه الانفجارات هدد خامنئي في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) في جامعة ضباط الملالي، الولايات المتحدة وحلفاءها (بأن يستعدوا لتلقي صفعة قوية بيد من حديد)».

وأضاف البيان أن العقيد مقدم التحق قبل ثلاثين عاما بالقوة الصاروخية لقوات الحرس، وفي عام 1985 تولى قيادة القوة، وقد حضر دورات متعددة للتدريب الصاروخي في الصين وكوريا الشمالية وتولى قيادة الهجمات الصاروخية للنظام الإيراني على معسكر أشرف في نوفمبر 1994 ويونيو (حزيران) 1999 وأبريل (نيسان) 2001. وأنه قبل 5 سنوات شغل مقدم منصب «المدير التنفيذي لمنظمة جهاد الاكتفاء الذاتي لقوات حرس الثورة الإسلامية»، وهو الاسم المستعار للأقسام الصاروخية والنووية لوزارة الدفاع الإيرانية.