الإمارات تعتبر عرض طائرات «رافال» الحربية غير عملي

الشركة الفرنسية تؤكد استمرار المفاوضات

TT

اصطدمت صفقة فرنسية منتظرة لشركة «داسو» لبيع 60 طائرة حربية على الأقل للإمارات العربية المتحدة بعقبة جديدة أمس، عندما قال ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إن الشروط «غير تنافسية وغير عملية».

وخيمت الشكوك على الصفقة في وقت سابق هذا الأسبوع، عندما بات واضحا أن الإمارات طلبت تفاصيل عن طائرة «تايفون» المنافسة التي ينتجها كونسورتيوم «يوروفايتر». وقال ولي عهد أبوظبي في بيان إن فرنسا لم يكن بوسعها عمل المزيد دبلوماسيا وسياسيا لتأمين صفقة «رافال»، مضيفا أن التدخل الشخصي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في هذه العملية أبقى شركة «داسو» في مقدمة الاهتمامات. وأضاف أن «داسو»: «للأسف لا تدرك في ما يبدو أن كل الإرادة الدبلوماسية والسياسية في العالم لا يمكنها التغلب على شروط تجارية غير تنافسية وغير عملية».

وعلى الرغم من أن شركة «داسو» لم ترد رسميا على هذه الأنباء، فقد نقلت وكالة «رويترز» من مجرى المفاوضات أنها «مستمرة ولم تفشل.. هذا جزء من عملية التفاوض. الإمارات العربية المتحدة تحاول ضم مقاتلات (يوروفايتر) للتفاوض على السعر».

وأنحى مصدر حكومي مطلع على الصفقة باللائمة في الجمود الحالي على «غطرسة» شركة «داسو» رغم قول مسؤولين عسكريين فرنسيين إنهم كانوا واثقين بشأن تأمين الصفقة ويأملون في وضع اللمسات النهائية لبيع الطائرات في معرض دبي الجوي. وقال المصدر «توجد مشاعر استياء مشتركة في قيادة الإمارات والقيادة الفرنسية بسبب غطرسة (داسو)». وأضاف «بدلا من استخدام قوة العلاقات الثنائية لإتمام الصفقة يحاولون استخدامها في التمسك بالأسعار، وشروط الصفقة لم تتغير على مدى أكثر من عام، وتم الحصول على أفضل منها من كل المنافسين».

وعبرت فرنسا في وقت سابق هذا الأسبوع عن ثقتها في إبرام صفقة تصدير لطائرات «رافال»، إذ قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إن باريس ما زالت في المرحلة النهائية من المحادثات. وأبلغ قائد القوات الجوية الفرنسية الجنرال جان بول بالوميرو، وكالة «رويترز»، بأن القوات الجوية للإمارات «كانت حريصة للغاية للحصول على طائرات (رافال)».

لكن بعد ظهور أنباء الطائرات من طراز «يوروفايتر» بدا أن الصفقة أصبحت مفتوحة أمام منافسة أكبر تشمل الطائرات التي تصنعها شركة «بوينغ». وقالت الشركة إنها أطلعت مسؤولين إماراتيين في الآونة الأخيرة على طائراتها المقاتلة من طراز «إف 15» و«إف 18». وقال نائب رئيس تطوير الأعمال الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بمؤسسة «ديفينس سبيس آند سيكيورتي» بول أوليفر، لوكالة «رويترز» في مقابلة «قدمنا من خلال الحكومة الأميركية معلومات بشأن هذه الطائرات. وكنا نقدم معلومات من وقت لآخر على مدى العام».

وتكافح فرنسا لتأمين مشتر أجنبي لطائرات «رافال» الأكثر تطورا من الجيل الرابع للطائرات المقاتلة، لكنها تتخلف عن الجيل الخامس للمقاتلة المتعددة المهام مثل «إف 35 لايتنينغ 2» التي تصنعها شركة «لوكهيد». وقالت مصادر في صناعة الطائرات إن الإمارات طلبت تحديث محركات الطائرة وزيادة قوة المحركات وتزويدها بأجهزة رادار أفضل، لكن بالوميرو قال إن مسؤولي الإمارات راضون عن الطائرة. وتم استخدام الطائرات الحربية «رافال» و«تايفون» في ليبيا أثناء عمليات حلف شمال الأطلسي التي ساعدت في الإطاحة بالعقيد الليبي السابق معمر القذافي.