طائرات أميركية من دون طيار تقتل 18 من مقاتلي طالبان في المناطق القبلية الباكستانية

أطلقت 10 صواريخ أصابت مجمعا ضخما في منطقة «بابر غار» جنوب وزيرستان

TT

ذكر مسؤولون محليون أن طائرات أميركية من دون طيار أطلقت أمس صواريخ على قاعدة تابعة لطالبان في باكستان مما أسفر عن مقتل ما بين 15 و18 مقاتلا في المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لأفغانستان.

وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون أن ما يصل إلى 10 صواريخ أصابت مجمعا ضخما في منطقة بابر غار بجنوب وزيرستان مما أسفر عن مقتل ما بين 15 و18 مسلحا تردد أن معظمهم كانوا من المقاتلين المحليين من طالبان.

وقال أحد المسؤولين لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 5 طائرات أميركية من دون طيار نفذت الهجوم، الذي يعد الأعنف من نوعه والذي تنفذه الطائرات الأميركية منذ 3 أشهر. وكان هجوم مماثل قد أسفر عن مقتل 21 مسلحا من شبكة حقاني في العاشر من أغسطس (آب).

ويشير المسؤولون الأميركيون إلى أن أقاليم المناطق القبلية الباكستانية المحاذية لأفغانستان توفر الملاذ لطالبان التي تخوض حربا منذ 10 سنوات ضد القوات الأميركية في أفغانستان، فضلا عن جماعات إسلامية مرتبطة بـ«القاعدة» تخطط لهجمات ضد الغرب، وكذلك طالبان باكستان ممن يستهدفون باكستان بشكل مستمر عبر تنفيذ تفجيرات.

وأورد المسؤول في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان أن «الهدف كان قاعدة لطالبان باكستان. لدينا تقارير تفيد أن ما بين 16 و18 مسلحا قتلوا في الهجوم».

وقال مسؤول آخر في بيشاور، إن محصلة القتلى 15 شخصا. غير أن مسؤولا ثالثا في بلدة وانا الرئيسية في منطقة جنوب وزيرستان قال إن 16 متشددا قتلوا، مؤكدا في الوقت ذاته أن الهدف كان قاعدة لما يعرف بتحريك (حركة) الطالبان باكستان.

وقال المسؤول «لدي تقارير تفيد بأن بعض الأجانب أيضا قتلوا»، وعادة ما يشير المسؤولون الباكستانيون إلى متشددين إسلاميين أوزبك وآخرين من تنظيم القاعدة بوصفهم بالأجانب.

وقال المسؤول في وانا «لقد كانت قاعدة لطالبان. كانوا يستخدمون هذا المكان كمعسكر تدريب وكمخزن للسلاح وملاذ لهم.. جاءت الطائرات من دون طيار كلها في نفس الوقت تقريبا».

وقال المسؤولون إن الضربات جاءت بفارق دقائق الواحدة عن الأخرى نحو 2:30 صباحا (21:30 تغ الثلاثاء) على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من الحدود مع ولاية باكتيا الأفغانية وهي بين بؤر حركة التمرد المستمرة منذ عشر سنوات والتي تنفذها طالبان. ووفق محصلة لـ«فرانس برس» هذه هي الضربة هي الثالثة والستون حتى الآن هذا العام. يذكر أن هذا هو الهجوم الثاني من نوعه خلال يومين، والذي تشنه طائرات من دون طيار من قواعدها في أفغانستان المجاورة. وغالبا ما تستهدف هذه الطائرات مقاتلين إسلاميين في باكستان منذ عام 2004 وأحيانا بوتيرة يومية في الأشهر الأخيرة.

فقد قتل الثلاثاء 6 مقاتلين إسلاميين بغارة طائرة أميركية من دون طيار في منطقة جنوب وزيرستان المجاورة والتي تعتبر أيضا ملاذا لحركة طالبان باكستان التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة في عام 2007 وتشن منذ ذلك الحين حملة دامية في جميع أنحاء باكستان.

وغالبا ما تشن طائرات من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) غارات على مواقع في المنطقة تستهدف بصورة خاصة تنظيم القاعدة وشبكة حقاني.

وفي منطقة أخرى من الحزام القبلي قتل ضابط وجندي بالجيش الباكستاني في هجومين منفصلين لطالبان على قافلتين في منطقة كورام التابعة لبلدة لادا بجنوب وزيرستان. وقال أحد المسؤولين إن «عدة مسلحين قتلوا كذلك حينما قمنا بالرد». وترفض الولايات المتحدة الحديث علنا عن ضرباتها بالطائرات من دون طيار في باكستان، غير أن استخدامها لتلك الطائرات تصاعد بشكل واضح مع سعي إدارة أوباما لإنهاء عقد من القتال في أفغانستان المجاورة.

وقد أذعنت الحكومة الباكستانية لأمر تلك الضربات رغم المعارضة الشعبية في الداخل وتنامي العداء للأميركيين الذي يؤججه السياسيون القوميون ورجال الدين.

كما يعزا لهجمات الطائرات من دون طيار المسؤولية عن قتل بعض أخطر أعداء إسلام آباد مثل بيت الله محسود مؤسس حركة طالبان باكستان التي تتهم بأغلب التفجيرات التي قتلت آلاف الباكستانيين.

وكانت العلاقات الباكستانية - الأميركية قد تردت بشكل واضح هذا العام بعد قيام القوات الأميركية بقتل بن لادن داخل باكستان في مايو (أيار) واتهام الاستخبارات الباكستانية بالتورط في حصار السفارة الأميركية في كابل في سبتمبر (أيلول).

وخلال محادثات في إسلام آباد الشهر الماضي دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون باكستان للتحرك في غضون «أيام أو أسابيع» للقضاء على الملاذات الآمنة للمتشددين الأفغان وحث طالبان على الدخول في محادثات سلام.

غير أن التحركات الأميركية ضد المسلحين على الأراضي الباكستانية تقتصر على ضربات الطائرات من دون طيار التي لا تتبناها الحكومة الأميركية، إذ إن باكستان حليف رئيسي لواشنطن في الحرب في أفغانستان، حيث إن أغلب إمدادات الحلف الأطلسي تمر عبر باكستان إلى أفغانستان المجاورة. كما يدور جدل متزايد في واشنطن حول تقليص المساعدات المقدمة لباكستان أكثر، حيث ينظر إلى الدور الباكستاني على أنه لعبة مزدوجة تتعامل فيها إسلام آباد مع طالبان ومع واشنطن في الوقت ذاته، ما لم تقم باكستان بفعل المزيد للقضاء على التهديد الذي حددته واشنطن.