في خطوة غير مسبوقة، قامت مدونة مصرية بنشر صور عارية لها على مدونتها، إضافة إلى صورة رجل عار وبعض الرسوم التشكيلية الإباحية.. الأمر الذي أثار عاصفة من ردود الفعل تستهجن ما فعلته المدونة عالية المهدي في مدونتها التي سمتها «مدونة ثائرة»، وقد نشرت تلك الصور في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أن أحدا لم يلتفت إليها إلا مؤخرا.
وتضم المدونة تحذيرا قبل الدخول إليها من أنها تحوي مواد إباحية، ودعت عالية المهدي الآخرين إلى نشر صورهم العارية على مدونتها، وقالت «حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينات، وأخفوا كتب الفن وكسروا التماثيل العارية الأثرية، ثم اخلعوا ملابسكم وانظروا إلى أنفسكم في المرآة وأحرقوا أجسادكم التي تحتقرونها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلى الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير».
وفيما حملت بعض التدوينات اتهامات لعالية بالانتماء لحركة 6 أبريل (نيسان)، نفت الحركة ذلك تماما، وقالت إن عالية المهدي لا علاقة لها بأي من جناحي الحركة سواء (جبهة أحمد ماهر) أو (الجبهة الديمقراطية)، معربة عن استنكارها للزج باسمها في هذا الأمر.
وتعتبر حركة 6 أبريل إحدى الجهات الرئيسية التي دعت للتظاهر يوم «25 يناير (كانون الثاني)» الماضي، في بداية الثورة المصرية التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي استمر 30 عاما.
وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بعالية المهدي، إلا أن هاتفها المحمول ظل غير متاح طوال يوم أمس.
من جانبه، اعتبر الدكتور سيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن ما فعلته المدونة عالية المهدي قد يكون مؤشرا لوجود مرض نفسي، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أنها بحاجة للفحص لكي نشخص مرضها النفسي».
وأضاف: «حداثة سنها وكونها في فترة المراهقة يجعلانها تحاول الخروج عن المألوف بهذا السلوك الخادش للحياء، وقد تكون تبحث عن الشهرة، ولكنها سلكت طريقا خاطئا».
واعتبر أن ما فعلته المدونة عالية المهدي هو سلوك غير سوي، «يعكس وجود نرجسية وهوس جنسي لديها، كما أنه قد يكون مؤشرا لمرض الاستعراض الجنسي»، لكنه قال: «أنا مندهش لأن هذا المرض يصاب به الذكور بنسبة أكبر».
وقال الدكتور عبد العظيم «في الستينات من القرن الماضي انتشرت ظاهرة الهيبيز، وحاول الشباب حول العالم تقليدهم بالخروج عن المألوف في المجتمعات، لكن سرعان ما انتهت تلك الظاهرة».
وحفلت مدونة «مدونة ثائرة» بالكثير من التعليقات التي تنتقد نشر الصور العارية، ووجه أغلب زوار المدونة السباب لعالية وخطيبها كريم عامر الذين قالوا إنه يظهر عاريا هو الآخر في صورها، فيما احتوت صفحة عالية المهدي على «فيس بوك» الكثير من دعوات التضامن معها ولقبوها بصاحبة التجربة المصرية الجديدة.
وقال كريم عامر خطيب عالية المهدي موجها حديثه لها على صفحتها بموقع «فيس بوك»: «أشعر بالخجل من شجاعتك.. إصرارك وعنادك وتحديك لهذا المجتمع السطحي المنافق يجعلني أستمد القوة منك دائما».
وكريم عامر هو مدون مصري أدانه القضاء في عام 2007 بتهمة إهانة الإسلام والإساءة لرئيس الجمهورية، وتم حبسه لمدة 4 سنوات، قبل أن يفرج عنه العام الماضي بعد قضائه العقوبة.
وكان لافتا غياب كل التيارات الإسلامية عن التعليق عن الواقعة بسبب انشغالها بالانتخابات البرلمانية التي ستبدأ مرحلتها الأولى يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.