مستشار خامنئي: استبدال النظام البرلماني بالرئاسي نظرية تحتاج إلى دراسة

لاريجاني: سنشهد رئيسا واحدا على الأقل بعد أحمدي نجاد.. ونأخذ التهديدات الإسرائيلية بجد

TT

قال مسؤول إيراني بارز إن إيران، التي اقترح زعيمها الأعلى آية الله علي خامنئي إلغاء منصب الرئيس المنتخب بشكل مباشر، ستشهد على الأرجح رئيسا واحدا على الأقل بعد الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. كما استبعد محمد جواد لاريجاني مستشار خامنئي للشؤون الخارجية أي هجوم إسرائيلي وشيك على منشآت إيران النووية، إلا أنه أكد في مقابلة أجراها في نيويورك أن طهران تأخذ على محمل الجد «التهديدات» بتدخل عسكري ضد تلك المنشآت، مشددا على أن طهران «مستعدة لمواجهة أي تحد».

وأكد لاريجاني أن فكرة خامنئي باستبدال النظام البرلماني بالنظام الرئاسي الحالي، «ما زالت قيد البحث»، في إطار مراجعة دورية للدستور.

وأفاد محمد جواد لاريجاني مستشار خامنئي للشؤون الخارجية أن الاقتراح «يحتاج لدراسة» وأنه قد تمر سنوات قبل سن قانون بشأنه وعرضه على البرلمان وطرحه في استفتاء عام. وقال منتقدون للفكرة إن من شأنها إضعاف النموذج الديمقراطي الإيراني وجعل الطابع الإسلامي يطغى على الجمهوري. وقال لاريجاني متحدثا بالإنجليزية لوكالة «رويترز»: «لا أعتقد أن ذلك سيحدث في السنوات الخمس أو الست المقبلة»، وأضاف: «على الأقل سيكون لدينا رئيس مقبل بالتأكيد.. ولكني لا أعرف ربما يأتي رئيس واحد وربما يأتي اثنان».

واستبعد أحمدي نجاد فكرة إنهاء الرئاسة باعتبارها فكرة «نظرية»، وكان قد تولى الرئاسة عام 2005 محولا إيران إلى التيار اليميني بعد ثمانية أعوام من حكم محمد خاتمي الإصلاحي.

وشابت فوزه بفترة ولاية ثانية في انتخابات عام 2009 مزاعم عن حدوث تزوير، مما أدخل إيران في أسوأ أزمة سياسية منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وواجه أحمدي نجاد أوقاتا صعبة في العامين الماضيين بسبب رفض البرلمان المحافظ عددا من ترشيحاته لمناصب وزارية مهمة وتعطيله مشروعات قوانين اقترحتها الحكومة.

لكن لاريجاني، وهو شقيق رئيس البرلمان على لاريجاني، رفض افتراضات بوجود خلاف كبير بين أحمدي نجاد وخامنئي. وقال: «لا أعتقد أن هذا حقيقي.. قد يكون هناك خلاف في وجهات النظر بخصوص أمر أو آخر وهذا طبيعي».

ويرأس لاريجاني المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في إيران وهو مجلس يقدم المشورة لرئيس السلطة القضائية، ويرأس معهدا للفيزياء والرياضيات. وهو شقيق علي لاريجاني رئيس البرلمان. ويزور لاريجاني نيويورك حاليا قبيل تصويت مقرر في لجنة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين أوضاع حقوق الإنسان في إيران.

واستبعد لاريجاني ضربة عسكرية إسرائيلية وشيكة لإيران على الرغم من تكهنات في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن إسرائيل ربما تدرس شن هجوم.

وترفض إسرائيل منذ وقت طويل استبعاد رد عسكري على برنامج إيران النووي. وكانت إسرائيل هاجمت موقعا نوويا مشتبها به في سوريا في عام 2007 وفي عام 1981 دمرت مفاعلا نوويا في العراق قبيل موعد بدء تشغيله.

وسئل لاريجاني هل يخشى ضربة إسرائيلية محتملة، فرد بقوله: «إذا كنت تعني أننا يجب أن نكون على حذر من أي هجوم عسكري محتمل على أرضنا، فنعم»، واستدرك بقوله: «ولكن إن كنت تسألني هل أي عمل عسكري ضد إيران وشيك من أي جانب، فأقول إني لا أتوقع ذلك».

ومع تفاقم التوتر بخصوص الملف النووي الإيراني، شدد لاريجاني على أن بلاده لن تتخلى قط عن حقها في التكنولوجيا النووية. وأضاف في تصريحات منفصلة: «لا يأخذ المسؤولون أي تهديد لإيران باستخفاف. إننا جاهزون تماما لمواجهة أي تحد». وقال إن شن ضربات عسكرية ضد إيران سيكون «حماقة كبرى». وتطرق كذلك إلى مسألة اغتيال علماء إيرانيين خبراء في المجال النووي والتي تتهم إيران إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف خلفها. وقال: «اقتلوا عالمين وسيتسلم المئات غيرهم الشعلة. اضربوا موقعا وسيبنى غيره»، وتابع: «إننا فخورون جدا بامتلاك هذه التكنولوجيا وهذه العلوم (النووية). إننا فخورون بأننا الأوائل في المنطقة. لا أحد يمكنه أن يجرد إيران من قدراتها».

وكرر لاريجاني اتهام إسرائيل بالوقوف «بالتعاون مع الولايات المتحدة» خلف اغتيال عالمين إيرانيين نوويين في يناير (كانون الثاني) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2010 هما مسعود علي محمدي ومجيد شهرياري. وردا على سؤال حول الانفجار الذي وقع السبت في قاعدة عسكرية قرب طهران وقضى فيه خصوصا مؤسس القوات البالستية في الحرس الثوري الإيراني، أجاب لاريجاني أن العناصر الأولية توحي بأن الأمر حادث عرضي وقد فتح تحقيق فيه.

وأعلن لاريجاني استعداد طهران لإشراك الدول المجاورة في ما لديها من تكنولوجيا نووية، ملمحا إلى إمكان مساعدة تركيا في بناء محطة للطاقة النووية. وقال: «إيران اكتسبت معرفة نووية وقدرة تكنولوجية متطورة، ونحن مستعدون تماما لمشاطرة الدول المجاورة فيها»، وأضاف: «تحاول تركيا منذ سنوات إقامة محطة للطاقة النووية، لكن ما من دولة في الغرب مستعدة لبناء تلك المحطة لها. ويصدق هذا على (الجيران) العرب في المنطقة». ويذكر أن مسؤولا تركيا نفى لاحقا رغبة بلاده في التعاون مع طهران في المجال النووي.

إلى ذلك، قال لاريجاني حول الأوضاع في سوريا، إن موقف طهران من الحملة على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية هناك مختلف عن موقف تركيا، التي انتقدت بشدة الحملة، وأوضح: «خير سبيل هو ترك الشأن السوري للسوريين أنفسهم. ونحن نرفض التدخل الدولي في هذا الشأن». واتهم الولايات المتحدة وبلدانا غربية أخرى بمساندة المعارضة في سوريا بالأسلحة، وهو اتهام وجهته أيضا دمشق إلى واشنطن وحلفائها.

ورفض لاريجاني الاتهامات السعودية بأن إيران تحرض على الاضطرابات في البحرين، وكرر نفي طهران الاتهامات الأميركية والسعودية الشهر الماضي بأن طهران مسؤولة عن مؤامرة اغتيال سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير.